المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



القول في كونه تعالى عالما‏  
  
1221   04:30 مساءاً   التاريخ: 5-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص38- 41
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015 811
التاريخ: 24-10-2014 879
التاريخ: 24-10-2014 1321
التاريخ: 24-10-2014 1178

لقد حُدّ العالم بحدود لا تصحّ، فالأولى أن لا يحدّ العالم و العلم، فمن جملة ما حدّ العالم به أن قيل: «هو الذي يصحّ منه إحكام الفعل محقّقا أو مقدّرا، أو المختصّ بحال لأجلها يصحّ منه إحكام الفعل محقّقا أو مقدّرا». و هذا لا يصحّ.

وذلك لأنّ في العالمين من لا يصحّ منه إحكام شي‏ء لمكان كونه عالما، و ذلك كالعالم بذاته و توحيده، و عدله، فإنّه لا شكّ في أنّه لا يتأتّى من هذا العالم- لعلمه هذا- إحكام شي‏ء البتة. و كذا العالم بالمفردات التي يتأتّى فيها الإحكام لا يتأتّى منه إحكام تلك المفردات لعلمه بها، و إنّما يصحّ إحكامها منه إذا علم كيفية ترتيبها، فعلم أنّ من العالمين من لا يصحّ منه الإحكام و بذلك ينتقض الحدّ.

وقد قيل: «العالم من له علم»، و هذا أيضا لا يصحّ، لأنّه إذا سئل عن العلم وحده يقول: هو ما يوجب كون من قام به عالما. و هذا على ما ترى تحديد كلّ واحد من اللّفظين بصاحبه، ثمّ و من العلمين من هو عالم لا يعلم فينتقض به هذا الحدّ.

فظهر أنّ الأولى أن لا يحدّ العالم و العلم و يحال المرء على ما يجده من نفسه من ثقته بالمشاهدات و بما علمه استدلالا مع صحّة دليله عنده، فإنّه يفرّق بين حالته تلك و بين اعتقاده شيئا تقليدا أو تبحيثا، و كذا يفصل بينها و بين ظنّه بشي‏ء عند أمارته فالعالميّة مثل هذه الحالية.

وقيل: العالم هو المتبيّن للشي‏ء. وهذا إن ذكر على سبيل التحديد، لم يصحّ لأنّ العالم أوضح عن المتبيّن، و قد ذكرت فيما خرج من التّعليق أنّ أحدنا عند ما يعلم أمرا من الامور يجد نفسه معتقدة لذلك الأمر، مع سكون نفسه إليه، فالعالم هو من يكون على مثل تلك الحالة، سمي بذلك أو لم يسمّ به. و هذا أيضا إشارة إلى وجدان العالميّة من النفس، و ليس حدّا للعالم.

إذا تقرّر هذا فنقول: الدليل على أنّه تعالى عالم هو أنّه قد فعل الأفعال المحكمة، و الفعل المحكم لا يتأتى إلّا من العالم.

فإن قيل: ما المعنيّ بالفعل المحكم؟ و لم قلتم إنّه صدر منه تعالى الفعل المحكم؟ و لم قلتم إنّ الفعل المحكم لا يتأتّى إلّا من العالم؟.

قلنا: أمّا المراد بالفعل المحكم، فهو الذي يترتّب ترتّبا مطابقا للمنفعة، كالكتابة و النساجة وغيرهما.

وإنّما قلنا: فعل تعالى الأفعال المحكمة، نظرا منّا إلى جملة العالم و تفاصيله.

ألا ترى إلى خلقه السماوات و ما رتّب فيها، من الكواكب و الشّمس و القمر و مجاريها و بعد الشّمس من الأرض و قربها اللّذين يتعلّق بهما اختلاف الفصول، من الرّبيع و الخريف والصّيف والشّتاء، ولا يخفى تعلّق المنافع و المصالح باختلاف هذه الفصول. وكذلك القول في الأرض وما فيها من أنواع النّبات و الحشائش الّتي ينتفع بها أنواع الحيوانات. و كذلك خلقه الحيوانات على اختلاف بناها و أشكالها و آلاتها و حواسّها الّتي بها تتوصّل إلى منافعها التي لو لم تكن لما مكّنها التوصّل إلى تلك المنافع.

وإنّما قلنا: إنّ الفعل المحكم لا يتأتّى إلّا من عالم، لانّه إذا كان المحكم هو الفعل المترتّب على ما ذكرناه و التّرتب يرجع إلى تقديم بعضه و تأخّر البعض، وما كان كذلك لا يمتنع أن يكون المؤخّر مقدّما، و المقدّم مؤخّرا فلا يمكن تحصيله بمجرّد الاقتدار، و إلّا كان يجب أن يصحّ من كلّ قادر، و المعلوم خلافه.

فإن قيل: بم تنكرون على من قال إنّ اللّه تعالى خلق الجواهر متفرّقة، و إنّما رتّبها غيره، فلا يدلّ ذلك على انّه تعالى عالم، و إنّما يدلّ على أنّ ذلك الغير عالم.

قلنا: لو كان المرتّب [لهذه الأفعال المحكمة غير اللّه تعالى، لكان لا يخلو من أن يكون موجبا أو مختارا فإن كان موجبا لم يخل‏] من أن يكون واحدا أو أكثر من واحد. لا يجوز أن يكون واحدا، لأنّ بنية الحيوان فيها امور كثيرة متضادّة و مختلفة، فلا يجوز صدورها عن موجب واحد و إذا كانت موجبات كثيرة وجب أن تقع مترتّبة حتّى تقع موجباتها أيضا مترتّبة، و ترتيبها يكون إحكاما فيها، فيدلّ على علم مرتّبها، و إن كان مختارا فلا بدّ من أن يكون عالما قادرا حيّا.

فإذا كان كذلك فلا بدّ من فاعله من أن يكون قادرا عالما، لأنّ من لا يكون عالما، لا يمكنه أن يجعل غيره عالما.

وقد استدلّ بعض المتأخّرين على كونه عالما بالفعل الواحد بأن قال:

لا يحصل الفعل من القادر إلّا لداع. و ذلك لأنّ القادر يقدر على مقدورات عدّة و كلّ واحد منها جائز الوجود منه على حدّ سواء، فإذا أوجد بعض مقدوراته لا بدّ أن يكون وجوده لداع دعاه إليه على ما تكرّرت الإشارة إليه، و إلّا لم يكن بأن يوجده أولى من أن يكون لا يوجد غيره.

إذا ثبت هذا قال: فمن المعلوم أنّ الدّاعي لا يدعوه إلّا إلى ما علم القادر حقيقته و تصوّره. كمن يعلم حقيقة الحركة فيدعوه الدّاعي إلى إيجاد ما يطابقها. وذلك لأنّ الظّنّ لا يتعلّق بالحقائق و المعاني المفردة وإنّما يتعلّق بإضافة معقول إلى معقول، ونفي إضافة معقول إلى معقول. و هذا موجود في أنفسنا بالتجربة، لأنّا لو أردنا أن نظنّ جنسا آخر لتعذّر علينا، فعلى هذا الجزء الواحد من الفعل يدلّ على علم فاعله بهذا التّدريج، وهذا قريب.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.