المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اجراءات الاثبات خارج العراق
21-6-2016
الفعل الثلاثي المزيد
23-02-2015
Standards for biodegradation tests - oxo-biodegradable polymers
9-6-2016
مناظرات الإمام الباقر (عليه السَّلام)
15-04-2015
الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي
13-2-2018
التأسي بالنبي (صلى الله عليه وآله)
2024-10-01


معالجة الأم تساعد الابن  
  
1413   09:16 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص211 ـ 213
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2248
التاريخ: 25-12-2020 2406
التاريخ: 12-10-2020 1810
التاريخ: 11-1-2016 1978

كانت (إيسم)، وهي أم في الثامنة والثلاثين من عمرها ـ تجد صعوبة في التعامل مع ابنها المراهق، الذي كان. في واقع الأمر مصاباً بإحباط شديد، بل وعلى وشك الانتحار، لقد تحدثنا معها عن علاقتها بابنها ومدى التفاهم الذي يجمع بينهما وكان من الواضح إن أي حوار بينهما لم يكن يخلو من انتقادها له. لقد كانت مهتمة بأمر ابنها في أعماق نفسها، غير أنها على المستوى الخارجي كانت باردة وحادة وتعيسة، ولكن بمجرد أن شعرت بقدر من الأمان معي؛ أسرت لي بأنها لم تحتضن ابنها أو تلمسه بشكل ودي تقريباً، وأن مجرد فكرة ملامسته تثير ضيقها.

إن مثل هذا البرود العاطفي من جانب الأم يعتبر من أخطر المؤشرات التي تسبب انتحار الأبناء في سن المراهقة، وخاصة إن لم يكن الأب مؤثراً، أو كان بعيداً عن الأبناء. وهكذا اتفقنا على أن يكون تحقيق التقارب بينهما هدفنا الأول. وبالتشجيع بدأت إيسم - تتواءم شيئاً فشيئاً، حيث شرعت في وضع يدها على كتف ابنها من آن إلى آخر وهي تقدم له العشاء، ثم بدأت تثني على الطريقة التي يصفف بها شعره وعلى ملابسه. وبعد أسبوع أو اثنين خطت خطوة ثانية، وبدأت تعانقه عناقاً قصيراً قبل أن يذهب إلى المدرسة.

لقد كانت (إيسم)، تجد صعوبة في الإقدام على هذه الأفعال، ولكنها واصلت، وفي أحد الأيام وأثناء عرض أحد برامج تنمية الذات: كانت تستمع إلى أحد أعضاء المجموعة وهو يتحدث عن طفولته البائسة، فجأة وجدت نفسها ترتجف وترتعد وسرعان ما أجهشت بالبكاء، لقد تذكرت خبرة أليمة عندما تعرضت لاعتداءات بالضرب من جانب والدها عندما كانت في الرابعة من عمرها، فقد كان اباً قاسياً للغاية (ولكن لحسن الحظ كانت أمها قد هجرت والدها بعد ذلك فترةٍ قصيرة).

لم تكن (إيسم)، قد نجحت في نسيان هذه الاعتداءات تماماً، لكنها كانت توحي لنفسها بأنها لا تأبه بها، وهو ما فسر صعوبة التواصل الحسي والعاطفي لديها.

ومن خلال انخراطها في الحديث مع المجموعة تدريجياً، تعلمت كيف تدع الآخرين يعتنون بها وسرعان ما أصبحت أكثر انفتاحاً، لقد كانت كل هذه الصفات كامنة بداخلها، لكنها حبيسة مخاوف طفلة صغيرة خدعت فيمن وثقت بهم، وهكذا تحولت مساعدتها لابنها إلى مساعدة لنفسها أيضاً.   

قوة الملامسة

والآن وبعد قراءة القصة السابقة، هل اندهشت من قدرة التواصل الحسي والعاطفي على صنع الفارق بين طفل يتطلع للحياة وآخر يتطلع للموت؟ هل يمكن أن يكون التواصل الحسي بهذه الأهمية؟

قد يبدو لك ظاهرياً أن المراهق لا يعبأ بالعواطف. ولكن هذا المراهق كان طفلاً يوماً ما، إن لم يكن قد حصل على كفايته من التدليل والملاطفة؛ فسوف يمثل ذلك مشكلة خطيرة بكل تأكيد.

قد يموت الطفل المحروم عاطفياً من جراء الوحدة. إن مداعبة الطفل الرضيع تعمل على إفراز هرمونات النمو، حيث يبدو الحال كما لو كان الطفل قد قرر أن الحياة تستحق أن تعاش. فنحن عندما نحظى بلمسة حانية، ينشط جهازنا المناعي ويقاوم الأمراض بضراوة، وترتفع نسبة الهيموجلوبين (التي تحمل الحديد)، في الدم بشكل هائل.

إن التواصل الحسي يعد أحد (الفيتامينات الأساسية)، لكل الثدييات. فعندما يولد الطفل قبل أن يكتمل نموه، يتم وضعه عادة داخل الحضانة لعدة أسابيع. غير أننا اكتشفنا مؤخراً أن هؤلاء الأطفال إذا حظوا بملاطفة أمهاتهم (أو أي شخص كبير يغدق عليهم بالحب)، من خلال التربيت على أجسادهم الرقيقة برفق داخل الحضانات، سوف يزيد وزنهم أسرع من غيرهم من الأطفال الذين لا يحظون بتلك الرعاية بنسبة 75%، وهكذا سوف يكون بالإمكان اختصار عدد الأسابيع التي يقضونها داخل الحضانة، ومن ثم توفير آلاف الدولارات التي تنفق على المستشفيات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.