المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



موعظة بليغة لحال أهل الدنيا  
  
1197   10:47 صباحاً   التاريخ: 7-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص61 ـ 62
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن أهل الدنيا باشتغالهم بالمعاصي وبعدهم عن أداء الحقوق والواجبات قد غفلوا عن الآخرة، وإنهم في غفلتهم هذه كمثل قوم ركبوا سفينة فانتهت بهم إلى جزيرة فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة وحذرهم المقام وخوفهم مرور السفينة واستعجالها، فتفرقوا في نواحي الجزيرة فقضى بعضهم الحاجة ورجع إلى السفينة فوجد المقام خاليا أوسع الأماكن وأليقها وأوفقها لمراده، وبعضهم توقف في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة وإلى أشجارها ونغمات طيورها الطيبة وألحانها الموزونة الغريبة، ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع إليها فلم يجد إلا مكانا ضيقاً فاستقر فيه وبعضهم أكبّ على التقاط أحجارها ومعادنها المختلفة الألوان ولم تسمح له نفسه بإهمالها فاستصحب منها كمية وعاد إلى السفينة فلم يجد فيها إلا مكانا ضيقا وزاده ما حمله ضيقا وصارت ثقلا عليه ووبالاً، فندم على أخذها ولم يقدر على رميها ولم يجد مكانا لوضعها، فحملها وهو متأسف على أخذها، وليس ينفعه التأسف بشيء، وبعضهم نسي المركب ولم يبلغه نداء الملاح لاشتغاله بأكل الثمار وتشمم الأنوار والتفرج على الأشجار، وهو مع ذلك خائف على نفسه من السباع، وغير خال من السقطات والنكبات، فلما بلغهم نداء أهل السفينة انصرف بعضهم مثقلا بما معه ولم يجد في المركب موضعا فبقى على الشاطئ حتى مات جوعا، وبعضهم لم يبلغهم النداء وسارت السفينة وتركتهم، فمنهم من افترسه السبع ومنهم من تاه على وجهه حتى هلك أما من وصل إلى المركب وهو مثقل بالأزهار والأحجار فقد استرقته وشغله الحزن بحفظها والخوف من فوتها، وقد ضيق عليه مكانه فلم تلبث أن ذبلت تلك الأزهار، وكمدت ألوان الأحجار وظهر نتن رائحتها حتى تأذى بنتنها فلم يجد حيلة إلا أن ألقاها في البحر، وقد أثر فيه ما أكل منها فلم ينته إلى الوطن إلا بعد أن ظهرت عليه الأسقام بسبب تلك الروائح النتنة، ومن رجع بعد حين لم يفته إلا سعة المحل فتأذى بضيق المكان مدة ولكن لما وصل إلى الوطن استراح، ومن رجع أولا وجد المكان الأوسع ووصل إلى الوطن سالماً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.