أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
321
التاريخ: 25-3-2022
2541
التاريخ:
3688
التاريخ: 18-4-2017
3682
|
كان طبيعياً أن يوجّه الأنبياء أصحاب الرسالات الكبرى كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، أتباعهم إلى انتظار هذا الدين العظيم لاعتناق دعوته والتصديق برسالته والإيمان بنبيّه محمد صلى الله عليه وآله ، فقد أشارت الكتب الإلهيّة المقدّسة كالتوراة والإنجيل إلى مجيء هذا النبيّ العظيم، وأشار القرآن الكريم إلى أن هؤلاء الأنبياء قد مارسوا هذا الدور العظيم، ومنها:
1- لقد نصّ القرآن الكريم على بشارة إبراهيم الخليل عليه السلام برسالة خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله بأسلوب الدعاء قائلاً - بعد الكلام عن بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، ورفع القواعد من البيت، والدعاء بقبول عمله وعمل إسماعيل عليه السلام، وطلب تحقيق أمّة مسلمة من ذريتهما: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129].
2- وصرّح القرآن الكريم بأنّ البشارة بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله الأميّ كانت موجودة في العهدين القديم (التوراة)، والجديد (الإنجيل). والعهدان كانا في عصر نزول القرآن الكريم، وظهور محمّد صلى الله عليه وآله ، ولو لم تكن البشارة موجودة فيهما لجاهر بتكذيبها أصحابُ العهدين.
قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
3- وصرّحت الآية السادسة من سورة الصفّ بأنّ عيسى عليه السلام صرّح بتصديقه للتوراة، وبشّر برسالة نبيّ من بعده اسمه أحمد. وقد خاطب عيسى عليه السلام بني إسرائيل جميعاً، لا الحواريين فحسب، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6].
أهل الكتاب ينتظرون خاتم النبيّيّن صلى الله عليه وآله
لم يكتف الأنبياء السابقون بذكر الأوصاف العامّة للنبيّ المبشَّر به، بل ذكروا - أيضاً - العلامات التي تمكّن المبَشَّرين من التعرّف عليه بشكل دقيق، مثل: محلّ ولادته، ومحلّ هجرته وخصائص زمن بعثته، وعلامات جسميّة خاصّة، وخصائص يتفردّ بها في سلوكه وشريعته, ولهذا يصرّح القرآن بأنّ بني إسرائيل كانوا يعرفون رسول الإسلام المبشَّر به في العهدين كما يعرفون أبناءَهم، قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 20]
كما رتّبوا على ذلك آثاراً عملية، فاكتشفوا محلّ هجرته ودولته فاستقرّوا فيها 1 ، وأخذوا يستفتحون برسالته على الذين كفروا، ويستنصرون برسول الله صلى الله عليه وآله على الأوس والخزرج، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [البقرة: 89] ، وتسرّبت هذه الأخبار إلى غيرهم عن طريق رهبانهم وعلمائهم, فانتشرت في المدينة وتسرّبت إلى مكّة 2.
وذهب وفد من قريش بعد إعلان الرسالة إلى اليهود في المدينة للتَثبّت من صحة دعوى النبيّ صلى الله عليه وآله للنبوّة، وحصلوا على معلومات اختبروا بها النبيّ صلى الله عليه وآله ، واتّضح لهم من خلالها صدق دعواه 3.
وقد آمن جمع من أهل الكتاب وغيرهم بالنبيّ محمّد صلى الله عليه وآله استناداً إلى هذه العلائم التي عرفوها دون أن يطلبوا منه معجزة خاصّة 4. ولا زالت بعض هذه البشائر موجودة في بعض نسخ التوراة والإنجيل 5 .
وهكذا تسلسلت البشائر بنبوّة خاتم النبيّين محمّد صلى الله عليه وآله من قبل ولادته، وخلال فترة حياته قبل بعثته، وقد عُرف واشتُهر منها إخبار بحيرى الراهب وغيره إبّان البعثة المباركة 6 .
وقد شهد عليّ أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الحقيقة التاريخيّة، حيث يقول في إحدى خطبه: "...إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه سُبْحَانَه مُحَمَّداً، رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله لإِنْجَازِ عِدَتِه وإِتْمَامِ نُبُوَّتِه، مَأْخُوذاً عَلَى النبيّينَ مِيثَاقُه، مَشْهُورَةً سِمَاتُه كَرِيماً مِيلَادُه، وأَهْلُ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ،..." 7.
وقد جاء في طبقات ابن سعد عن سهل، مولى عتيبة، أنّه كان نصرانيّاً من أهل حريس، وأنّه كان يتيماً في حجر أمّه وعمّه، وأنه كان يقرأ الإنجيل، قال: "... فأخذت مصحفاً لعمّي فقرأته حتّى مرّت بي ورقة، فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي، قال: فنظرت، فإذا فصول الورقة ملصق بغراء، قال: ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّد صلى الله عليه وآله : أنه لا قصير ولا طويل، أبيض ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرّية إسماعيل، اسمه أحمد. قال سهل: فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمّد صلى الله عليه وآله جاء عمّي، فلّما رأى الورقة ضربني وقال: ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟! فقلت: فيها نعت النبيّ أحمد، فقال: إنّه لم يأتِ بَعدُ" 8 .
________________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|