أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-19
430
التاريخ: 9-7-2018
1875
التاريخ: 26-5-2016
2168
التاريخ: 6-12-2016
2092
|
مستويات الفقر
لقد أصبح الفقر مشكلة كبيرة وتهديدا حقيقيا للبشرية، إذا علمنا أن ما يقارب نصف سكان العالم يتعين عليهم أن يعيشوا بأقل من دولارين يوميا ويعيش1.2 بليون شخص بأقل من دولار واحد، ويقسم هؤلاء إلى 500 بليون شخص في جنوب شرق آسيا، و300 مليون في قارة أفريقيا. ومن مجموع القوى العاملة في العالم والبالغ عددها 3 بليون عامل هناك 140 مليون عاطل عن العمل تماما، بينما تتراوح نسبة بين الربع والثلث من العمالة الناقصة(1). أما الدول العربية فتتسم باتساع نطاق الفقر المدقع، ومازال واحد من بين خمسة أشخاص من العرب يقل دخله عن دولارين في اليوم، ومازال فقر القدرات أكثر استشراء بسبب ارتفاع مستوى الأمية، إذ بلغ عدد الأميين في الوطن العربي 57.7 مليون أمي(2).
أما مستويات الفقر في العراق، فقبل عام 2003 كان أكثر من ربع سكان العراق لا يحصلون على دولار واحد يوميا، وهو المستوى المعتمد للفقر آنذاك، حيث أفرزت مرحلة التسعينيات ظواهر عديدة ذات صلة بالفقر، ولعل من أهمها أن رواتب الموظفين قد انخفضت، ولم تعد لها قيمة تذكر في ظل ظروف التضخم، كما أن تأكل قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية جعل الأسرة تنفق نسبة عالية من دخلها للحصول على الغذاء، فارتفعت نسبة الفقر المدقع والمطلق في الريف والحضر(3)، أما في عام 2012، فقد تم الاعتماد على المعيار الجديد الذي اعتمده البنك الدولي والبالغ 2.5 دولار يوميا، وإذا ما طبق هذا المعيار فإن نسبة 11.5% من سكان العراق يحصلون على أقل من 2.5 دولار يوميا(4). ولاشك أن التحسن الواضح في مستويات الفقر لا يعني بالضرورة وجود خطط اقتصادية أتت بنتائج إيجابية، أو تطور القطاعات الزراعية والصناعية، حيث ساهم القطاع الأول بنسبة 3% من الناتج القومي الإجمالي بينما ساهم القطاع الصناعي بنسبة 7% فقط. الأمر الذي يشير إلى أن التحسن في مستويات الفقر ناجم عن ارتفاع واردات النفط.
ويعد الجوع من التداعيات المهمة لمشكلة الفقر على مستوى العالم، ووفقا المنظمة الغذاء والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة، فإن هنالك 850 مليون فرد يعانون سوء تغذية شديدة للمدة 1999-2005، وهذا الرقم في حالة تزايد مطرد. وتتباين حالات سوء التغذية بحسب دول العالم لتصل إلى 212 مليون نسمة من سكان الهند، أي بنسبة 19.6% من إجمالي السكان. وفي الصين هناك 150 مليون نسمة يعانون سوء التغذية، أي بنسبة 11%، وفي أنغولا 5 مليون نسمة، أي بنسبة 42% من إجمالي السكان، وفي بنغلادش بلغ العدد 43 مليون نسمة. وتضم دائرة الفقر في العالم مليار فرد بعد استبعاد الصين والهند، حيث يقل فيها دخل الفرد عن 600 دولار سنويا، منهم 630 مليون فرد في حالة الفقر الشديد (متوسط دخل الفرد يقل عن 275 دولار سنويا(5).
عند تحديد عدد السكان الذين يعانون من فقر الدخل باستعمال الخط المحدد للعيش والبالغ 1.25 دولار في اليوم، يلاحظ أن مجموعهم 1.44 مليار نسمة. أما تقديرات الذين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم فيبلغ مجموعهم 2.6 مليار شخص تقريبا، وتشير التقديرات الإجمالية إلى أن عدد السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد(*) يبلغ 1.75 مليار شخص(6). ومن خلال الجدول (8) يتبين مقدار الفجوة الواسعة بين دول العالم وأقاليمه بمستويات الفقر المتعددة، الأمر الذي يشير إلى سوء توزيع الثروات وأن البلدان الفقيرة مازالت تعاني صعوبات كبيرة من أجل تحسين مستويات المعيشة لمواطنيها.
* السكان الذين يعيشون في فقر متعدد الابعاد: أي الذين يعانون من حرمان ترجح حدته بنسبة 33%.
** السكان الذين يعيشون في فقر مدقع: أي نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد المدقع ومن الحرمان الذي ترجح نسبته بين 20-30%.
*** السكان الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا بمعادل القوة الشرائية: أي الذين يعيشون دون خط الفقر الدولي المحدد بأقل من 1.25 دولار.
المصدر: تقرير التنمية البشرية، 2011 ، جدول (5) ، ص155.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله عطوي، السكان والتنمية البشرية، مصدر سابق، ص 133-134.
(2) ذياب موسى البداية، التنمية البشرية والإرهاب في الوطن العربي، الطبعة الأولى، جامعة الملك نايف للعلوم الأمنية، مكتبة الملك فهد أثناء النشر، الرياض، 2010.
(3) كريم محمد حمزة، مشكلة الفقر وانعكاساتها الاجتماعية في العراق، بيت الحكمة، بغداد، 2011، ص 39.
(4) جمهورية العراق، الجهاز المركزي للإحصاء، الأهداف الإنمائية للالفية بحلول عام 2015، مديرية المطبعة، بغداد، 2012، ص6.
(5) UN Chronicle, 4:66 UN, (2003 Food Watch.Sethbach in the War Against Hunger,
(*) دليل الفقر المتعدد الأبعاد هو دليل له ثلاثة أبعاد توازي أبعاد دليل التنمية البشرية، أي الصحة والتعليم والمستوى المعيشي . وتقاس في هذه الأبعاد عشرة مؤشرات، لكل منها الأهمية نفسها ضمن البعد الذي يعود إليه. وتعتبر الأسرة فقيرة في أبعاد متعددة إذا كانت تعاني من حرمان في عدد يتراوح بين اثنين و ستة مؤشرات على الأقل.
(6) برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، تقرير التنمية البشرية 2010 (عدد خاص في الذكرى العشرين)، جدول 10، ص 121.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|