تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند فخر الدين الرازي (القرن 7هـ/13م) |
721
01:13 صباحاً
التاريخ: 2023-05-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2019
933
التاريخ: 28-9-2020
1376
التاريخ: 14-2-2017
1236
التاريخ: 2023-04-18
1136
|
أعاد الإمام فخر الدين معالجة الأفكار التي سبق وعالجها ابن سينا، والمتعلقة بالحرارة الداخلية في الكائنات الحية، لكنه لم يعتبر أي دور للرئة في تلقي الهواء البارد وضَخّه للقلب، ليحل محلَّ الهواء الساخن، وإنما عَالَجَ الموضوع على أن القلب مصدر الحرارة الداخلية ويحتاج هذا المصدر لتعديل حرارته بوساطة انبساطه في تلقي الهواء البارد، وانقباضه في طرد الهواء الحار، ومن خلال هذا تتم عملية التنفس في الكائن الحي.
قال الإمام: «كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته، والخير لأجل العمل به، وجوهر النفس في أصل الخلقة عارٍ عن هذين الكمالين، ولا يُمكنها اكتساب هذه الكمالات إلا بواسطة هذا البدن، فصار تخليق هذا البدن مطلوبًا لهذه الحكمة، ثم إنَّ مصالح هذا البدن ما كانت تتم إلا إذا كان القلب ينبوعًا للحرارة الغريزية، وما كانت هذه الحرارة قوية احتاجت إلى الترويح لأجل التعديل فدبَّر الخالق الرَّحيم الحكيم هذا المقصود بأن جعل للقلب قوة انبساط بها يجذب الهواء البارد من خارج البدن إلى نفسه، ثم إذا بقي ذلك الهواء في القلب لحظةً تسخَّن واحتد وقويت حرارته، فاحتاج القلب إلى دفعه مَرَّةً أخرى، وذلك هو الانقباض؛ فإنَّ القلب إذا انقبض انعصر ما فيه من الهواء وخَرَج إلى الخارج، فهذا هو الحكمة في جعل الحيوان متنفّسًا، والمقصود بالقصد الأول هو تكميل جوهر النفس بالعلم والعمل، فوقع تخليقُ البدن في المرتبة الثانية من المطلوبية، ووقع تخليق القلب وجعله منبعًا للحرارة الغريزية في المرتبة الثالثة، ووقع إقدار القلب على الانبساط الموجب لانجذاب الهواء الطيب من الخارج لأجل الترويح في المرتبة الرابعة ووقع إقدار القلب على الانقباض الموجب لخروج ذلك الهواء المحترق في المرتبة الخامسة، ووقع صرف ذلك الهواء الخارج عند انقباض القلب إلى مادة الصَّوت في المرتبة السادسة، ثم إنَّ المقدر الحكيم والمدبّر الرَّحيم جعل هذا الأمر المطلوب على سبيل الغرض الواقع في المرتبة السابعة مادة للصوت، وخلق محابس ومقاطع للصوت في الحلق واللسان والأسنان والشفتين، وحينئذٍ يحدث بذلك السبب هذه الحروف المختلفة، ويحدث من تركيباتها الكلمات التي لا نهاية لها، ثم أودَع في هذا النُّطق والكلام حِكَمًا عالية وأسرارًا باهرة عجزت عقول الأولين والآخرين عن الإحاطة بقطرة من بحرها وشعلة من شمسها، فسبحان الخالق المُدَبِّر بالحكمة الباهرة والقدرة غير المتناهية!» 76
_________________________________________________
هوامش
76- فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب التفسير الكبير)، ج 1، ط 3، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1999م، ص39 - 40.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|