المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



محاصرة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) قبيل استشهاده وشهادته  
  
1297   04:33 مساءً   التاريخ: 16/12/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، 219-225
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) /

صعّد المنصور من تضييقه على الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ، ومهّد لقتله .

فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني اللّه إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت :

أجب أمير المؤمنين . فتطهّر ولبس ثيابا جددا .

فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني اللّه إن لم أقتله .

فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال : مرحبا بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي .

فأقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال :

سلني حاجتك ، فقال ( عليه السّلام ) : أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم ، فتأمر لهم به .

قال : أفعل ، ثم قال : يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج ، فيه غالية ، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت :

يا بن رسول اللّه ! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول ، فما هو ؟

قال : قلت : « اللّهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وأنت رجائي . . . »[1].

ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتله[2].

لقد صور لنا الإمام الصادق ( عليه السّلام ) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والأذى الّذي كان المنصور يصبه عليه ، حتى قال ( عليه السّلام ) - كما ينقله لنا عنبسة - قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : « أشكو إلى اللّه وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا[3] وأراكم أسرّ بكم ، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصرا في الطائف فسكنته ، وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبدا »[4].

الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في ذمّة الخلود

وتتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي - الإمام الصادق ( عليه السّلام ) - في عهد المنصور الدوانيقي - فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء ، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل ، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي ، وشيخوخته ، وانصرافه عن الدنيا إلى العبادة ، وإشاعة العلم ، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه ، فقد كان الإمام شبحا مخيفا له . . . ونعرض - بإيجاز - للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته .

وأعلن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه ، وان لقاءه بربّه لقريب ، وإليك بعض ما أخبر به :

أ - قال شهاب بن عبد ربّه : قال لي أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان ؟ قال : فلا واللّه ما عرفت محمد بن سليمان من هو . فكنت يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان ، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتابا ، وقال لي :

يا شهاب ، عظّم اللّه أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد . قال : فذكرت الكلام فخنقتني العبرة[5].

ب - أخبر الإمام ( عليه السّلام ) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له : ارفق فو اللّه لقلّ ما أصحبك . ثم انصرف عنه ، فقال المنصور لعيسى بن علي : قم اسأله ، أبي أم به ؟ - وكان يعني الوفاة - .

فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور ، فقال ( عليه السّلام ) : لا بل بي[6].

وتحقّق ما تنبّأ به الإمام ( عليه السّلام ) فلم تمض فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية .

كان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي ، فقد ضاق ذرعا منه ، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبد اللّه الإسكندري .

يقول محمد : دخلت على المنصور فرأيته مغتمّا ، فقلت له : ما هذه الفكرة ؟

فقال : يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة ( عليها السّلام ) مقدار مائة ويزيدون - وهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور - وبقي سيّدهم وإمامهم .

فقلت : من ذلك ؟

فقال : جعفر بن محمد الصادق .

وحاول محمد أن يصرفه عنه ، فقال له : إنه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل باللّه عن طلب الملاك والخلافة .

ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه : يا محمد قد علمت أنك تقول به ، وبإمامته ولكن الملك عقيم[7].

وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام ، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام ، ويرفعونها له ، وقد حكى الإمام ( عليه السّلام ) ما كان يعانيه من الضيق ، حتى قال : « عزّت السلامة ، حتى لقد خفي مطلبها ، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت ، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها »[8].

لقد صمّم على اغتياله[9] غير حافل بالعار والنار ، فدسّ اليه سمّا فاتكا على يد عامله فسقاه به ، ولمّا تناوله الإمام ( عليه السّلام ) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية ، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه .

ولمّا شعر الإمام ( عليه السّلام ) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي :

أ - إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين دينارا ، فقال له شخص : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة ؟ فقال عليه السّلام له : ويحك ما تقرأ القرآن ؟ ! وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ، وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ[10].

لقد أخلص الإمام ( عليه السّلام ) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم ، وآمن بجميع قيمه وأهدافه ، وابتعد عن العواطف والأهواء ، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى اللّه بها .

ب - إنه أوصى بوصاياه الخاصّة ، وعهد بأمره أمام الناس إلى خمسة أشخاص : وهم المنصور الدوانيقي ، ومحمد بن سليمان ، وعبد اللّه ، وولده الإمام موسى ، وحميدة زوجته .

وإنما أوصى بذلك خوفا على ولده الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) من السلطة الجائرة ، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته ، فقد كتب المنصور إلى عامله على يثرب ، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه : إنه أوصى إلى خمسة ، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل[11].

ج - إنه أوصى بجميع وصاياه إلى ولده الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وأوصاه بتجهيزه وغسله وتكفينه ، والصلاة عليه ، كما نصبه إماما من بعده ، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته .

د - إنه دعا السيّدة حميدة زوجته ، وأمرها باحضار جماعة من جيرانه ، ومواليه ، فلمّا حضروا عنده قال لهم : « إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة . . . »[12].

وأخذ الموت يدنو سريعا من سليل النبوة ، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام ، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، ويحذّرهم من مخالفة أوامر اللّه وأحكامه ، كما أخذ يقرأ سورا وآيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) ، وفاضت روحه الزكية إلى بارئها .

لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر ، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه ، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذا ومفزعا لجميع المسلمين .

وقام الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) ، وهو مكلوم القلب ، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه ، فغسل الجسد الطاهر ، وكفّنه بثوبين شطويين[13] كان يحرم فيهما ، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى ( عليه السّلام ) بأربعين دينارا وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) وقد إأتمّ به مئات المسلمين .

وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير ، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الأمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم . وجيء بالجثمان العظيم إلى البقيع المقدّس ، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر ( عليهما السّلام ) وقد واروا معه العلم والحلم ، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان[14].

ويناسب أن نختم الكلام عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) برثائه على لسان أحد أصحابه وهو أبي هريرة العجلي بقوله :

أقول وقد راحوا به يحملونه * على كاهل من حامليه وعاتق

أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى * ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق

غداة حثى الحاثون فوق ضريحه * ترابا ، وأول كان فوق المفارق[15]

 


[1] سير أعلام النبلاء : 6 / 266 ، ملحقات إحقاق الحق : 19 / 513 ، والفرج بعد الشدة : 70 عن التذكرة لابن الجوزي : 308 ، 309 مسندا .

[2] الكافي : 2 / 559 و 6 / 445 وعنه في الخرائج والجرائح : 2 / 195 وتاريخ مدينة دمشق : 19 / 516 .

[3] الموالون لأهل البيت أو خاصة الإمام .

[4] الكافي : 8 / 215 ورجال الكشي : 365 وبحار الأنوار : 47 / 85 .

[5] اختيار معرفة الرجال : 414 ح 781 ودلائل الإمامة : 138 وإعلام الورى : 1 / 522 ، 523 ومناقب آل أبي طالب : 4 / 242 .

[6] مهج الدعوات : 231 .

[7] مهج الدعوات : 247 .

[8] حياة الإمام موسى بن جعفر : 1 / 412 .

[9] نور الأبصار : 133 ، الإتحاف بحب الاشراف : 54 ، سائك الذهب : 72 .

[10] الغيبة للطوسي : 197 ، بحار الأنوار : 47 / 276 .

[11] الكافي : 1 / 310 وانظر مناقب آل أبي طالب : 4 / 345 .

[12] بحار الأنوار : 47 / 2 عن عقاب الأعمال للصدوق : 272 ط طهران - الصدوق .

[13] شطويين : مفرده شطا إحدى قرى مصر .

[14] عصر الإمام الصادق ، باقر شريف القرشي : 167 - 170 .

[15] مقتضب الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر ، للجوهري : 52 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.