المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

فضاء المتجهات العام- فضاء المتجهات الحقيقي
20-3-2016
معنى كلمة خلا
4-06-2015
أسباب الميراث
21-5-2017
معنى كلمة برح‌
20-1-2016
Resonance Structures
6-7-2017
محمـد الامين
26-8-2017


معجزة القائم(عليه السلام)في هداية همدان  
  
3470   02:10 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص595-596
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روى الشيخ ابن بابويه عن أحمد بن فارس الأديب انّه قال: انّ بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد وهم كلّهم يتشيّعون ومذهبهم مذهب أهل الامامة فسألت عن سبب تشيّعهم من بين أهل همدان فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا : إنّ سبب ذلك أنّ جدّنا الذي ننتسب إليه خرج حاجّا فقال: انّه لمّا صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال: فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلا حتى أعييت ونعست فقلت في نفسي: أنام نومة تريحني فاذا جاء أواخر القافلة قمت .

 قال: فما انتبهت الّا بحرّ الشمس ولم أر أحدا فتوحّشت ولم أر طريقا ولا أثرا فتوكّلت على اللّه عزوجل وقلت: أسير حيث وجّهني ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضراء كأنّها قريبة عهد من غيث وإذا تربتها أطيب تربة ونظرت في سواد تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنّه سيف .

فقلت: ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به فقصدته فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلّمت عليهم فردّا ردّا جميلا وقالا: اجلس فقد أراد اللّه بك خيرا فقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد ثم خرج فقال: قم فادخل ؛ فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بنائه ولا أضوأ منه فتقدّم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه ثم قال لي: ادخل فدخلت البيت فاذا فتى جالس في وسط البيت وقد علّق فوق رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمسّ رأسه والفتى كأنّه بدر يلوح في ظلام فسلّمت فردّ السلام بألطف كلام وأحسنه ؛ ثم قال لي: أ تدري من أنا؟ فقلت: لا واللّه فقال: أنا القائم من آل محمد (صلى الله عليه واله) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف وأشار إليه فأملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما , فسقطت على وجهي وتعفّرت فقال: لا تفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها: همدان فقلت: صدقت يا سيدي ومولاي قال: فتحبّ أن تؤوب إلى أهلك؟ فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح اللّه عز وجل لي فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرّة وخرج ومشى معي خطوات فنظرت إلى طلال وأشجار ومسجد .

فقال: أ تعرف هذا البلد؟ فقلت: انّ بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباد وهي تشبهها قال: فقال: هذه أسد آباد امض راشدا فالتفت فلم أره فدخلت أسد آباد وإذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا فوردت همدان وجمعت أهلي وبشّرتهم بما يسّره اللّه عز وجل لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير .

روى المسعودي والشيخ الطوسي وغيرهما عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري انّه قال: وجّه قوم من المفوّضة والمقصّرة كامل بن ابراهيم المدني‏  إلى أبي محمد (عليه السلام) ليناظره في أمرهم .

قال كامل: فقلت في نفسي: أسأله وأنا اعتقد انّه لا يدخل الجنة الّا من عرف معرفتي وقال بمقالتي قال: فلمّا دخلت عليه نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي: وليّ اللّه وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله .

فقال متبسما: يا كامل وحسر عن ذراعيه فاذا مسح أسود خشن على جلده فقال: هذا للّه عز وجل وهذا لكم فخجلت وجلست إلى باب عليه ستر مسبل فجاءت الريح فرفعت طرفه فاذا أنا بفتى كأنّه فلقة قمر من ابناء أربع سنين أو مثلها .

 فقال لي: يا كامل بن ابراهيم فاقشعررت من ذلك فألهمني اللّه أن قلت: لبيك يا سيدي فقال: جئت إلى وليّ اللّه وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة الّا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟ قلت: إي واللّه قال: إذن واللّه يقلّ داخلها واللّه انّه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية قلت: يا سيدي من هم؟

قال: قوم من حبهم لعليّ (صلى اللّه عليه) يحلفون بحقّه ولا يدرون ما حقّه وفضله ثم سكت (صلى اللّه عليه) عنّي ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوّضة كذبوا بل قلوبنا أوعية اللّه فاذا شاء اللّه شئنا وهو قوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } [الإنسان: 30].

ثم رجع الستر إلى حالته فلم استطع كشفه فنظر إليّ أبومحمد (عليه السلام) متبسّما فقال: يا كامل ابن ابراهيم ما جلوسك وقد أنبأك الحجة بعدي بحاجتك فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك.

قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدّثني به‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.