المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مفاهيم التلوث الثقافي لبيئة الطفل  
  
2562   03:51 مساءً   التاريخ: 11-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص132 ـ 133
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2851
التاريخ: 17-1-2016 2154
التاريخ: 10-11-2017 2052
التاريخ: 15-1-2016 2227

لابد من تحديد مفاهيم التلوث الثقافي لبيئة الطفل، التي تشكل معوقات لثقافته الخاصة، ونمو قدراته السلوكية والثقافية بشكل صحيح، ومن أبرز هذه الملوثات هي:

1ـ القيم الثقافية الخاطئة التي يحملها الأقران، التي تتجاوز قيم الطفولة ومعانيها التربوية، وخصائصها السيكولوجية..

2ـ تطلع الأطفال إلى الكبار في الأماكن العامة من البيئة، واكتسابهم بعض العادات السيئة، ومشاهدتهم لبعض سلوكيات الكبار التي لا تنسجم مع ثقافة الأطفال، من قبيل (الممازحة) بعضهم البعض، وإطلاقهم للشتائم والكلمات البذيئة فيما بينهم، وكذلك حالات السخرية التي يقوم بها بعض الكبار فيما بينهم عن طريق (المزاح) أو الجد وغير ذلك..

3ـ تطلع الأطفال إلى حالات الشجار التي تحدث بين الكبار، وما يصاحب ذلك من أفعال وأقوال وممارسات سيئة، تنعكس على نفسية الطفل وتترسخ في مخيلته، فتصبح صورة ثقافية ضمن مخيلته.

4ـ سماع الأطفال لأحاديث الأقران عن مشاهداتهم (المتلصصة) لوالديهم أو تداولهم لأحاديث تثير غـرائـزهـم وفـضـولـهـم الـبـريء إلى ممارسات خاطئة تسيء إلى ثقافتهم الخاصة..

5ـ سماع الأطفال لأحاديث الخصوصيات العائلية للجيران ولساكني الحي من خلال الأقران..

6ـ تعلم الكذب، والمراوغة، والأنانية التي يغذيها الكبار أو الأقران الذين يحملون هذه الصفات، ويختلط بهم الطفل في محيط البيئة.

7ـ مشاهدة الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الكبار أو الصغار في الشارع العام، أو في محيط البيئة السكنية، من قبيل رمي النفايات، والمخلفات في الأماكن العامة، أو قطع الزهور من الحدائق العامة، أو البحث في النفايات، أو عدم الانصياع لنظام السير والتقيد بشارة المرور في الشارع.

8ـ عدم التقيد بنظام الوقوف والانتظار مع الآخرين في حالة تجمع عام لغرض ما، ومحاولة فرض القوة الجسدية أو إرادة (العنجهية) خاصة لدى الكبار بدل سلوك النظام أو احترام الآخرين، أمام مرأى الأطفال.

9ـ فرض الأنانية وحب الذات في محاولة الحصول على حاجة ما في السوق أو في الأماكن العامة أمام تجمع عام من الناس، ومشاهدة الأطفال لهذا التصرف .

10ـ عدم إبداء روح المساعدة من قبل البعض للبعض الآخر إذا تطلب الأمر ذلك، أمام مرأى ومسمع الأطفال..

 وبالنتيجة، ان هذه الحالات السلبية، وهذه الظواهر السيئة، وهذه الممارسات الخاطئة تشكل جميعاً ملوثات خطرة على بيئة وبنية الطفل الثقافية، كونها تنفذ سريعاً إلى وجدان الطفل وسلوكه، وتصبح جزءاً من ثقافته التي عكستها بيئته الثقافية التي تأثر بها ... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.