المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



طفلي عصبي ماذا افعل  
  
1988   11:11 صباحاً   التاريخ: 12-3-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص68 ـ 76
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2494
التاريخ: 13/12/2022 1467
التاريخ: 2-9-2016 1992
التاريخ: 3/11/2022 1393

من الاطفال من يميل إلى الهدوء والعزلة وعدم الاختلاط، ومنهم من يميل إلى النشاط والمشاركة، وآخرون يتميّزون بانفعالات متغيرة وشعور رقيق ومهارات حركية، ومنهم من يتميّز بالعصبية والغضب والاستثارة، وقد يتقلب الطفل الواحد بين هذه السمات كلها.

إلا أن هناك بعض الأطفال يتميزون بعدم الاستقرار بصورة بارزة، وتظهر عليهم أعراض عصبية واحدة تتمثل بحركات لاشعورية تلقائية، ولا إرادية، كقرض الأظفار، أو حركة رمش العين، أو عض الأقلام، أو مص الأصابع، أو مداومة اللعب في شعره.

1ـ ما هي أسباب عصبية الأطفال؟:

يرى علماء النفس: أن أهم أسباب عصبية الأطفال وقلقهم النفسي ترجع إلى:

أـ الحرمان من الدفء العاطفي في الأسرة:

وعدم إشباع حاجة الطفل من الحب والقبول.

ب ـ سيطرة الآباء التسلطية، وعدم إشعار الطفل بالتقدير: ومن ذلك قسوة الآباء، والتفرقة بين الإخوة.

ج ـ تعقيدات البيئة وتناقضاتها بما فيها من غش وخداع:

كعدم وفاء الآباء بوعودهم للأطفال، وحرمانهم من الحاجات الضرورية.

دـ تعلُّم العصبية من والديه:

فالأم العصبية، أو المدرسة الثائرة، تعلم الأطفال العصبية والتهوُّر، كما أن الأم التسلطية تصبح مصدراً ثابتاً لمضايقة الطفل، فيقاومها في كل شيء.. بعكس الأم المرنة المحبّة التي يحبها الطفل، فإنه يخضع لها وينفذ مقترحاتها بسرور، وكلما كبر الطفل يقلّد من يعلمه، فتصبح المعلمة بديلاً للأم، والمعلم بديلاً للأب.

هـ ـ الإسراف في الحب والتدليل:

فالتدليل الشديد ينمي في الطفل روح الأنانية، ويشعر بأن على الجميع تلبية حاجاته ورغباته، ويثور إن لم تجب وبسرعة فائقة، ثم ما يلبث أن يشعر باضطهاد المجتمع إن لم تلبَّ له رغباته كما كانت الأسرة تلبيه في الصغر.

و- الأسباب الجسدية:

هناك بعض الأمراض التي قد تسبب عصبية الطفل وعدم استقراره، منها:

1ـ اضطرابات الغدة الدرقية وزيادة إفرازها عن الحد الطبيعي.

2ـ الإصابة بالديدان.

3ـ مرض الصرع.

4ـ اضطرابات سوء الهضم.

فينبغي التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية قبل أن نقرر أن أسباب عصبية الطفل هي أسباب نفسية، كما قد تكون الأسباب مزدوجة، أي أسباب صحية جسمية، وأسباب نفسية.

ز- الضعف العقلي، ومستوى الذكاء المنخفض:

وتزداد عصبية ضعاف العقول كلما ضغطت البيئة المنزلية أو المدرسية عليهم ليحسّنوا من أدائهم، أي كلما طُلب منهم بأن يقوموا بأعمال فوق طاقتهم الذهنية، ومما يزيد من عصبيتهم تأنيبهم ومقارنتهم بغيرهم في التحصيل.

ح ـ الطفل العبقري:

قد يعاني الطفل العبقري من العصبية وعدم الاستقرار، حيث يشعر دائماً بأن مستواه في التفكير يختلف عن أقرانه، فهو يدرك ويفهم كل ما يقال له، ثم يشعر بالملل إذا استرسل المدرّس في الفصل في الشرح، وقد يستخفُّ بالدراسة ولا يبذل جهداً كبيراً في الاستذكار، وقد ينتابه بعض الغرور والثقة الزائدة في النفس.

وقد يتململ بعض المدرّسين أو الآباء منه لكثرة أسئلته، فيصفونه بأنه فيلسوف وفضولي، وهذا ما قد يدفعه إلى الشعور بالضيق والقلق النفسي.

وقد يشعر الطفل العبقري أن لديه وقت فراغ كبير، لا يعرف ماذا يفعل فيه، فهو يعرف كل شيء عن دروسه، ولا معنى لمذاكرة أشياء يعرفها معرفة تامة، ولهذا فقد يعيش هذا الطفل حياة جافة لا ترويح فيها إن لم نؤمن له ما يقضي فيه وقته بما يسليه ويفيده من رياضة أو استعمال الحاسوب (الكمبيوتر)، أو نشتري له كتباً مناسبة تشبع فيه حب الاستطلاع والميل الشديد إلى المعرفة.

وينبغي على الآباء والمدرسين إذا اكتشفوا طفلاً عبقرياً، أن يساعدوه على تنمية مواهبه دون أن يدفعوه إلى الغرور، وينبغي ألا ينتقدوه لكثرة أسئلته، بل يجيبون على أسئلته بكل احترام وتقدير.

كما يجب على الآباء والأمهات ألا يغالوا في وضع أبنائهم في مركز الاهتمام بحجة أنهم أذكياء وعباقرة، فيضرون شخصياتهم من حيث لا يعلمون، فقد يكون تقدير الآباء خاطئاً ويكون أبناؤهم غير موهوبين، فيخلقون فيهم بهذا الإطراء شعوراً بالغرور، وقد يصابون بالعصبية والضيق والاكتئاب(1).

2ـ ما هي مظاهر عصبية الأطفال؟:

أ- الأعراض العامة:

لعل أهمّ أعراض عصبية الأطفال هو انعدام الاستقرار، والحركة الزائدة، وتشتيت الانتباه، وشرود الذهن، والاعتداء على الأقران، والثورة لأتفه الاسباب، والغضب، والبكاء، والرعونة، والعبث في كل شيء، وعضُّ إخوته أو التشاجر معهم وضربهم.

ب - حركات عصبية خاصة:

وتظهر على شكل حركات خاصة لافتة للنظر كمصّ الأصابع، وقرض الأظافر، وقرض الأقلام وغيرها.

1ـ مصُّ الأصابع:

ويعتبر مص الأصابع عملية عادية يلجأ إليها كلُّ الأطفال في الشهور الأولى أو السنة الأولى من العمر، ولكن قد يستمر مصُّ الأصابع بشكل غير طبيعي إلى سنّ متقدمة كالعاشرة مثلاً، ومصُّ الأصابع في هذه السنّ ما هو إلا عرض من أعراض الاضطراب النفسي والعصبية.. ويصاحب ذلك عادة السرحان والاكتئاب وأحلام اليقظة، كما يزداد هذا العرض عند مواجهة بعض المشاكل أو الفشل في الدراسة. ولا يفيد فيها تحذير الآباء للأطفال وتنبيهم بالإقلاع عن هذه العادة.

ولا يمكن علاج هذه الحالة دون علاج الحالة النفسية والأسرية التي يعيش فيها الطفل عامة، وخصوصاً علاقة الطفل بوالديه وإخوته ومدرسيه، وينبغي إشباع الحاجات النفسية الأساسية للطفل، وإشعاره بأنه محبوب، مكرم ومقدر من الآخرين، كما يمكن إشغال الطفل بنشاط يدوي يحول بينه وبين وضع يده في فمه.. ويُشعره بلذة الإنتاج والهواية.

أما استعمال العقاب والتوبيخ فلا يزيد الحالة إلا سوءاً.

2ـ قرض الأظفار والأقلام:

وهذه الظاهرة تدلُّ على انفعال وغضب، وقد يكون ذلك نتيجة عدم القدرة على التكيُّف مع البيئة، أو عدم القدرة على مواجهة مواقف صعبة.

وتزداد هذه الظاهرة وضوحاً أثناء الامتحانات.

ولا يفيد فيها الزجر والتوبيخ، بل ينبغي دراسة أسباب عدم تكيُّف الطفل مع بيئته، ومساعدته على إثبات ذاته، وحل مشكلاته في الدراسة أو علاقته بأسرته.

ج - الحركات العصبية اللاإرادية:

نلاحظ أحياناً بعض الأطفال يعانون من حركات عصبية لا إرادية تصبح عادة تلازمهم، ومن هذه الحركات هزُّ الرجل بطريقة شبه مستمرة، وتحريك جوانب الفم، ومداومة اللعب في شعر الرأس، وتحريك الرقبة إلى اليمين أو اليسار.

والحقيقة أن الطفل لا يقدر على منعها مهما نُبه إليها، أو زجر بسببها، وهي في الواقع وسيلته للتخلص من التوتر العصبي.

ومن المؤسف أن نجد الكثير من الآباء أو المدرسين يحاول ثني الطفل عن هذه الحركات بزجره أو بالهزء به، ولكنه لا يستطيع الكف عنها.

ولا وسيلة لعلاجها إلا بعلاج الأسباب التي دفعت الطفل إلى ذلك، وتشجيعه على الاختلاط، وتنمية شخصيته، وتعديل سلوك الوالدين نحو طفلهما.

كما يفيد تشجيع الطفل على الاشتراك في فرقة الكشافة في المدرسة مثلاً، ومحاولة تجاهل هذه الحركات العصبية حتى تختفي تلقائياً(2).

3- كيف تعالج عصبية الأطفال؟:

والعلاج يكمن أولاً في التأكد من سلامة الولد من المرض، وتقصي الأسباب الدافعة لحدوث الغضب ومعالجتها بتعقُّل.

وينبغي على الآباء ضبط سلوكهم وإشاعة جو الهدوء والسعادة في المنزل إذا كانوا يريدون لأبنائهم ألا يشبُّوا عصبيين أو يعانوا من الحركات اللاإرادية.

والحقيقة أن عصبية الأطفال ليست وراثة عن طريق الدم من الآباء إلى الأطفال، إنما هي سلوك يتعلمه الأبناء من الآباء، أو سلوك قهري نتيجة كبت الآباء للأبناء، أو تدليلهم تدليلاً يخلق منهم أفراداً يميلون للسيطرة على البيت وفق هواهم !.

-  افسح لطفلك المجال للعب بأشياء لا تؤذيه، كالمكعبات والميكانو والصلصال وغيرها.

- اسمح له باللعب في ملعب أو نادٍ وغيره.

- خذه من حين إلى آخر إلى المنتزهات والحدائق العامة.

- لا تقارنه بغيره، ولا تعيّره بذنب ارتكبه.

- اسمح له أن يسأل ولا يكبت، وأجبه إجابات بسيطة تناسب سنّه وعقله.

 - ولعل من أفضل وسائل تخليص الطفل من البكاء، أن تغسل الأم وجهه ويديه مثلاً، ثم تضطجع معه، وتحكي له قصة.. فتحوله بذلك عما هو فيه من غضب.

4- كيف تتعامل مع ولدك الغاضب؟:

من المشاهد المألوفة: أن يكون الولد منهمكاً في اللعب بألعابه، فإذا بأمه تناديه بأن يلبس فوراً ويستعد للخروج إلى السوق، وهنا يمانع الولد ويرفض الخروج، فمتعته باللعب أشدّ من متعة الخروج إلى السوق.

ولعل الأم تقول له في مثل تلك الحال: (إني أعلم أنك غضبان، وأنا ربما أغضب عندما لا أستطيع فعل ما أريد، ولكننا لا نستطيع دوماً أن نفعل ما يحلو لنا، ولهذا فلنحاول معاً أن نستمتع ببعض الوقت بالخروج لشراء بعض الحاجات للمنزل).

وقد لا يؤدي ذلك إلى زوال غضب الولد بسرعة مذهلة، ولكن على الأم أن تتابع تأكيدها عليه بأن يفعل ما تطلبه منه، وهو في الوقت ذاته سيدرك أنها تحسُّ بأحاسيسه، وأن تلك الأحاسيس أمر طبيعي، مما يجعل الولد يتقبل تلك المشاعر دون انزعاج.

أما إذا أشعرت الأم ولدها أنه من غير المقبول أن يشعر الإنسان بالانزعاج والغضب في مثل تلك المواقف، وأنها لا تحبه بسبب تعبيره عن غضبه، فإن مشاعره المكبوتة تبدأ بالتفاقم والازدياد، وإذا تكررت تلك المواقف، فربما يصبح الولد شديد الكبت، فلا يظهر أحاسيسه، ويعيش دوماً شاعراً بالذنب من دون سبب واضح، وقد يكبر وهو يشعر بأنه مشتت الشخصية، ضعيف الثقة بنفسه(3).

5ـ طفلي يغضب في روضة الأطفال:

هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تقوم بها معلمة رياض الأطفال لتخليص الأطفال من حالات الغضب:

1ـ أشبعي رغبة الطفل من الطعام والراحة.

2ـ أشغليه بما يمتصُّ نشاطه، كأن تعطيه كرة يلعب بها، أو وسادة يقوم بملاكمتها.

3ـ حاولي عدم الانتباه إليه أثناء توتّره، واتركيه حتى يهدأ.

4- لا تلجئي إلى التهديد والضرب للطفل أثناء حالته العصبية.

5ـ أشعريه بأنه طفل عادي، وعليك أن تتقبليه، لأن مثل هذا السلوك منك قد يجعله يهدأ، ويصير أكثر تعاوناً(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مشاكل الأطفال النفسية، للدكتور ملاك جرجس (بتصرف)، وطفلك الموهوب، للدكتور علي سليمان.

2ـ مشكلات الأبناء النفسية، للأستاذ طلعت ذكرى طلعت.

3ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

4ـ المرشد التربوي لمعلمات رياض الأطفال، للدكتور خضير السعود الخضير (بتصرف).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.