المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

The syllable
19-3-2022
التأخيرات وانواعها
2023-04-10
Cyclic Ethers: Epoxides
23-10-2019
تعريف المنهج التفسيري
2024-09-13
دور الرياح – الارساب
14-3-2022
Sources of Sulfur Oxides
8-2-2019


المعنى الرمزي والسياسي لفدك  
  
1986   07:16 مساءً   التاريخ: 16-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص151-154
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

إنّ الحركة التصحيحية التي قام بها الإمام عليّ والزهراء ( عليهما السّلام ) لإعادة الخلافة الإسلامية عن جادة الانحراف اكتسبت ألوانا وصيغا متعدّدة ، وتزعّمت الزهراء الجبهة السياسية العلنيّة ، وتنوّعت أساليب المطالبة بحقّ خلافة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، ومنها المطالبة بفدك ، وحتى هذه المطالبة تلوّنت بعدة ألوان .

والباحث الموضوعي في دراسة خطوات الصراع وتطوّراته والأشكال التي اتّخذها لا يرى أنّ المسألة مسألة مطالبة بأرض ، بل يتجلّى له منها مفهوم أوسع من ذلك ينطوي على غرض طموح يبعث إلى الثورة ، ويهدف إلى استرداد حقّ مغتصب ومجد عظيم ، وتصحيح مسيرة امّة انقلبت على أعقابها ، وقد أحسّ الحزب الحاكم بذلك ، فتراه قد بذل قصارى جهده في التحدّي والثبات على موقفه .

ولو فحصنا أيّ نصّ من النصوص التأريخية المتعلّقة بفدك فلا نجد فيها نزاعا ماديا أو اختلافا حول فدك بمعناها الضيّق وواقعها المحدود ، بل هي الثورة على أساس الحكم المنحرف والصرخة التي أرادت لها الزهراء ( عليها السّلام ) أن تصل إلى كلّ الآفاق ، لتقتلع بها الحجر الأساسي الذي بني يوم السقيفة .

ويكفينا لإثبات ذلك أن نلقي نظرة فاحصة على خطبة الزهراء في المسجد أمام الخليفة وبين حشود المهاجرين والأنصار ، فإنّها تناولت في أغلب جوانبها امتداح الإمام عليّ ( عليه السّلام ) والثناء على مواقفه الجهادية الخالصة لخدمة الإسلام ، وتسجيل الحقّ الشرعي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين وصفتهم بأنّهم الوسيلة إلى اللّه في خلقه وخاصته ومحلّ قدسه وحجّته ، وورثة أنبيائه في الخلافة والحكم .

وحاولت الزهراء ( عليها السّلام ) أن تنبّه المسلمين إلى غفلتهم وسوء اختيارهم المرتجل والمتسرّع وانقلابهم على أعقابهم بعد هداهم ، وورودهم غير شربهم الصافي الذي كان يروي ظمأهم ، وإسنادهم أمرهم إلى غير أهله ، والفتنة التي سقطوا فيها ، والدوافع التي دفعتهم إلى ترك كتاب اللّه ومخالفته فيما يحكم به في مسألة الخلافة والإمامة .

فالمسألة إذن ليست مسألة تقسيم ميراث أو قبض نحلة إلّا بالمقدار الذي يتّصل بموضوع الهدف الأعلى ، وليست مطالبة بعقار أو دار ، بل هي في نظر الزهراء قضية إسلام وكفر ، وقضية إيمان ونفاق ، ومسألة نصّ وشورى .

كذلك نجد هذا النفس السياسي الرفيع والواضح في حديثها مع نساء المهاجرين والأنصار حين زيارتهن لها ، فقد أوضحت لهنّ أنّ أمر الخلافة انحرف عن مساره الشرعي بإقرار الحزب الحاكم على مسند الحكم ، ولم تكن ردّة فعل عاطفية وأحقاد مكنونة وجدت لها متنفّسا ، ولو أنهّم وضعوا الأمر حيث أمر اللّه ورسوله وأعطوا زمام القيادة للإمام ( عليه السّلام ) ؛ لبلغوا رضا اللّه وسعادة الدنيا والآخرة .

وأكبر الظنّ أنّ الصدّيقة الزهراء ( عليها السّلام ) كانت تجد في شيعة الإمام ( عليه السّلام ) وصفوة أصحابه الذين لم يكونوا يشكّون في صدقها أبدا من يؤيّد بشهادته على شهادة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وتكتمل البيّنة التي طالب بها الخليفة لإثبات أنّ فدك للزهراء ( عليها السّلام ) .

إنّ هذا خير دليل على أنّ الهدف الأعلى للزهراء الذي كانوا يعرفونه جيدا ليس هو إثبات النحلة أو الميراث ، بل القضاء على نتائج السقيفة ، وهذا لا يحصل بإقامة البيّنة في موضوع فدك ، لأنّ الأمر سينحصر عند ذاك بقضية محدودة ، بل بأن تقدّم البيّنة لدى الناس جميعا على أنّهم ضلّوا وانحرفوا عن سواء السبيل ، عسى أن يرتدّ إليهم رشدهم ويحسن اختيارهم ويصحّحوا مسيرتهم .

ونعلم أيضا مقدار تخوّف السلطة الحاكمة وإصرارها على موقفها ومحاولتها الاستمرار في تضليل الجماهير حين نسمع ردّ الخليفة بعد أن انتهت الزهراء ( عليها السّلام ) من خطبتها وخرجت من المسجد ، وهذا يلقي الضوء على أساس منازعة الزهراء له ، فإنّه فهم أنّ احتجاج الزهراء لم يكن حول الميراث أو النحلة ، وإنّما كان حربا سياسية وتظلّما لحقّ الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وإظهارا لدوره العظيم في وجوده في الأمة ، والذي شاء الخليفة وأصحابه أن يبعدوه عن المقام الطبيعي له في دنيا الإسلام .

فنجد أنّ الخليفة هجم في ردّه على الإمام عليّ ( عليه السّلام ) فوصفه بأنّه ثعالة وأنّه مربّ لكلّ فتنة وأنّ فاطمة ذنبه التابع له ، ولم يتطرّق في ردّه على موضوع الميراث أو النحلة قليلا أو كثيرا .

وإذا عرفنا أنّ الزهراء نازعت الخليفة في أمر الميراث بعد اغتصابه لفدك ، لأنّ الناس لم يعتادوا أن يستأذنوا الخليفة في قبض مواريثهم أو في تسليم المواريث إلى أهلها ، فكانت تجري معاملاتهم بينهم بيسر دون تكلّف ، فلم تكن فاطمة ( عليها السّلام ) في حاجة إلى مراجعة الخليفة ، ولم تكن لتأخذ رأيه وهو الظالم المنتزي على الحكم في رأيها ، فالمطالبة بالميراث لا بدّ أنّها كانت ذات صدى لما قام به الخليفة من تعدّي على حقّ الزهراء في التركة والاستيلاء عليها .

وإذا عرفنا أيضا أنّ الزهراء لم تطالب بحقوقها قبل أن تغتصب منها تجلّى بوضوح لدينا أنّ ظروف المطالبة كانت مشجّعة كلّ التشجيع للمعارضين على أن يغتنموا مسألة الميراث مادة خصبة للانطلاق منها لمقاومة الخليفة غير الشرعي بأسلوب سلمي كانت تفرضه المصالح العليا للإسلام يومئذ ، ومن الممكن إتّهامه بالغصب والتلاعب بقواعد الشريعة والاستخفاف بكرامة القانون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.