المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

زيوت الصويا عالية الأولييك High-oleic Soybean Oils
5-8-2018
الصحف الإلكترونية
13-1-2023
المروّعون مِن أعلام الشيعة
6-4-2016
Oscar Xaver Schlömilch
13-11-2016
لماذا النبيّ موسى عليه‌ السلام هو من كلّمه الله تعالى دون خلقه ؟
29-12-2020
Telescope domes
2-9-2020


قرر أن تكون عظيماً!  
  
1960   02:08 صباحاً   التاريخ: 6-12-2021
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص109 ـ 121
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03 319
التاريخ: 19-9-2019 1736
التاريخ: 2024-09-22 250
التاريخ: 11-5-2022 1141

شئت أم أبيت فإن في داخلك مخزوناً هائلاً من الإمكانات والطاقات، وهي لا تقل عن طاقات كل العظماء الذين سبقوك من رجال التاريخ.

ولأجل الاستفادة من هذه الطاقات فإنك بحاجة للقيام بخطوتين:

الأولى: إكتشاف أنواع الطاقات التي بداخلك.

الثانية: إستخراجها، وبلورتها، واستعمالها في خدمة الإنسانية.

فتماماً كما هو الأمر بالنسبة إلى المعادن القابعة في أعماق الأرض، فإن الإنسان أيضاً في جوهره معادن لا تقدر بثمن، وهي مخفية حتى عن نظر صاحبها، فهي بحاجة إلى من يكتشفها ويخلصها، ويفك إسارها من عالم الباطن لتنطلق نحو العالم الوسيع، وتنفع الحياة والأحياء.

ترى، كيف يمكن الاستفادة من هذه الجواهر الثمينة من دون معرفة وجودها، ومن دون إستخراجها؟

يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) (1).

فكما أن اكتشاف الذهب هو الخطوة الأولى في طريق استخراجه، فإن اكتشاف الذات هو الخطوة الأولى أيضاً في طريق النجاح وتحقيق الآمال.

وقد تقول: كيف أتأكد من وجود الطاقات الهائلة في داخلي؟، والجواب: إن الله (سبحانه وتعالى) الذي خلقك، هو الذي جعل فيك هذا المخزون من القدرة لتسخير الكون، وجعل الشمس والقمر والأرض والنجوم في خدمتك.

الإنسان القديم نظر إلى هذه المخلوقات العجيبة بانبهار، فشعر بالصغار أمامها وقام بعبادتها، ولكن بعد تقدم الإنسانية وتطورها ووصول الإنسان للقمر، شعر حينئذ بقدرته الهائلة على فهم واستيعاب هذا الغامض من الكون وتسخيره لخدمة الحياة والعلم.

الإنسان القديم شعر بالضآلة امام الكون، لأنه لم يكن يعرف ما في داخله من القدرات والإمكانات، ولم يكن يتصور يوماً أن تطأ قدماه وجه القمر.

لقد كان إكتشاف الذات لدى بعض الناس السبب وراء كل هذا التطور الهائل الذي نراه، لأن هذا النوع من المعرفة يؤدي إلى معرفة أكبر بالمحيط والعالم الخارجي.

تعال الآن وحاول أن تتصرف وكأنك ذو قدرات هائلة، كما لو كان بمقدورك أن تصبح كاتباً ناجحاً، أو شاعراً موهوباً، أو خطيباً مفوهاً، ثم حاول أن تكتب المقالات، وتنظم قصائد الشعر وتخطب، فهذه الأمور ليست بحاجة إلى شيء إضافي غير ما هو موجود في داخلك وما هو متوفر لك في الحياة.

قد تقول: إنني لم أنظم قصيدة حتى الآن، فكيف أصدق بأني أصبحت شاعراً؟

والجواب: إنك فعلاً شاعر، ولكنك لم تنظم قصيدة، فشاعريتك محبوسة بين أضلاعك، وما عليك إلا أن تكسر الطوق الذي يقيدها لكي تنطلق وتصبح شاعراً، تماماً كما إنك بطل رياضي، غير أن عضلاتك لم تمارس دورها لتحقيق هذا الهدف.

فمن دون أن تفعل، لن تتفاعل، ولذلك فإنه من دون أن تنظم قصيدة لا تصبح شاعراً، فكل الذين نظموا قصائد شعرية أو قاموا بمشاريع ناجحة في أي مجال من مجالات الحياة، لم تكن عندهم في يوم من الأيام تلك المواهب، فهل معنى ذلك إنهم لم يكونوا يمتلكون الطاقة اللازمة لذلك؟

إن الناس سواسية في الخلق، وما حدود الذكاء والغباء بينهم إلا حدود مصطنعة، فكم من أشخاص فشلوا في الدراسة ولكنهم نجحوا في أمور أكثر عسراً وصعوبة، فالناس متساوون في القدرات والطاقات، والناجح فيهم هو من يكتشف مخزون الطاقة التي في ذاته وينميها ويستثمرها في الحياة.

لقد مر على الإنسان يوم لم يكن فيه شيئا مذكوراً، فمنحه الله (عز وجل) الحياة وأعطاه القدرة على إدارتها، فالقرآن الكريم يقول: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1].

فهل ذلك يعني إنه مازال ليس شيئاً مذكوراً؟

بالطبع: لا، وهكذا في كل ما يرتبط بك، فأنت لم تكن تملك المواهب لكنها موجودة فيك، ويمكن إستخراجها.

وعلى كل حال، صدق أو لا تصدق فإنك عظيم حقاً!

أما الطريقة الناجعة في تنمية المواهب والطاقات فهي التفاعل مع لبينة لمحيطة، بان يضع أحدنا نفس في الإطار الذي يتأقلم معه ويستفيد من القابليات المتوفرة لديه، ثم يحاول ببذل جهوده أن يوسع تلك القابليات.

ومن الأمور التي تنفع كثيراً في هذا المجال صفة التواضع، لأن المتواضع يضع نفسه في مكانها الطبيعي، وبذلك يأتيه النجاح ويكون مفاجأة سارة جداً له، لأنه أساساً لم يكن يرى ان النجاح مضمون، اما المتكبر الذي يضع نفسه في غير موضعها فإن الفشل يأتيه مباغتة وسيؤلمه كثيرا، وسيكون وقعه عليه مثل وقع اصطدام سيارة بمطبات غير متوقعة.

حقاً إن التواضع يرفع الشخصية، أو كما قال أحد الحكماء الصينيين: (إن الأنهار والبحار تستقبل مياه الجداول الصغيرة، والسبب لأن هذه الجداول نصبت لكي تبقى تابعة).

وبعبارة أخرى، فإن هذا الحكيم يطلب ممن يرغب بأن يكون عظيماً من الناس: أن يضع نفسه في منزلة أقل من مستواهم، وفي هذه الحال فإنه عندما يصبح مكانه فوقهم لا يشعرون بثقله.

ثم إنه إذا قام الإنسان بعمل صالح واحد كل يوم لأصبح مجموع أعماله الصالحات (٣٦) ألف عمل صالح خلال عشر سنوات.

ترى كم ستكون سعادة أبناء مدينة متوسطة السكان إذا قام مائة شخص بعمل صالح واحد كل يوم لمدة عشر سنوات؟

مثل هذا الأمر لو حدث، يساهم في صنع البطولات في الأمم، ويكون الأرضية الصالحة لقيام أمة صالحة.

حقاً إذا تعود الإنسان على فعل الخير وأصبح ذلك جزءاً من حياته اليومية، فهو بلا شك يصبح بطلاً من الأبطال، شأنه في ذلك شأن من يقوم بالمغامرة بحياته من أجل قضية مقدسة.

وقد تسأل: ما هو العمل الصالح؟

والجواب: إنه كل ما ينفع الناس مثل مساعدة الفقراء، أو الوساطة لحل نزاع بين شخصين، أو إسداء نصيحة للآخرين، أو تأسيس مشروع خيري، أو التبرع بالخدمة للصالح العام.

وهذه الأعمال مثل الأرض الصالحة التي تنمو فيها الأشجار المثمرة، وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حينما قال: (إعلم أن لكل عمل نباتاً، وكل نبات لا غنى به عن الماء، والمياه مختلفة، فما طاب سقيه، طاب غرسه وحلت ثمرته، وما خبث سقيه، خبث غرسه، وأمرت ثمرته) (2).

فلو قرر كل واحد منا على أن لا يترك للنهار أن يمر إلا وقد ترك عملاً نافعاً لمصلحة الناس، فإنه بذلك سيشيد تمثال بطولته بيديه.

لقد كان المسلمون الأوائل يقومون بأعمال خارقة، ويؤدون بمفردهم أعمالاً قد لا تقوم بها الحكومات في الوقت الحاضر، مثل تشييد المدارس، وبناء المساجد، وإقامة الجسور، وإنشاء القناطر، وفتح القنوات لري الأراضي، وتأسيس المستشفيات، وأمثال ذلك كان يقوم بها أفراد من المجتمع، وكانوا يصرفون أموالاً طائلة للمشاريع الخيرية، مثل مساعدة الأرامل واليتامى والغرباء.

وربما قام فرد واحد من المسلمين بإنشاء مدارس إسلامية كثيرة وأوقف لها أوقافا كثيرة جداً للصرف عليها، وأحياناً كان ريع الأوقاف تلك أكثر بكثير مما تحتاج إليها تلك المدارس، كل ذلك تطبيقاً لقول الرسول (صلى الله عليه وآله): (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو كتب علم ينتفع بها الناس، أو ولد صالح يدعو له) (3).

إن البطولة في نظرهم لم تكن في الحصول على الجوائز والميداليات والأوسمة، إنما كانت في العمل الصالح. فمن يتقي الله ويحذر الآخرة ويعمل الصالحات كان هو البطل، لا من يبني مجده على حساب الناس، كما هو متعارف عليه في الوقت الحاضر.

حقاً إن البطل هو من يقدم للناس خدمة عظيمة، ويعمل ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، تلك هي العظمة، وتلك هي البطولة.

فهل بإمكانك أن تصبح بطلاً؟

ليس بالضرورة أن يكون الجواب: كلا، وليس بالضرورة أن يكون: نعم، ذلك أن للبطولة ثمناً لابد من دفعه حتى تحصل عليها، ومن يريد البطولة بلا ثمن فلن يحصد إلا خيبة الأمل.

فيا ترى ما هو ثمن البطولة إذن؟

إن الثمن قد يكون أن تبذل كل ما تملك من مال، أو تضحي بكل ما عندك من جاه، أو تغامر بحياتك كلها في سبيل ما تؤمن به، أو على أقل التقادير أن تستقطع من راحتك وشبابك بعض الشيء لمصلحة غيرك.

فلكي تحصل على وسام البطولة لابد وأن تكون مستعداً لدفع الثمن، وأن تدفعه بالفعل إذا تطلب الأمر لأن الاستعداد وحده قد لا يكفي.

فالبطولة قد تكون لوحة ملطخة بالدم معلقة على جدارية المغامرة بالحياة، والأبطال هم أولئك الذين يضعون جماجمهم في أكفهم ويدخلون في تنور المشاكل والصعاب وهم على استعداد للتضحية بأغلى ما يملكون لتحقيق ما يصبون إليه، فبعضهم يلقى حتفه في وسط الطريق، وبعضهم الآخر يكتل الطريق إلى نهايته:

ولربما لا تتاح لك إطلاقاً فرصة إنجاز أعمال بطولية كتلك التي عرف بها الأبطال في التاريخ، إلا أن فرصة القيام بالأعمال الصالحة متاحة لك في كل حين، والسعي الدائم لإنجاز الأعمال النافعة قد يؤدي إلى المجد والعظمة، بينما السعي إلى ذلك من غير الصالح من لأعمال يؤدي إلى الهاوية.

فأبطال التاريخ كانت لهم الأسبقية في عمل الصالحات، إذ أن أعمالهم تلك تتراكم بمرور الزمن لتصنع الكتلة المطلوبة لنمو البطولة.

ولا شك أن العمل الصالح يعطي ثمره لا محالة، فمن سنة الله الجارية في الخلق هي: أن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، كما أن من يعمل مثقال ذرة شراً يره، ولابد هنا من الإشارة إلى نقطة أخرى هامة وهي أن البطولة تفرض عليك أيضاً امتلاك روح كبيرة كالبحر تستوعب في داخلها المشاكل والصراعات، من دون أن تخضع لها.

وبكلمة، إن للبطولة شروطاً إذا اجتمعت كانت البطولة، وقام البطل، وإذا لم تتوفر فلا بطولة ولا بطل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غرر الحكم، ج 2، ص126.

(2) نهج البلاغة، خ 154.

(3) تنبيه الخواطر، ص 352. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.