المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

من أفطر عمدا ثم سقط عنه الصوم
6-12-2016
Luther Pfahler Eisenhart
3-5-2017
الاعراب المحلي
2024-10-28
Elliptic Logarithm
8-7-2020
علامات تلف الحبوب
2024-01-29
العوامل المؤثرة في نشأة المدن وتطورها- العوامل البشرية - العوامل الاجتماعية
26/9/2022


بشارات الأنبياء برسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله  
  
2383   05:52 مساءً   التاريخ: 8-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة
الكتاب أو المصدر : النبي محمد صلى الله عليه وآله قدوة للعالمين
الجزء والصفحة : ص18-21
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /

كان طبيعياً أن يوجّه الأنبياء أصحاب الرسالات الكبرى كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، أتباعهم إلى انتظار هذا الدين العظيم لاعتناق دعوته والتصديق برسالته والإيمان بنبيّه محمد صلى الله عليه وآله ، فقد أشارت الكتب الإلهيّة المقدّسة كالتوراة والإنجيل إلى مجيء هذا النبيّ العظيم، وأشار القرآن الكريم إلى أن هؤلاء الأنبياء قد مارسوا هذا الدور العظيم، ومنها:

1- لقد نصّ القرآن الكريم على بشارة إبراهيم الخليل عليه السلام برسالة خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله  بأسلوب الدعاء قائلاً - بعد الكلام عن بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، ورفع القواعد من البيت، والدعاء بقبول عمله وعمل إسماعيل عليه السلام، وطلب تحقيق أمّة مسلمة من ذريتهما: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129].

2- وصرّح القرآن الكريم بأنّ البشارة بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله  الأميّ كانت موجودة في العهدين القديم (التوراة)، والجديد (الإنجيل). والعهدان كانا في عصر نزول القرآن الكريم، وظهور محمّد صلى الله عليه وآله ، ولو لم تكن البشارة موجودة فيهما لجاهر بتكذيبها أصحابُ العهدين.

قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].

3- وصرّحت الآية السادسة من سورة الصفّ بأنّ عيسى عليه السلام صرّح بتصديقه للتوراة، وبشّر برسالة نبيّ من بعده اسمه أحمد. وقد خاطب عيسى عليه السلام بني إسرائيل جميعاً، لا الحواريين فحسب، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6].

أهل الكتاب ينتظرون خاتم النبيّيّن صلى الله عليه وآله

لم يكتف الأنبياء السابقون بذكر الأوصاف العامّة للنبيّ المبشَّر به، بل ذكروا - أيضاً - العلامات التي تمكّن المبَشَّرين من التعرّف عليه بشكل دقيق، مثل: محلّ ولادته، ومحلّ هجرته وخصائص زمن بعثته، وعلامات جسميّة خاصّة، وخصائص يتفردّ بها في سلوكه وشريعته, ولهذا يصرّح القرآن بأنّ بني إسرائيل كانوا يعرفون رسول الإسلام المبشَّر به في العهدين كما يعرفون أبناءَهم، قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 20]
كما رتّبوا على ذلك آثاراً عملية، فاكتشفوا محلّ هجرته ودولته فاستقرّوا فيها 1 ، وأخذوا يستفتحون برسالته على الذين كفروا، ويستنصرون برسول الله صلى الله عليه وآله  على الأوس والخزرج، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [البقرة: 89] ، وتسرّبت هذه الأخبار إلى غيرهم عن طريق رهبانهم وعلمائهم, فانتشرت في المدينة وتسرّبت إلى مكّة 2.

وذهب وفد من قريش بعد إعلان الرسالة إلى اليهود في المدينة للتَثبّت من صحة دعوى النبيّ صلى الله عليه وآله  للنبوّة، وحصلوا على معلومات اختبروا بها النبيّ صلى الله عليه وآله ، واتّضح لهم من خلالها صدق دعواه 3.

وقد آمن جمع من أهل الكتاب وغيرهم بالنبيّ محمّد صلى الله عليه وآله  استناداً إلى هذه العلائم التي عرفوها دون أن يطلبوا منه معجزة خاصّة 4. ولا زالت بعض هذه البشائر موجودة في بعض نسخ التوراة والإنجيل 5 .

وهكذا تسلسلت البشائر بنبوّة خاتم النبيّين محمّد صلى الله عليه وآله  من قبل ولادته، وخلال فترة حياته قبل بعثته، وقد عُرف واشتُهر منها إخبار بحيرى الراهب وغيره إبّان البعثة المباركة 6 .

وقد شهد عليّ أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الحقيقة التاريخيّة، حيث يقول في إحدى خطبه: "...إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه سُبْحَانَه مُحَمَّداً، رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله  لإِنْجَازِ عِدَتِه وإِتْمَامِ نُبُوَّتِه، مَأْخُوذاً عَلَى النبيّينَ مِيثَاقُه، مَشْهُورَةً سِمَاتُه كَرِيماً مِيلَادُه، وأَهْلُ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ،..." 7.

وقد جاء في طبقات ابن سعد عن سهل، مولى عتيبة، أنّه كان نصرانيّاً من أهل حريس، وأنّه كان يتيماً في حجر أمّه وعمّه، وأنه كان يقرأ الإنجيل، قال: "... فأخذت مصحفاً لعمّي فقرأته حتّى مرّت بي ورقة، فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي، قال: فنظرت، فإذا فصول الورقة ملصق بغراء، قال: ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّد صلى الله عليه وآله : أنه لا قصير ولا طويل، أبيض ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرّية إسماعيل، اسمه أحمد. قال سهل: فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمّد صلى الله عليه وآله  جاء عمّي، فلّما رأى الورقة ضربني وقال: ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟! فقلت: فيها نعت النبيّ أحمد، فقال: إنّه لم يأتِ بَعدُ" 8 .

________________

  1. لجنة التأليف في مؤسسة البلاغ، سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، نشر مؤسسة الهدى الدولية، طهران - إيران، 2000م - 1420هـ.ق، ط2، ج1، ص38.
  2. أبو الفرج الأصفهانيّ، الأغاني، دار إحياء التراث العربيّ، لا. م، لا. ت، لا. ط، ج16، ص75، اليعقوبيّ، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبيّ، لبنان - بيروت، دار صادر، لا. ت، لا. ط، ج2، ص12، ابن هشام الحميريّ، السيرة النبويّة، تحقيق وضبط وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد، مكتبة محمد علي صبيح وأولاده - بمصر، 1383 - 1963م، لا. ط، ج1، ص181.
  3. الطوسيّ، الشيخ محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العامليّ، مكتب الإعلام الإسلاميّ، 1409هـ، ط1، ج7، ص5.
  4. سورة المائدة، الآية 85.
  5. لجنة التأليف في مؤسسة البلاغ، سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله  وأهل بيته عليهم السلام، مصدر سابق، ج1، ص39، إنجيل يوحنّا وأشعّة البيت النبويّ: 1 / 70، عن التوراة وراجع: بشارات عهدين، والبشارات والمقارنات.
  6. ابن هشام الحميريّ، السيرة النبويّة، مصدر سابق، ج1، ص118، عبد الرزاق الصنعانيّ، عبد الرزاق بن همام، المصنّف، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط، ج 5، ص318.
  7. الشريف الرضيّ، نهج البلاغة، ص44.
  8. ابن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، لا. ت، لا. ط، ج1، ص363.



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.