المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة دخل
7-06-2015
Reactions and Compounds of Nitrogen
11-6-2020
التفسير الموضوعي
28-2-2016
المناهج الاصولية في الجغرافية البشرية- المنهج الأصولي
14-11-2021
سفيان بن عبد الرحمن
25-10-2017
مراتب حب المدح و كراهة الذم‏
7-10-2016


ما الذي نحصل عليه من الجدل؟  
  
1747   03:35 مساءً   التاريخ: 9-7-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص160 ـ 162
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1/9/2022 1281
التاريخ: 2023-05-09 1374
التاريخ: 2023-03-18 1035
التاريخ: 2023-02-12 950

إن الموفقية في الأخلاق وفي المجتمع ترتبط بأصول يجب علينا أن نعرفها وننظم سلوكنا على طبقها، إذ أن دور الإنسان في علاقاته مع الناس ومعرفته لحدود وظائفه ومسؤولياته من المسائل التي يرتبط بها سعادته وشقاوته بمقياس دقيق وشامل.

إن حب الائتلاف والارتباط بالآخرين مما غرس في أعماق ارواح الناس، فكل منهم يحب المحبة والوئام ويستوحش من وحشة سجن الوحدة والغربة، ولكن ما لم يبلغ كل واحد منهم إلى السلام النفسي والصلح الروحي لا يمكنه التعايش السلمي مع الآخرين، بل حتى مع نفسه فضلاً من غيره. إن السلام والوئام والتعاون أساس يبتني عليه جميع أنواع النشاط الاجتماعي السليم، وأن رعاية حدود الآخرين واحتراماتهم وأحاسيسهم لهو الشرط الأول في فن المعاشرة السليمة الصافية، وفي هذه الصورة تتمتع الروابط بين الأفراد بقوة ودوام أكثر فأكثر. والذين يفقدون هذه الخاصية الأخلاقية يفقدون بالطبع معها التوازن والتعادل بينهم والآخرين، وتتضعضع لديهم أسس المودة والمحبة، ولا يستطيعون حينئذ أن يحافظوا على روابطهم مع الآخرين بصورة مطلوبة.

وأن من إحدى الصفات الذميمة التي تجرح عواطف الآخرين بشدة، وتقطع أوصال المحبة والوحدة (الجدل واللجاج)، إن اللجوج المجادل إن لم يكن يعلم علل سلوكه الجدلي ولا يعرف العوامل التي تؤثر في عواطفه وتقلق روحه، فليعلم أن الإفراط في (حب النفس) من العوامل الأساسية لنشوء هذه الخصلة الذميمة عنده، وأنها إنما ترتوي من منبع هذه الغريزة المخدوعة.

إن الشخص اللجوج المجادل - من أجل أن يروي عطش غروره - كلما تكلم أحد في مجلس ما أو اظهر رأياً في موضوع ما بدأ يعترض عليه لا ليرشده أو يرفع شبهة لديه، بل ليحطم شخصيته بانتقاداته غير الصحيحة واتهامه باللغو وسوء الفهم ولكي يثبت بهذه الطريقة علو كعبه وفضائله الموهومة. وقد يستر وجه جدله الكريه تحت ستار من كلمات (الاستفهام) أو (الاستفسار) أو (الاستعلام) أو (الاستيضاح).

وهو بهذه الطريقة يفقد روح الحكم العادل، ويتجاسر بها على أنواع الظلم وسحق الحقوق.

ولا ينبغي الغفلة هنا عن (ردود الفعل) من الشخص المهان على هذه الطريقة الذميمة، فإن من نكست عزته واحتقر لا بد من أن يبدي من نفسه رد فعل على ذلك، فقد يقدم في الفرص المناسبة على أعمال جميع ما لديه من القوى للخروج عما تحمله حينئذ من الإهانة والتحقير وهكذا نرى أن تفشي هذه الصفة بين أفراد أمة قد يؤدي بهم إلى فقد وحدتهم في الفكر والسلوك ويجرهم إلى نزاع ممتد وكسر لا يجبر لا سمح الله.

يقول أحد العلماء: (العقل مصباح منير يهدي البشر في ظلم الجهل ويرفع عنه أعباء مشاكله، وها نحن نفخر على سائر المخلوقات بأنا ندرك به مقدمات الأمور وعللها وأسبابها ونتائجها وروابط بعضها مع البعض الآخر. ولكن الويل لنا وعلينا لو أردنا أن نكشف عن حقيقة بقوة البحث والجدل، فإن المناقشة الجدلية لا تؤثر شيئاً سوى اضطراب الفكر والخيال، ثم لا أثر لها سوى أن تبدي جهل الطرفين وخطأهم في البحث العلمي لا غير، وأما أنها تقدر على أن تغير فكر الآخرين وتجعلهم تبعاً لأفكارنا، فكلا). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.