المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

فضال ومناقب الامام علي عليه السلام
30-07-2015
البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL)
2024-04-16
أعضاء التكاثر الذكرية
4-2-2016
الأبوة ليست رياضة تنافسية
22-6-2018
Comparing raising and control predicates
25-1-2023
الالتواءات الالبية
2024-10-07


الأخلاق الحسنة  
  
2484   01:58 صباحاً   التاريخ: 15-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 74 ـ 80
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (الخلق وعاء الدين) (1). وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: الخلق الحسن نصف الدين (2). وقال (صلى الله عليه وآله): (الإسلام حسن الخلق) (3).

وقال (صلى الله عليه وآله): (الخلق المحمود من ثمار العقل) (4). وقال (صلى الله عليه وآله): (يا بني عبد المطلب! إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحسن البشر) (5). وقال (صلى الله عليه وآله): (ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فلا يعتد بشيء من عمله: تقوى تحجزه عن محارم الله، وحلم يكف به السيئة، وخلق يعيش به في الناس) (6).

ما هي الأخلاق؟ . ولم كانت أساساً أولياً في معاملة الناس؟ .

الأخلاق الحسنة هي الفضائل والمناقب والخصال الناجمة عن استثمار العقل، والتي جاء الدين لكي يدعو اليهـا ويشيعها بين الناس كوسيلة تعامل ـ سليمة ـ فيما بينهم. وقد تعرف بأنها السجايا والطباع الحسنة. ويدخل ضمن مفهوم الأخلاق، والعادات والتقاليد الحسنة المؤيدة عقلا وشرعاً.

والخلق الحسن هو حد التوسط والاعتدال بين رذيلتين حسب نظرية الوسط (*)، ومثال ذلك: الإنفاق المعتدل، وهو وسط بين رذيلة التقيد، ورذيلة الإسراف. والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والتواضع وسط بين ذلة النفس المنهي عنها، والتكبر. وحسب هذه النظرية تتبين النسبية في الأخلاق والتزامها، بمعنى أن المرء المتواضع ـ على سبيل المثال ـ يمتلك نسبة معينة من التواضع، ليست ضمن رذيلة التفريط ولا ضمن رذيلة الإفراط.

وفي تناولها لموضوع الأخلاق، توضح الأحاديث الشريفة أن الأخلاق على ضربين بالنظر إلى الطبع والتطبع: منها ما يجبل الإنسان عليه، ويدعى سجية، أو طبعاً، ومنها ما يكتسبه ويتصبر عليه، ويدعى نية، أو تطبعا (**).

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (الخُلُق منحة يمنحها الله من شاء من خلقه، فمنه سجية، ومنه نية، قلت: فأيهما أفضل؟ قال: صاحب النية أفضل، فإن صاحب السجية هو المجبول على الأمر الذي لا يستطيع غيره، وصاحب النية هو الذي يتصبر على الطاعة، فهذا أفضل) (***).

والعقل والدين يرشدان الإنسان ويدعوانه إلى التخلق بالأخلاق الحسنة والتطبع بها، لأن فيها مصلحته الأكيدة، والأولى به أن يستجيب لإرشادهما ودعوتها، فإن كانت الأخلاق سجايا فيه فهو متحل بها، وإلا فليتطبع بها وليتخلّق، حتى تصبح طبعاً فيه وخلقاً وعادة.

وقد يسال السائل: ما علاقة الأخلاق بالدين والعقل؟ .

إذا مُثل العقل بالشجرة الطيبة العظيمة، فإن الأخلاق الحسنة من ثمارها، وبناءً عليه فعلاقة الأخلاق(****)، بالعقل هي علاقة الفرع بالأصل، والنتيجة بالسبب. ولأن العقل ـ كما تقدم ذكره ـ هو أول وأحسن وأكرم مخلوق خلقه الله ـ سبحانه وتعالى ـ ولأنه المعيار الذي به يعرف الخير من الشر، والمخلوق الذي على اساسه يثاب الإنسان ويعاقب، كانت الأخلاق ثمرة له. إن الأخلاق الحسنة حق وخير، لأنها نابعة من مصدر الحق والخير، وميزان معرفتهما، والداعي إليهما وهو العقل.

وبناءً عليه فمن يقيم أمور حياته على أساس العقل، يضمن لها أن تقوم على أساس الأخلاق، فواجد العقل ومستعمله في الوجوه الصالحة يعطي الأخلاق الحسنة، وفاقده ومستعمله في غير الوجوه الصالحة، لا يعطيها بطبيعة الحال.

وإذ أن العقل هو أقوى الأسس والدين يقوم عليه، كانت الأخلاق الحسنة من صميم الدين ومن أبرز أهدافه. ومن هنا يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وبتمثيل الدين بالجوهرة النفيسة، فإن الأخلاق يمكن تمثيلها بالظرف النفيس الحسن الذي توضع فيه ويتلاءم وقيمتها، ولذلك فإن الأخلاق الحسنة هي المحيط الصالح، أو البيئة الصالحة لوجود الدين ونموه، کما ان الدين هو الطريق إلى المحيط الصالح، وبه تستصلح البيئة الاجتماعية الفاسدة.

إن بعض الأحاديث الشريفة تصف الأخلاق بأنها الدين، أو نصفه، لأنها من صلب أهدافه، وأمور أساسية فيه، وتشكل مساحة كبيرة منه، ولذا فالمعتنق للدين لا بد أن تكون الاخلاق أمراً طبيعياً فيه، وعنواناً له، اذ لا قيمة لدين الانسان إذا لم تكن الاخلاق نتيجة طبيعية له، مقرونة به.

وحيث أن الاخلاق ثمرة للعقل العظيم، ومن صلب أهداف الدين العظيم، كانت عظيمة لعظمتها. ويكفي للتدليل على عظمة الاخلاق، أنها أول ما يوضع في ميزان المرء يوم القيامة، إذ أنها ضرورة لا غنى للإنسان عنها، يحتاجها في التعامل مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس، باعتبارها قواعد لتنظيم السلوك الانساني. فمن يمتلك هذه القواعد يضمن اساساً هاماً من أسس النجاح والسعادة، ومن لا يمتلكها يعيش الفشل والشقاء والعذاب.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (بحسن الخلق يطيب العيش)(7). ويقول الامام الصادق (عليه السلام): (من ساء خلقه عذب نفسه) (8).

وبالأخلاق يسع الناس، فقد لا يملك الإنسان مالا، أو قد يكون المال الذي يملكه لا يغطي جميع. متطلباته، ومنها المتطلبات الاجتماعية، كأن يساعد هذا، ويواسي ذاك، وبتصدق على ثالث. ولا شك أن للمال دور كبير في الحياة، إلا أنه ليس كل شيء. فحينما يجد الانسان أن ماله لا يسع الآخرين، فهناك جانب آخر يمكنه أن يسعهم به، وهو جانب ذو إطار واسع، ألا وهو الجانب الأخلاقي. فبسريرته الصادقة، وظاهره الأخلاقي، وكلماته المؤدبة، وآدابه السـمحة، ونفسه المهذبة، وتصرفاته السوية يمكنه أن يحسن معاملة الناس، ويجمعهم من حوله.

إن جزءً كبيراً من الحكمة في تشريع الأخلاق يتمثل في تقويم وتسوية تعامل الناس فيما بينهم بشكل يحقق لهم السعادة في الدنيا، والرضوان في دار السلام. ومع ذلك فإن قسما من الناس يتصور الأخلاق ويتعامل معها على أنها (تكتيكات) مؤقتة للضحك على ذقون الناس، والانتفاع منهم والحصول على المصالح. ولكن الأخلاق تأبى ان تكون كذلك، فهي ـ إن صح التعبير- (استراتيجية) دائمة، تتطلب ـ مبدئياً ـ هدم الخلقيات السيئة، وكنس الشوائب والرواسب النفسية العالقة، ثم أنها عملية عطاء للناس قبل ان تكون عملية اخـذ، سـواء كـان العطاء والأخذ معنويين أو ماديين.

ومن هنا فإن من يعتبر الاخلاق مجرد مقدمات للأخذ من الناس فقط، هو واقع في الفهم الخاطئ لحقيقة الاخلاق والحكمة والغاية منها، والواجب عليه ان يعيد النظر في ذلك الفهم، لكي تأتي ممارساته أخلاقية خالصة لوجه الله تعالى، مقبولة لدى عقلاء الناس، نابعة من نفس مزكّاة.

ولا تتحقق الأخلاق في الانسان من دون صلاح الوجدان والضمير والنية. فإذا كانت السريرة غير صالحة، والظاهر صالح، فإن ممارسات الانسان تصبح متكلفة، إذ أنها متناقضة مع داخله، وقد تؤدي به الى النفاق، وهو آفة فردية واجتماعية خطيرة، وكذلك إذا كانت السريرة صالحة، والظاهر غير صالح، فإن ممارساته تكون خلاف سريرته. وفي كلتي الحالتين يحتاج سلوك الانسان الى تقويم وتسوية، لكي لا يصاب بالتناقض بين ظاهره وباطنه.

يقول الامام علي (عليه السلام): (طوبى لمن ذل في نفسه، وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحـسنت خليقته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من لسانه، وعزل عن الناس شره، ووسعته السنة، ولم ينسب الى البرعة) (9).

إن الاخلاق مقدمة أعمال البر والخير، وهي أساس ضروري لمعاملة الناس. وبدونه ترتبك هذه المعاملة وتضطرب ومن ثم تنحرف. وبالأخلاق تثبت مودة الانسان لأخيه الإنسان، وبها يكثر المحبوب له، وتأنس النفوس به، وهذا هو السر في أن الأخلاقيين يتمتعون بحب الناس وودهم، واجتماعهم عليهم، بينما ينفض الناس من حول سيئي الأخلاق، وينفرون منهم.

يقول تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]. ولو تأمل المرء، الأخلاق لوجد أن غالبيتها ـ أو قسماً كبيراً منها ـ يأخذ الطابع الاجتماعي المعاملاتي. خذ على سبيل المثال: البشاشة، وطلاقة الوجه، وحسن البشر، والتبسّم، وطيب الكلام، والتواضع، والصدق، والعدل، والوفاء بالوعد والعهد، وأداء الأمانة، إن كلا منها معتمد على الاجتماع والاتصال والتماس. فالبشاشة تظهر في شخص يتعامل مع طرف آخر، وطلاقة الوجه تعبير من طرف مقدم الى طرف آخر، وهكذا الحال بالنسبة لحسن البشر، والتبسم. وطيب الكلام، والتواضع، وكذلك بالنسبة الى كل الأخلاق الإجتماعية بلا استثناء.

وإذ أن الأخلاق الاجتماعية او اخلاق التعامل تعتمد على التماس مع الناس. فإن المرء تُبتلى خلقيته ليس حينما يكون بمعزل عن الناس، وإنما عندما يكون في تماس معهم، وهذا هو المقصود من الخلق الذي يعيش به الانسان في الناس کما تتطرق اليه الأحاديث الشريفة، الأمر الذي يوجب عليه ان يجعل أخلاقه تماس.

وهكذا فلكي يجعل الانسان تعامله مع الناس حسناً، خليق به أن يقيمه على اساس الاخلاق المحمودة، وأن يجعل الأخلاق الحسنة ديدنه الذي لا يحيد عنه، وقرينه الملازم له، إذ الأخلاق خير طريق، وخير قرين للمرء، وحدها ـ كما في الأحاديث الشريفة ـ تليين الجانب (التواضع)، وتطييب الكلام، ولقاء الإخوان والناس ببشر حسن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) کنز العمال، خ5137.

(2) بحار الانوار، ج71، ص 385.

(3) كنز العمال، خ5215.

(4) الغرر والدرر.

(5) جامع السعادات، ج1، ص344.

(6) المصدر السابق.

(*) يرى بعض علماء الاخلاق أن نظرية الوسط ذات أصل أغريقي، ولا يرى ان الاخلاق هي حدود التوسط والاعتدال بين الرذائل، محتجاً لذاك بأن بعض الفضائل - كالعدل والصدق ـ ليس وسطاً بين رذيلتين. راجع: فلسفة الأخلاق، للشيخ محمد جواد مغنية.

(**) من الأمثلة السائرة (الطبع اغلب)، و (الطبع يغلب التطبع). ويعني أن الطبع حالة موجودة في الانسان، وهو متعود عليها. أما التطبع فهو محاولة الجاد تلك الحالة الى الذات، أو تكلفها وتصنعها بغية التعود عليها. وبديهة أن المادة تغلب ما يراد التعود عليه، والأخير هو الأصعب لأنه يحتاج الى التصبر.

(***) بحار الأنوار، ج71، ص395.

(****) لفظة (أخلاق) المطلقة، تعني الأخلاق الحسنة لزيادة استعمالها وتداولها في هذا السبيل. وأول ما يتبادر إلى ذهن الانسان حين سماع لفظ، (اخلاق)، هو الأخلاق الحسنة.

(7) الغرر والدرر.

(8) بحار الأنوار، ج78، ص246.

(9) نهج البلاغة، ص490. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.