أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
2765
التاريخ: 28-6-2017
3884
التاريخ: 11-5-2017
3163
التاريخ: 5-7-2017
2932
|
أشرفت السنة الخامسة على الانقضاء وكانت كل الأحداث والتحركات العسكرية التي خاضها المسلمون تهدف إلى الدفاع عن كيان الدولة الفتيّة ، وتوفير الأمن في محيط المدينة وأفرزت الأحداث تنوعا وتعددا في الجهات والأطراف المعادية للدين وللدولة الإسلامية . فسعى اليهود لاستثمار هذا التنوع بتجميعه وتمويله وإثارة النزعة العدائية فيه لاستئصال الوجود الإسلامي من الجزيرة ، ومن ذلك أنهم أوهموا المشركين الذين تساءلوا عن مدى أفضلية الدين الإسلامي على الشرك ، بأن الوثنية خير من دين الاسلام [1] وتمكنوا من جمع قبائل المشركين وتعبئتهم وسوقهم صوب المدينة عاصمة الدولة الاسلامية . وسرعان ما وصل الخبر إلى مسامع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو القائد المتحفز اليقظ والمدرك لكل التحركات السياسية ، من خلال العيون الثقات .
واستشار النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أصحابه في معالجة الأمر وتوصلوا إلى فكرة حفر خندق يحصّن الجانب المكشوف من المدينة . وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مع المسلمين ليشاركهم في حفر ذلك الخندق بعد تقسيم العمل بينهم وكان يحضّهم بقوله : « لا عيش إلّا عيش الآخرة اللهم اغفر للأنصار والمهاجرة »[2] .
ولم يخل الأمر عن دور للمنافقين والمتقاعسين عن العمل رغم الهمة والحماس الذي أظهره المخلصون من المسلمين[3] .
وأحاطت قوى الأحزاب المشركة البالغة نحو عشرة آلاف مقاتل بالمدينة يمنعها الخندق وتسيطر عليها الدهشة لهذا الأسلوب الدفاعي الذي لم تكن تألفه من قبل . وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في ثلاثة آلاف مقاتل ونزل في سفح جبل سلع ووزّع المهام والأدوار لمواجهة الطوارئ .
وبقيت الأحزاب تحاصر المدينة ما يقرب من شهر عاجزين عن اقتحامها ، وكانت هناك مواقف رائعة للمسلمين وكان بطلها الأوحد علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وقد توّج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) موقف علي بن أبي طالب البطولي عندما خرج لمبارزة صنديد من صناديد العرب - هو عمرو بن عبد ود - بعد أن أحجم المسلمون عن الخروج إليه بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « برز الإيمان كله إلى الشرك كله »[4].
وحاول المشركون الاستعانة بيهود بني قريظة بالرغم من أنهم كانوا قد تعاهدوا مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ان لا يدخلوا في حرب ضد المسلمين ، وتيقّن الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) من عزيمة اليهود على المشاركة في القتال وفتح جبهة داخليّة ضدّ المسلمين فأرسل إليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فرجعوا مؤكدين الخبر فكبّر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : « الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين بالفتح »[5].
الضغط على المسلمين :
لقد تعرض المسلمون لضغوط عديدة أثناء الحصار منها :
1 - تناقص الأقوات ( المواد الغذائية ) حتى بدى شبح المجاعة يدنو من المسلمين[6].
2 - صعوبة الظروف الجوّية حيث البرد القارس في ليالي الشتاء الطويلة .
3 - الحرب النفسيّة المريرة التي شنّتها جيوب المنافقين في صفوف المسلمين وتخذيلهم عن القتال وتخويفهم من مغبّة الاستمرار في الصمود .
4 - السهر المستمر طوال مدة الحصار حذرا من الهجوم المباغت ، فقد أتعب ذلك المسلمين بالنظر إلى عددهم القليل إذا ما قيس إلى كثرة قوّات الأحزاب .
5 - غدر بني قريظة حيث أصبح خطرا حقيقيا يهدد قوات المسلمين داخليا ويزيدهم قلقا على سلامة أهاليهم داخل المدينة .
هزيمة العدو :
لقد كانت قوى الأحزاب ذات نوايا وأهداف متخالفة ، فاليهود كانوا يحاولون استعادة نفوذهم على المدينة بينما كانت قريش مندفعة بعدائها للرسول والرسالة وكانت غطفان وفزارة وغيرها طامعة في محاصيل خيبر التي وعدها اليهود . هذا من جانب . ومن جانب آخر أحدثت قسوة ظروف الحصار كللا ومللا في نفوس الأحزاب إلى جانب ما واجهوه من التحصين وقوة المسلمين التي أبدوها وما قام به « نعيم بن مسعود » من إحداث شرخ في تحالف الأحزاب واليهود إذ أقدم - بعد اسلامه - إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : مرني ما شئت فقال له ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنا ما استطعت فإنّ الحرب خدعة » .
وأرسل اللّه سبحانه وتعالى على الأحزاب ريحا عاتية باردة أحدثت فيهم رعبا وقلقا فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم ، فنادى أبو سفيان بقريش للرحيل فأخذوا معهم من المتاع ما استطاعوا حمله وفرّوا هاربين وتبعتهم سائر القبائل حتى إذا أصبح الصباح لم يبق أحد منهم وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ[7].
[1] كما ورد في قوله تعالى في الآية : 51 من سورة النساء .
[2] راجع البداية والنهاية لابن كثير : 4 / 96 ، والمغازي : 1 / 453 .
[3] نزلت آيات من القرآن الكريم تفضح السلوك التخاذلي وتدعم مركزية العمل بوجود الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) . راجع سورة الأحزاب ، الآيات : 12 - 20 .
[4] بحار الأنوار : 20 / 215 . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 283 و 14 / 291 - 292 و 19 / 63 - 64 والسيرة النبوية : 3 / 281 وراجع مستدرك الحاكم : 3 / 32 .
[5] المغازي : 1 / 456 ، بحار الأنوار : 20 / 222 .
[6] راجع المغازي : 2 / 465 ، 475 ، 489 .
[7] نزلت سورة الأحزاب وفيها تفاصيل ما جرى يوم الخندق .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|