المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سيف أرعد يصرخ: ولدي جثة بلا رأس.
2024-01-22
Payam Number
18-1-2021
أقسام الحديث باعتبار أنحاء تحمّله
23/10/2022
من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب درست بن أبي منصور.
2024-01-02
خصائص اضافية للغة
28-8-2021
address (n.)
2023-05-08


التواضع للناس  
  
3215   02:58 صباحاً   التاريخ: 12-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 105 ـ 111
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2021 3470
التاريخ: 18/9/2022 1717
التاريخ: 25-7-2016 2112
التاريخ: 2024-01-29 1209

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].

وقال الامام علي (عليه السلام): (التواضع زكاة الشرف) (1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (التواضع ينشر الفضيلة) (2).

وقال (عليه السلام): (التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه) (3).

وسئل الامام الرضا (عليه السلام): ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً. فقال:

(التواضع درجات: منها ان يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب ان يأتي الى أحد إلا مثل ما يؤتى اليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين) (4).

 وقال الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (أفضل الناس من تواضع عن رفعة) (5).

وقال الامام علي (عليه السلام): (ثلاث هن رأس التواضع: أن يبدأ بالسلام من لقيه، ويرضى بالدون من شرف المجلس، ويكره الرياء والسمعة) (6).

وقال (عليه السلام): (ثمرة التواضع المحبة، ثمرة الكبر المسبة) (7).

ذات يوم مر الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) برجل من أهل السواد، دميم المنظر، وكان الامام راكباً فنزل من فرسه، وجلس عنده، ودخل معه في حديث طويل. وعندما أراد الابتعاد عنه، قال له.

(هل لك حاجة نقضيها لك)؟

فاستغرب بعض الحاضرين، وقالوا: يا ابن رسول الله! أتنزل هذا رغم منزلتك، وشرفك وعلمك؟!

فقال الامام لهم: (ولم لا ؟! إنه عبد من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء، آدم، وأفضل الأديان، الإسلام).

ويروى أن الامام الرضا (عليه السلام) دعا الى سفرة في خراسان، فجمع عليها مواليه وعبيده من السود وغيرهم، فقال له أحد المدعوين من الاثرياء: جعلت فداك، او عزلت هؤلاء (يعني الموالي والعبيد).

فقال الامام (عليه السلام): (صه يا هذا! إن الرب ـ تبارك وتعالى ـ واحد، والأم واحدة، والأب

واحد، و...).

قد يسأل السائل فيقول: ما التواضع؟ ولمن التواضع؟ وما دور التواضع في معاملة الناس؟

التواضع هو التذلل، وهو ضد الكبر والتكبر والاستعلاء. وهو الخضوع النابع من الشعور بالقوة والعزة، وطيب الباطن، وتقدير الآخرين واحترامهم. وليس هو الذلة النابعة من الشعور بالنقص، والضعف والحقارة، والحاجة الى الآخرين، وان كان من التواضع معرفة قدر النفس. ان المرء حينما يشعر أنه عبد كريم لله، وأن تواضعه لإخوانه المؤمنين وعموم الناس الطيبين انما هو تواضع لله، فإنه يشعر بالعزة والرفعة، لا بالذلة والضعة.

إن قسماً من الناس يتصور ان التواضع إذلال للنفس لا ينبغي إتيانه، وهذا تصور خاطئ وهناك قسم آخر منهم يتكبرون، ويستعلون إذا تذلّل الاخرون لهم بل ويذهبون الى تعميق الشعور بالضعة في الآخرين، وقد يتصورون أنهم أرفع منزلة من الآخرين، وأنهم يستحقون تواضع الناس لهم، وهذا ليس من الصحة في شيء. إن التواضع ـ في حد ذاته ـ رفعة للمرء، ومرقاة الى الوقار والشرف، أما أصحاب الكبر والاستعلاء على الناس فهم الذين يسقطون من أعينهم، ويفقدون توقيرهم. وهل يميل الناس الى من يتكبر ويستعلي عليهم ؟!.

أما لمن نتواضع؟ فالتواضع يجب ان يكون لله أولا، لأنه الخالق الجبار المتكبر العزيز، وبارئنا من العدم، ونحن عبيده الأذلاء له. إن من يتواضع لله يرفعه. ومن يتكبر عليه يضعه، وهذه سنة من سننه ـ جل وعلا -. ثم التواضع للأنبياء والأئمة، والقيم والمبادئ الالهية التي نذروا حياتهم من أجل الدعوة لها ثم لنعم الله وآلائه، ثم للإخوان والأصدقاء وعموم الناس. وهنا يبرز سؤال: هل كل الناس جديرون بالتواضع لهم؟ كلا!

 إن الجديرين بالتواضع لهم هم الإخوان المؤمنون وعموم الناس الطيبين أياً كان دينهم، ولغتهم ولونهم، وطبقتهم، وقوميتهم. أما الظالمون، والمستكبرون والمتكبرون، ومن هم في دائرتهم فليسوا خليقين بالتواضع لهم، بل إن التكبر على المتكبر عبادة في الاسلام، لا لذات التكبر، وانما الى الحالة الاجتماعية السليمة.

ويعتبر التواضع من الأسس الضرورية الهامة والفنية في معاملة الناس، وعن طريقه يدخل الانسان الى قلوبهم، ويكسبهم، ويجعلهم يحبونه وينجذبون اليه كما تنجذب الفراشات الى نور المصباح. أما المتكبر والمستعلي فلا ينجذب الناس اليه، وينفرون منه كما تنفر الاغنام المجتمعة من وحش غريب مداهم لهم.

وأن يتواضع المرء للناس، هذا يعني أموراً كثيرة، منها: أن يجعل باطنه ـ کما ظاهره ـ متواضعاً، اذ لا قيمة من الظاهر المتواضع مع وجود الضمير المستعلي. وأن يجعل نفسه كأحدهم، فهم كما تقدم يرغبون وينجذبون الى من يتواضع لهم ويتذلّل، ويبتعدون وينفرون عمن يتكبر عليهم ويستعلي. ومن التواضع أن يقوم المرء بما يقومون به، وأن لا يتميز على اقرانه، فمقياس التميز هو التقوى والعمل الصالح، وأن يعطي الناس ما يحب أن يعطى، وأن يعرف قدر نفسه فلا ينسب اليها ما لا تتمتع به من خصال وكفاءات وقدرات، وان لا يجب ان يأتي الى أحد إلا، بمثل ما يؤتى اليه، وأن يرد العمل السيء بالعمل الحسن، وان يكون حليماً هادئ الاعصاب، يعفو عن الناس، ويبدأهم بالسلام والتحية، ويجلس حيثما انتهى به المجلس، وأن يكون كارها للرياء والسمعة في العمل، مقتدياً بعظماء التاريخ ورموزه.

إن أعـظـم الـرمـوز والقـدوات لـلإنسان في التـواضـع، هم الأنبيـاء والائمة ـ عليهم السلام ـ والصالحون. فرسول الاسلام محمد (صلى الله عليه وآله) - وهو النبي العظيم ـ كان في قومه كأحدهم، يعقل البعير، ويكنس المنزل، ويحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقع الثوب بيديه، ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه إذا تعب، ويشتري من السوق، ولا يمنعه الحياء أن يلعق الطعام بيده.

(عن الحسن الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله (الامام الصادق) (عليه السلام) يقول: مرت امرأة بدوية (بذية) برسول الله (صلى الله عليه وآله) يـأكـل وهـو جالس على الحضيض (*)، فقالت: يا محمد، والله إنك لتأكل أكل العبـد وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويحك! أي عبد أعبد. قالت: فناولني لقمة من طعامك، فناولها، فقالت: لا والله، الا التي في فمك، فأخرج رسول الله

(صلى الله عليه وآله) اللقمة من فمه، فناولها، فأكلتها) (8).

ومع الناس كان (صلوات الله وسلامه عليه) يصافح الغني والفقير، والكبير والصغير، والاسود والابيض، وكان هو المبادر بالسلام عليهم. ولم تكن له حلة لمدخله وأخرى لمخرجه، وإذا ما دعي ولو من قبل شخص أشعث أغبر، كان يستجيب لدعوته، ولا يحقر ما دعي اليه أبداً، وإن كان خبزاً، أو ماءً.

والامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ـ وهو الحاكم على خمسين ولاية ـ كان على عظمته، وسلطانه، وشرفه، يمشي في الأزقة، ويساعد المحتاجين، ويتفقد المساكين، ويلبس الملابس المتواضعة، ويحمل حاجياته على كتفيه، وكان الناس يأتون اليه، ويقولون: يا أمير المؤمنين، دعنا نحمل عنك. فيردهم قائلا: (صاحب العيال أحق بحمله).

وكان (عليه السلام) يأبى الترفع عن رعاياه في المخاصمة والمقاضاة، بل إنه كان يسعى الى المقاضاة إذا وجبت لتشبعه من روح العدالة. من ذلك أنه وجد درعه عند عربي مسيحي من عامة الناس، فأقبل به الى أحد القضاة واسمه شريح، ليخاصمه ويقاضيه.

(ولما كان الرجلان أمام القاضي، قال علي: إنها درعي ولم أبع ولم أهب! فسأل القاضي الرجل المسيحي: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟ فقال العربي المسيحي: ما الدرع الا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب! وهنا التفت القاضي شريح الى علي، وقال: أصاب شريح، بمـا بينه! فقضى شريح بالدرع للرجل المسيحي، فأخذها، ومشى أمير المؤمنين ينظر اليه!

(إلا أن الرجل لم يخط خطوات قلائل، حتى عاد يقول: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني الى قاض يقضي عليه! ثم قال: الدرع ـ والله! ـ درعك يا أمير المؤمنين، وقد كنت كاذباً فيما ادعيت! وبعد زمن شهد الناس هذا الرجل وهو من اصدق الجنود وأشد الأبطال بأساً وبلاءاً في قتال الخوارج يوم النهروان) (9).

وفي رواية: (قال عيسى بن مريم (عليه السلام) للحواريين: لي اليكم حاجة، إقضوها لي. فقالوا: قضيت حاجتك يا روح الله. فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا أحق بهذا منك. فقال: إن أحق الناس بالخدمة، العالم، إنما تواضعت هكذا لكي تتواضع بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى (عليه السلام): (بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل) (10).

والإمام الحسين (عليه السلام) ذلكم الرمز التاريخي الخالد، كان ـ ولا يزال ـ قدوة وأسوة للناس في الاخلاق الكريمة، ومنها التواضع ولين الجانب. وينقل التاريخ أنه (عليه السلام) (مر على فقراء يأكلون كسراً من أموال الصدقة، فسلم عليهم فدعوه الى طعامهم، فجلس معهم، وقال: لولا أنه صدقة لأكلت معهم، ثم دعاهم الى منزله، فأطعمهم، وكساهم، وأمر لهم بدراهم) (11).

وهكذا فلكي يضمن المرء أساساً هاماً من أسس التعامل مع الناس، ولكي يدخل الى قلوبهم، ويصبح محبوباً محشوداً، مرفوعاً بينهم، عليه بهذا الأساس، والمبدأ العظيم الذي طبقه والتزمه كل الأنبياء والأئمـة ـ عليهم السلام ـ والصديقون والصالحون، ألا وهو (التواضع).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) المصدر السابق.

(3) اصول الكافي، ج2، ص124.

(4) المصدر السابق.

(5) بحار الانوار، ج77، ص179.

(6) کنز العمال، خ 8506.

(7) الغرر والدرر.

(*) الحضيض: القرار من الأرض عند أسفل الجبل.

(8) الصياغة الجديدة، ص50.

(9) جورج جرداق: علي وحقوق الإنسان، ص87، 88.

(10) الإمام الشيرازي: الصياغة الجديدة لعالم الايمان والحرية والرفاه والسلام، ص661.

(11) باقر شريف القرشي: حياة الإمام الحسين، ج2، ص125.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.