أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2822
التاريخ: 24-1-2021
1955
التاريخ: 13-4-2021
2403
التاريخ: 19-1-2023
2523
|
يعده المختصون بالتربية جزءاً من التربية، وليس منفصلاً عنها، ولكن إفراده يدل على أهمية الأمور التي يمكن أن يتناولها هذا الهدف، ويبين الجانب التعليمي المهم في أدب الطفل. فتعليم الطفل قراءة القرآن مثلاً له جانبان: جانب عقيدي وتربوي، وجانب تعليمي.
- الجانب الأول يتعلق بفهم العقيدة وترسيخها، والتمسك بكتاب الله، والتخلق بأخلاق القرآن الكريم.
- والجانب التعليمي يتعلق بقراءة القرآن ذاته، وتجويده، واكتساب مهارة القراءة عموماً؛ بحيث تصبح هذه المهارة وسيلة للفهم، والثقافة والخ..
- ولذلك فإن من أهم الأهداف التعليمية لأدب الأطفال تنمية مهارات القراءة والكتابة عندهم، وتزويدهم بثروة لغوية فصيحة تزيد من ثروتهم وخبراتهم الخاصة، وتنمو هذه الثروة والخبرات مع نمو أعمارهم ومراحلهم وقراءاتهم. ولذلك فإن الأديب يحتاج إلى فهم القاموس اللغوي للأطفال في كل مرحلة من مراحلهم، ليكون استخدامه للألفاظ مناسباً ومفهوماً(1)، وبالتالي للترقي بالمحصول اللغوي من حيث الزيادة والتنويع(2).
- وكذلك يهدف أدب الأطفال إلى الارتقاء بأساليب التعبير للأطفال عن طريق استخدام شتى الأساليب المناسبة، كالأسئلة والحوار، وأسلوب التعجب.. إلخ(3)، وتساعد قراءة القرآن على ذلك وللقصة والمسرحية تأثير في تحقيق هذا الهدف أيضاً.
- وكذلك يهدف أدب الأطفال إلى تقويم ألسنة الأطفال وكتاباتهم عن طريق تدريب سلائقهم على الضبط اللغوي، وسلامة النطق، وحسن الأداء المعبر عن المعنى والموافق للفكرة، والمعين على إيصال المعنى للسامع بشكل فعّال.
- وكذلك يهدف إلى تعويد الأطفال استخدام المجاز والاستعارة والانتقال من المحسوس إلى المعنوي.
- ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من استخدام أسلوب يلائم سن الطفل، وقدراته، وقاموسه اللغوي، وأن يكون شيقاً جذاباً يستجيب لحاجات الأطفال الوجدانية والفكرية(4).
- وفي كل هذا، من المهم الحرص على الفصحى في مخاطبة الأطفال والكتابة لهم، بطريقة ملائمة بعيدة عن الافتعال والصعب والمعقّد من التراكيب(5)، ولكن ذلك لا يعني - كما يفهم بعضهم - البعد عن كل لفظ قديم، وبالتالي الغرق في الألفاظ الجديدة، والتراكيب المستحدثة. فهذا خطر على مستقبل الأطفال، لأنه سيؤدي إلى نفورهم من التراث، وبعدهم عن كل قديم. ولعل كثيراً من دعاة التطور والحداثة يريدون ذلك من وراء دعواتهم، لكي تصبح أذواق الناشئة تعاف أن تصبر على قراءة آية قرآنية أو حديث شريف، أو كل نص من غير القرن الأخير وتنفر من كل قديم. ولذلك فإن أدب الأطفال يمكن أن يشكل جسراً بين واقع الطفل ومستقبله من جهة، وبين تاريخه وأصوله من جهة أخرى، عن طريق اختيار الموضوعات من ناحية، واختيار الأسلوب المناسب، مع التدرج في هذا الأسلوب من السهل إلى الصعب - بالنسبة للطفل - ومن المألوف إلى غير المألوف، ومن الحديث إلى القديم وهكذا.
- ومن أهداف أدب الطفل التعليمية تزويده بألوان متعددة من الثقافة بمعناها الشامل، (وهي مجموعة العوامل المشتركة بين أفراد المجتمع، التي تمثل العقيدة والقيم والعادات والتقاليد وطرق السلوك التي يتميز بها مجتمع معين عن غيره)(6).
- وهذه الثقافة تشمل أموراً كثيرة مثل، (تقديم المعلومات العامة والحقائق المختلفة عن الحياة والمجتمع في بيئة الطفل وغيرها من البيئات، وتقديم المضمون العلمي والأفكار المقتبسة من العلوم المختلفة، وتقديم المضمون التعليمي الذي يستمد مادته من المناهج المدرسية(7)، مع تحقيق النمو اللغوي للأطفال، والتدرب على طلاقة اللسان والإلقاء الجيد، وحسن مخاطبة الآخرين، وتعوّد الشجاعة الأدبية، ومواجهة الناس والمجتمع(8).
- ويهدف أدب الطفل إلى تنشيط تفكير الأطفال في مجالات كثيرة: كالتذكر، والتخيل، وتركيز الانتباه، والربط بين الحوادث، وفهم الأفكار والحكم على الأمور، وحسن التعليل والاستنتاج، وبالاختصار: فإنه يساعد على النمو الفكري للأطفال، ويعلمهم أنماطاً من التصرف السليم في المواقف المختلفة، وإزاء المشكلات التي تعترضهم(9).
- فضلاً عن هذا كله فإن أدب الطفل يساعد على بناء شخصيات الأطفال وتكوين المعايير والقيم والعادات والاتجاهات الصحيحة عندهم، وتقوية جانب الإرادة، وتحقيق كثير من المزايا التي يكتبها عن طريق التأثير بما يقرأ، والتمثل بما يفهم من هذا الأدب.
- وأدب الأطفال يعين على اكتشاف الهوايات والحصول على المهارات الجديدة، ويعمل على تنمية الاهتمامات الشخصية عند الطفل(10).
- وهكذا فإن أدب الطفل أداة تعليمية وتربوية، يواكب المناهج الدراسية، بل يرتقي بالطفل إلى مستويات أفضل، لأنه يخاطب وجدانه وعقله، وينطلق بخياله إلى آفاق المستقبل، ويزوده بمعلومات ومهارات وخبرات كثيرة ومتنوعة، ويفتح له طرق الاستمتاع بتحقيق مواهبه، وتنمية قدراته الخاصة. وهنا ندرك مسؤولية الأديب الذي يكتب للأطفال، ومهمته في تحقيق كثير من هذه الأهداف بطريقة تلائم الطفل وتمتعه، وتحقق له الغاية المنشودة من القراءة، وهذا يتطلب فهم الطفل، وفهم البيئة، وفهم الفن في وقت معاً، وهي عملية شاقة - ولا ريب - ولكنها المسؤولية التي أنيطت بالكاتب، والأمانة التي عليه المحافظة عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أصدرت المنظمة العربية للثقافة والعلوم كتاب: الرصيد اللغوي للأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية، وهر قائم على دراسة ميدانية لحصر الألفاظ المستخدمة في أرجاء الوطن العربي، وانظر: أدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي، 94.
2ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام: د / نجيب الكيلاني / 144.
3ـ أدب الأطفال: محمد محمود رضوان وزميله / 50 ـ 53.
4ـ ثقافة الطفل العربي: جمال أبو رية - دار المعارف / 60.
5ـ المصدر السابق، وأدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي / 94، في أدب الأطفال: د / الحديدي / 71، وما بعدها.
6ـ تثقيف الطفل: د / فاروق عبد الحميد اللقاني، منشأة المعارف / 3، والقيم التربوية في ثقافة الطفل، فصل قصص الأطفال والقيم التربوية في ثقافة الطفل / 86، وانظر كتاب: مشكلة الثقافة: للأستاذ مالك بن نبي رحمه الله ففيه تحليل جيد لمفهوم الثقافة.
7ـ فن الكتابة للأطفال: أحمد نجيب / 175، وأدب الأطفال ومكتباتهم / 47، والقيم التربوية في ثقافة الطفل / 91.
8ـ المصدر السابق / 91.
9ـ المصدر السابق / 93، وأدب الأطفال ومكتباتهم / 47، وأدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي / 90.
10ـ المصدر السابق / ٤٨، وأدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي/ ٨٩.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|