بعض الاسس العلمية للتدريب :

يحقق التدريب اهدافه من خلال ظاهرة التعلم ونعني بها النشاط الذهني الذي بمقتضاه يحصل الفرد على المهارات ، والعادات، الافكار، الاتجاهات والقيم والمثل، ويحتفظ بها ويستخدمها في تصرفاته وسلوكه، الامر الذي ينتج تطوراً وتغيراً مستمراً في السلوك.

ومن ثم فان التعلم يتخذ الاشكال الاتية :

1- تعلم المهارات :

اي تعلم القدرة علي اداء شيء معين مثل الكتابة علي الآلة الكاتبة . ويقوم تعلم المهارات على اساس الرغبة في التعلم بصفة اساسية ، ثم التعرف على محتويات العمل ، وممارسة العمل طبقاً لتوالي عملياته او اجزائه ثم التعرف على محددات الاداء الجيد وممارسة العمل طبقاً لهذه المحددات.

2- تعلم الحقائق والمفاهيم :

ويقصد به ان الانسان يدرك مبادئ وقوانين الظواهر المحيطة به ويدرجها في ذهنه ويعتمد عليها في تصرفاته وسلوكه. ويستند هذا النوع من التعلم على الفهم والاستنتاج وتكوين النظريات وتحليل المشاكل والتعرف على علاقات السبب والنتيجة بين الظواهر المختلفة . ويمكن تلخيص هذا الاسلوب في التعلم بانه ينطوي على استخدام ( الطريقة العلمية ) في التفكير والتحليل وحل المشاكل.

ويمثل تعلم الحقائق والمفاهيم الاساس في جوانب كثيرة من الاعمال الادارية، فقراءة المقترحات ، عمليات التخطيط ، ورسم السياسات ، تصميم خريطة المشروع التنظيمية واتخاذ القرارات كلها امور تعتمد على هذا النوع من التعلم ، ومن ثم نرى ان جانباً كبيراً من النشاط التدريبي الاداري يركز على تنمية هذه المهارات في المدير لزيادة كفاءته الإدارية.

3- التعلم بالارتباط :

ويقصد به تعلم الحقائق من خلال ارتباطها ببعض . مثال ذلك ان يتعلم العامل خطر الاقتراب من آلة معينة اذا رأى النور الاحمر مضاءً اي ان هناك ارتباطاً بين النور الاحمر وبين الخطر والتعلم بالارتباط يمثل اداة اساسية في تعلم المهارات. ومن ثم نجد ان هذا النوع من التعلم يحدث نتيجة للتكرار والاعادة واظهار التناقض بين الأشياء.

4- تعلم الاتجاهات :

ويقصد به تكون الاتجاهات والرغبات والقيم لدى الفرد. ويلاحظ انه ليس هناك معلومات كافية عن كيف يتم هذا النوع من التعلم . الا اننا نقول بصفة عامة ان تأثير جماعات العمل والظروف المحيطة بالانسان ينعكس بشكل واضح على اتجاهاته ورغباته ومدى رضائه عن نفسه وعن عمله . وبذلك يصدق القول بأن هذه الصفات الانسانية تتكون لدى الانسان اكثر مما يتعلمها.

ولا شك ان اثر الاتجاهات والدوافع على السلوك الانساني لا يحتاج الى تأكيد ومن ثم يصبح النشاط التدريبي الهادف الي تغيير تلك الاتجاهات عملية ضرورية لتوجيه السلوك ناحية تحقيق الاهداف العامة للتنظيم.

ويصور الشكل التالي الأثر السلوكي للتدريب