المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

فزعُ المسلمين من تصميم معاوية على بيعة يزيد
7-4-2016
Eliciting and testing techniques
2024-08-15
استحقار ما في الدنيا من المكاره والملاذّ.
2024-02-07
انتاج ازهار الألستروماردا (Alstroemeria)
4-8-2016
Soft Stem End
16-2-2020
إعطاء النبي القصاص من نفسه
20-3-2016


نحن وجنوح الأطفال  
  
1217   10:26 صباحاً   التاريخ: 10/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص73ــ74
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2020 1762
التاريخ: 11-12-2018 1699
التاريخ: 9-1-2016 1809
التاريخ: 8-5-2018 1881

يتناول البحث الذي بين يديك مسألة تربوية ذات اهمية بالغة وجديرة باهتمام جميع المعلمين والتربويين والآباء والامهات كونها تنسجم مع تطلعاتهم التربوية فاغلب الأسر والمؤسسات تتعرض لمثلها وهي مسألة جنوح وانحراف سلوك الاطفال والاحداث، والمواقف الواجب اتخاذها بازائهم تشخيصاً وعلاجاً.

وقبل الدخول في صلب الموضوع اود الاشارة هنا الى وجود نمطين من التفكير منذ العهود الغابرة ولحد الآن بشأن استمرار المجتمع البشري وديمومته؛ وهما:

أولاً: رأي يذهب الى ان الحياة قائمة على مبدأ تنازع البقاء وينتهي الصراع والتناحر فيها بانتخاب الأصلح.

ثانياً: رأي آخر يؤكد على ان الحياة قائمة على مبدأ التعاون وعلى اساس الحاجة وما يتمخض عنها من تعاقد واتفاق على حل المسائل وازالة المشاكل.

الرأي الاول ينظر الى الحرب والصراع نظرة خاصة ويعتبرهما ظاهرتين دائمتين ياقيتين ببقاء بني البشر، والنظام الكوني يأكل فيه القوي الضعيف. والقوي يأكله الأقوى، وليس ثمة نظام خارج اطار مبدأ القوة، كما ن العقول غير قادرة على لجم وكبح جماح الاضطرابات.

وعلى هذا الاساس فالفساد امر طبيعي ووجوده يشكل جزءاً من نظام الحياة.

اما الرأي الثاني فيرى ان الناس قد اجتمعوا من اجل قضاء حاجاتهم ووضعوا للحياة قواعداً وتعاقدات؛ أي أن صرح الحياة قائم على التعاقد وعلى مبادىء منبثقة من الدين ومن ارادة الناس أو العلم وآراء العلماء. فالنظام يقوم وفقاً لهذه المبادىء على الرغم من احتمال وجود واستمرار حالة الاستغلال والاستثمار في بعض المقاطع الزمنية.

ان التزام افراد المجتمع بالعقود والمواثيق المتعارفة في مجتمعهم يفرز حصيلة بطلق عليها علماء الاجتماع اسم النظام الاجتماعي، ومجموعة المكونات التي تؤلف نسقاً متجانساً من السلوكيات تسمى نظاماً.

وعلى هذا فالنظام هو مجموعة التعاقدات أو الصيغ التي ينتهجها المجتمع من اجل مواصلة الحياة الاجتماعية بصورة سامية.

منشأ النظم الاجتاعية

يمكن تحديد نشأة النظم الاجتماعية وحصرها فى ثلاثة محاور رئيسية هي:

١ -نظام التعاقد الذي ينبثق عن ارادة الناس او نمط التفكير الاجتماعي.

٢ -النظام المنبثق عن اتجاه فكري؛ علمي أو فلسفي.

٣-النظام الروحي القائم على التوجه الديني والاحكام الالهية.

ويمكن العثور في بقاع مختلفة من العالم على مناهج ملفقة من هذه الاتجهات الثلاثة، وهي تشبه إلى حد ما الجمع بين مواصفات (الجمل والبقرة والنمر). وهو ما نرى مظاهره واضحة فى بعض الدول والمجتمعات.   




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.