المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مهارة التعامل مع الطالبات والطلاب الموهوبون وبطيئوا التعلم
6-2-2022
بحر المعرفة الذي لا ضفاف له
2023-04-12
دعوات لا ترد
12-5-2016
Sextic Equation
23-2-2019
اعطاء رسول الله القصاص من نفسه
13-5-2016
Limiting magnitude
22-8-2020


العلاقة مع الأطفال والشباب / التعاطف مع المشاعر  
  
1746   02:04 صباحاً   التاريخ: 22-6-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص45 ـ 52
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ قال موسى (عليه السلام): يا ربّ أي الاعمال أفضل عندك؟

قال: حبّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي(1).

كيف يمكن إقامة علاقاتٍ صحيحةٍ مع الأطفال؟ وهل يمكن الإبداع في اقامة تلك العلاقات؟ ان أعقد العلاقات وأهمها، هي اقامة العلاقات مع الاطفال، وهي تحتاج الى نوع من الإبداع، والمهارة، الصبر والحلم الكثير.

ان اول ما يحتاج الطفل الية نفسياً، هو الرأفة به وحبه، فإنكم قد تحبّون أطفالكم. ولكن المهم هو كيفية إبراز ذلك الحب أليهم، فإن كل طفلٍ ومن أجل أن يشعر بالاطمئنان، يحتاج الى هذا الحب، لأنه بالحب يأنس الحياة، وتكون علاقته بكم شديدة، وللعلاقة بينكم وبينه ارتباط وثيق بكيفية ابرازكم لذلك الحب(2).

ان شعور الطفل بالاطمئنان يهيء أرضية ارتباطكم به في مجال أوسع، ويتعلم بسبب ذلك كيف يكون له سلوكاً صحيحاً.

إن السبيل المناسب الذي يمكن به إقامة علاقات مع الاطفال هو الحد من الاعتراضات عليهم، وتوجيه الانتقادات اليهم، والحد من الآمال ومن الكلام البذيء فيما يتعلق بأفعالهم، فإنه لا يمكن تأديب الاطفال بالاعتراض الدائم عليهم وعلى سلوكهم، فعلى الابوين والمعلمين التحلي بالصبر والحلم، وان يضعوا برنامجاً لهم، ويخصصوا وقتا لذلك، ولا بد من الالتفات وقبل تطبيق منهج التربية الجديد الى الآثار السيئة للمنهج التربوي السابق، لتأثير المنهج السابق على سلوكهم مدةً طويلةً، ولذا يحتاج الطفل الى وقتٍ اكثر ليتطبع على المنهج التربوي الجديد، ولتزول آثار المنهج القديم.

ومن اجل اقامة علاقات صحيحةً مع الاطفال وتطبيق المناهج المؤثرة في التعامل معهم، نحتاج الى الوقت والفرص المبرمجة لذلك، وما دام لنا مسؤولية الأبوين او المعلمين نحتاج الى صرف وقت أكثر في التربية والتعليم(3)، لنتمكن من اقامة ارتباط أوثق معهم. وقد وقع هذا المنهج التربوي - أعني تعيين وقت لإقامة علاقاته صحيحة ٍفي بيئتي المدرسة والبيت - في حياتنا المعاصرة في خطر، لأن الوقت المبرمج يمنع من التفريط بالوقت أو قضاءه في المجادلة ولغو الحديث.

إذاً فنحن نحتاج في المرحلة الاولى الى التعرّف أكثر على الأطفال، من أجل اقامة العلاقات معهم بنحو أفضل.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن مرآة المؤمن)(4).

ينبغي التعبير عن التعاطف القلبي بالألفاظ الطيّبة التي تبعث في النفس نوعاً من الاطمئنان، لتطلّب هذه المرحلة الكلام الدقيق والموزون، ولا بد ان يكون التعاطف بتبادل المشاعر مقروناً بالبيان الواقعي لأحاسيس الطفل، والمجرّد عن التقييم أو الحكم عليه.

إن كلامنا لا بد أن يكون بمثابة المرآة التي تعكس الواقع من سلوك الطفل ومشاعره من دون أن تتصرف في ذلك بنحوٍ يشعر الطفل ويحسّ ذلك في أقوالنا كما هو عليه.

إن تبادل الأحاسيس والمشاعر مع الطفل يعطيه نوعاً من الاطمئنان النفسي والهدوء النسبي، ويضطره الى التفكير، فيرى الامور جيداً ويتأمل فيها ويكتشف من خلال ذلك نقاط الضعف والقوة في نفسه، ويرى ذلك حقيقةً حيث يكون كالواقف أمام المرآة، فيسعى في رفع معايبه، إذ أن تفكير الطفل انما يكون صحيحاً إذا كانت أحاسيسه ومشاعره صحيحة، ولا يعيش القلق النفسي.

ثم ان الاب والام أو المعلم وبعد لحظات من السكوت سوف يعثرون على ما يساعدهم في ايجاد علاقات صحيحة وبناءة مع الطفل من أجل ارشاده وهدايته، من خلال تبادل الكلام الطيب معه ليجذبوه نحوهم.

إنه لا بد من إعداد الجو المناسب الذي يتمكّن الأطفال من خلاله بيان أحاسيسهم ومشاعرهم، جواً خالياً من الرعب، مفعماً بالحب والرأفة، لأن الدخول إلى اذهان الاطفال الذي يولد لهم القناعة بنا يمهّد ارضية الدخول الى قلوبهم، إذ أن أكثر ما يولّد للأطفال الثقة بأنفسهم، هو ناتج عن شعورهم الخاص في ما يعتقدوه من رأي ونظر الكبار فيهم.

ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكرموا أولادكم)(5).

 وقال (صلى الله عليه وآله): (لا يرهقه ولا يخرق به)(6).

ـ المنهج التحرري هو السبب في توجيه مشاعر الطفل نحو الأفضل

لا بد من إيكال مسؤولية سلوك الطفل اليه، وذلك بإعطائه فرصة اتخاذ القرار بنفسه، ليعرف أي السبل أفضل، بأن ندعه يواجه الواقع عملياً ويلمس نتائج سلوكه، ويحل مشاكله بنفسه، ولكي يربط بين عواقب أفعاله وسوء سلوكه ربطاً طبيعياً، ليحصل على نتيجةٍ منطقيةٍ وصحيحة.

ان الارشادات المتوالية، التشجيع أو التأديب الآنيين والمفرطين، تسلب من الطفل فرصة التفكير والقدرة على اتخاذ القرار المناسب، وتجعله يعمل عملاً ارتجالياً غير مدروس، مما يؤدي به ذلك الى عدم اعتبار نفسه مسؤولاً عن سلوكه وما يصدر منه من أفعال، وعلى العكس من ذلك فإن عدم التدخل بشؤون الطفل يعطيه الفرصة الكافية، ويجعله يدرك سلوكه إدراكاً صحيحاً، فيشعر بالمسؤولية لما يكون له من سلوك.

إن السيطرة الدائمة والسلطة المفروضة من قبل الأبوين والمعلمين، والافراط في المحافظة والحب الشديد للطفل كل ذلك من مخلفات الإعراض عن أصل التحرر وعن الاحترام المتبادل لشخصية الطفل أو الشاب.

اننا لو أردنا القيام بعمل يتمكن الاطفال القيام به بأنفسهم، فإن ذلك في حد سلب الثقة منهم، وعدم احساسهم بالمسؤولية مما يحقّرهم ذلك ويقلل من شأنهم، وكل ذلك يحكي عن نسبة العجز أليهم، ومثل هذه المعاملة تزلزل نفوسهم، وتفتح باب التشكيك لهم في طاقاتهم.

انه لابد من القاطعية والحزم فيما يتعلق بالقانون والنظام، ولا ينبغي في هذا المجال حرمان الطفل أو الشاب من حقوقهما المسلّمة.

ان استخدام مناهج التحرر والانفتاح يعطي للأطفال والشباب حق الانتخاب والاختيار ويزرع في نفوسهم بذرة الإبداع في تفجير طاقاتهم الدفينة، انه لا ينبغي التعامل مع الاطفال على اساس الغضب وتوتر الاعصاب، بل لا بد من منحهم فرصة ليتعرفوا فيها على تأثير سلوكهم، والتعرف على قيمة ومنزلة أعمالهم، وينبغي أن لا نتسرع في الحكم على سلوك الأطفال أو تقييمه.

إنه لا بد من إشعار الأطفال في جميع الأحوال والافعال ضرورة وجودهم وأهميته، ولا بد ان يعلموا أن اعمالهم في نظرنا صحيحة ليشعروا أن لهم كفاءة وقيمة ذلك.

انه لو أردنا أن يكون للأطفال والشباب الشعور بالعزّة لا بد من احتضانهم على ما فيهم من نقاط ضعفٍ ونقص، لأن في الضرب على وتر الضعف والنقص أثراً غير مطلوب، حيث يؤدي الى عدم اهتمامهم بالأمور ويسلب منهم الشعور بعزّة النفس، فلو أن أحداً يكرر عليكم ذكر عيوبكم وأخطائكم كل يوم هل تشعرون بعد ذلك بشيء من الكفاءة والقيمة؟، فإنه بذلك سوف يتصدع حس العزة بالنفس لديكم، وتُسلب عنكم رغبة القيام بأي فعلٍ.

إن ارضية التطور والابداع موجودة لدى جميع الاطفال، والسبب في عدم تطور بعضهم يعود الى النصائح المكررة، والتوبيخ الدائم، والى قياسهم بالأطفال المتفوّقين، سواءً كانوا في المدرسة او في البيت، لان مثل هؤلاء الاطفال يشعرون في قرارة نفوسهم بحقارتهم، ويتولد لديهم تدريجياً الشعور بعدم تمكنهم من اصلاح أخطائهم وانهم لا قدرة لهم على الابداع والتقدم، وعلى العكس من ذلك لو أن احداً ـ وبدلاً عن تأنيبكم وذكر أخطائكم مراراً - أخذ يشيد بكم ويمجد سلوككم وافعالكم الحميدة، فإنه سيكون لكم الشعور بإحترام الآخرين لكم، وتقديرهم لمنزلتكم، وأنكم قد أحرزتم رضاهم، ونفس هذا الشعور سوف يكون عاملاً مشجعاً على التطور، ويحثّكم نحو بذل الجهد اكثر من أجل القيام بالمزيد من هذه الأعمال الطيبة، وقد نجح الكثير من الاطفال في هذا المجال، وهذا الأمر طبيعي جداً ولكن وفي موارد يسيرة صار النجاح في العمل - ومن باب ردّ الفعل الشخصي - وللأسف مورداً للاستهزاء والتحقير.

ومما يؤسف له ان الكثير من سلوك المعلمين والآباء يطغى عليه طابع التأديب الشخصي، ويتخذ قالب البحث عن المعايب والأخطاء، فإن سوء الظن بالأطفال يعرّضهم للخطر عند ارتكابهم للأخطاء، مع ان ارتكاب الخطأ يمكن عدّه عاملاً مساعداً في اكتساب التجربة والعلم، وبهذا الاعتبار سوف لا ترتدي أخطاءهم ثوب الخذلان واليأس.

انه لا بد من تشجيع الطفل في مثل هذه الحالات، وعدم إيذائه نفسياً عندما يكون له أمالاً رفيعةٍ يريد تحقيقها، سواء كانت تتعلق بالمدرسة أو بالجانب الاخلاقي، فإنه لا بد من احتضان الاطفال والشباب في حدّ ما لديهم من طاقات واستعداد، كما ورد في الحديث (يقبل ميسوره).

فلا ينبغي عن طريق الذكر الدائم لأخطائهم توبيخهم ليتمكّنوا من تغيير ما بأنفسهم، ولا بد من إحياء عزّة النفس لديهم، وإشعارهم بأن لهم قدراً وشأناً، وذلك عن طريق تشجيعهم عند تقديمهم العون للآخرين، واحياء الأمل في نفوسهم، وإشعارهم بان في وجودهم الخير الكثير.

انه لو أردنا أن يكون أبناؤنا متكاملين ومبرّئين عن أي عيب ونقص، فعلينا أن نعلم أن خوفهم المستمر عن وقوعهم في الخطأ، يوجب الحدّ من نشاطهم حتى بالمقدار الذي يتمكنون عليه، ولذا لا بد من ان يكون لنا ثقةً بهم، ليعتقدوا أنّا واثقون بهم، حينئذٍ سوف يخرجوا عن الشعور بالذلة ويكون لهم سلوكاً ينمّ عن تحررهم النفسي.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تحقّرنّ أحداً من المسلمين فإن صغيرهم عند الله كبير)(7).

توجيه مشاعر الطفل وميوله توجيهاً صحيحاً

انه لا بد لكم من انتهاج سبيل يساعدكم على اقامة العلاقات مع الطفل، بحيث يفهم به مقاصدكم وما تريدوه بسهولة، وعليكم اختيار وقت مناسب للحديث الطيب معه، وحاولوا أن لا تصروا على الحديث معه في حالات التوتر والغضب، ثم ان الحديث لا بد ان يكون مجرداً عن اللوم وإلصاق البذيء من الألفاظ، ومن الضغط والاستهزاء(8).

حاولوا أن تبدوا للطفل أن لكم به حسن ظنٍ وثقةٍ، ولا بد لكم من تشجيعه واعلموا أن الخطأ والتقصير لا يمكن اجتنابهما عند قيام الطفل بأي عمل.

إن في عدم الاعتناء بأخطاء الطفل، والبشاشة في وجهه ومساعدته، كل ذلك يشجعه ويشوقه للعمل أكثر، ولابد من إلفات نظره الى أن الخطأ في طريق النجاح ليس بخطأ.

ولابد من توجيه مشاعر الطفل توجيهاً غير مباشر، ومن اجل ان تستوثق العلاقة معه ينبغي أن تُبدوا له عند قيامه بالعمل الاحترام وتقيموا له وزناً، وحاولوا في ذلك الاعتماد على المشاعر الطيبة.

انه لا بد من مساعدة الاطفال في توجيه مشاعرهم نحو الافضل، ليعثروا على عزة النفس فيهم، ويشعروا بأن لهم قيمةً ومنزلة، انه لا بد لنا من تغيير سلوكنا معهم، وذلك بأن نؤكد على نقاط القوة لديهم دائماً، بدلاً عن الضرب على وتر أخطائهم، فإن ذلك يكون سبباً في ثقتهم بأنفسهم مما يقوي الشعور لديهم بان لهم قيمةً ومقاماً، فيميلوا في النتيجة إلى اختيار مسالك تضطرّهم الى القيام بأعمالٍ حسنة، وهذا - الثقة بالنفس وتقوية الجوانب الايجابية - من أكثر العوامل تأثيراً في توجيه مشاعر الطفل التوجيه الصحيح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج104، ص97.

2ـ ان ضرورة ابراز الحب مما يسلّمه الجميع، ولكن المهم هو كيفية تطبيق ذلك على مصاديقه الجزئية، فإن الافراط في الحب كالتفريط في عدمه في الضرر، وهذان مع التضاد بينهما، هما من الناحية التربوية في النتيجة سواء، ثم ان قلة الحب في الانسان تكون سبباً في سلب الرغبة منه عند القيام بأي عمل، وقد تمنع من القيام به، هذا ومن جهة اخرى، فإن الإفراط في الحب يجعل منه الانسان كسولاً، ومثل هذا الانسان لا يتمكن من القيام بكسب التجارب بنفسه، ولا من اتخاذ التصميم، ولا يتمكن من ارادة شيء، أو يرى لنفسه شخصية ووجوداً.

3ـ ان الاطفال بحاجة الى تعيين وقتٍ وبرنامجٍ صحيحين لقضاء اوقات فراغهم، ولذا من اللازم على كل عائلة توفير فرصة ولو في الاسبوع مرة لنزهة الاطفال حسب أعمارهم ورغباتهم.

4ـ ميزان الحكمة: باب الايمان.

5ـ الكافي: مجلد6، ص50.

6ـ نهج الفصاحة، الكلمة: 451.

7ـ تنبيه الخواطر: ج1، ص31.

8ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: (نصف العاقل احتمال، ونصفه تغافل)، غرر الحكم: 9968.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.