السكك الحديدية

يعد الرومان أول من استخدم شريطين متوازيين لسحب العربات فوقها، وكانت قوة انسحب تعتمد على جهد الإنسان العضلي ثم حيوانات النقل أما الأشرطة فتتمثل بالأحجار المرصوفة بمسارين متوازيين وبذات المسافة الفاصلة/العرض بين العجلات، وفي القرن الخامس عشر (١٤٠٠-١٤٩٩م) استبدلت الأحجار بألواح خشبية مما ساعد الحصان الواحد على سحب أكثر من أربعون ,عربة خشبية ذات عجلات، ثم بعد ذلك تم تغطية الأشرطة الخشبية بصفائح معدنية، واعتبار من عام ١٨٢٠م  تم استبدال تلك الاشرطة بقضبان حديدية فولاذية تمثل ما أطلق عليه لاحقا بالسكك الحديد (Ways Ra)، واستمر التطور في تحسين عملية النقل هذه باستبدال الحيوانات بآلات سحب جديدة تعمل بالطاقة البخاري-ة من خلال تسخين المياه في مراجل عبر حرق الفحم الحجري (الشكل 2-5 ) ، وصممت أول آلة (القطارات البخارية ) ,عام ١٧٦٩ وجري استخدامها في مقاطعة ويلز/ بريطانية لأول مرة عام ١٨٠٤ بسرعة (5كم/ ساعة) .

ان استخدام القوة البخارية ساعد على زيادة حجوم وأوزان المنقولات والمسافة المقطوعة وبسرعة أعلى، ويعد الخط الحديدي لنقل الركاب في مقاطعة نيوكاسل / بريطانيا بطول 15 كم ,عام ١٨٢٥ أول خط للسكك الحديد في العالم. ثم تم بناء خطوط عالمية أخري في كل من فرنسا عام ١٨٣٢ وبلجيكا, عام ١٨٣٩ وألمانيا, عام ١٨٤٠ و روسيا ,عام ١٨٥١، وفي ,عام ١٨٦٩ أنجز الخط الحديدي ما بين شرق وغرب الولايات المتحدة الأمريكية، أما في مصر فقد تم مد أول خط عام ١٨٥٢ كأول دولة عربية تستخدم هذه الوسيمة، وفي العام ١٨٧٠ مد أول خط لسكك في اليابان, مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ظهر النفط الخام وبدأ التحول تدريجيا نحو استخدام ماكينات الديزل أولا بدلا من الماكينات البخارية، إلا إن التقدم الذي جري بعد العام ١٩٠٣ حيث بدأ إنتاج الطاقة الكهربائية انعكس على التطور في استخدام القطار الياباني ما بين مدينتي طوكيو - اوزاكا الذي يصل معدل سرعته إلى ( ١٨٥ كم/ساعة ).

بحلول العام ٢٠١٠ دشنت الصين خطأ لدسكك الحديد يصل معدل سرعة القطارات الكهربائية عليه إلى (٣٠٠ كم/ساعة)، والقاطرات الكهربائية سواء منها المحلية أو الوطنية أو الإقليمية أدى إلى رفع معدلات سرعة القطارات، وبذلك وقف أمام منافسة السيارت، ثم ترافق ذلك مع تنوع القطارات وتطور تكنولوجيا صناعتها وازدواج مسارت السكك الحديد، اي مسار للذهاب واخر للإياب ، وسواء كانت لنقل البضائع (الشكل ٢-٦) أم لنقل المسافرين، كما نلم تطوير قطارات الضواحي والأنفاق والمترو داخل المدن، زيادة على التطور المستمر لتكنولوجيا بناء خطوط السكك ومرافقها، ولنوعية القضبان الحديدية، ومنظومات إدارة حركة النقل والسير.

من أهم مشكلات النقل بالسكك الحديد هو اختلاف مقاييسها (Gauge) (المسافة بين القضبان)، لأسباب منها تكنولوجية، وأخرى اقتصادية وطبيعية وسياسية وعسكرية، وعليه فان الاستغلال الأمثل للنقل عبر السكك يتمثل في توحيد مقاييسها ,على الأقل في الدولة الواحدة، واهم مقاييس السكك العالمية مايلي :

أ- المقياس العادي/القياسي العالمي (١٤٣٥ ملم).

ب-المقياس العريض الذي يتراوح ما بين (٢٤ه١-١٦٧٦ ملم). ج-المقاييس الضيقة والجبلية (المسننة) (٦٠٠ ملم).

د- المندي (١٠٦٠ ملم).

بناء على ما تقدم فأن هناك عوامل عديدة أدت إلى تباين أطوال ومقاييس السكك الحديدية وانعكس ذلك على كثافتها وانتشارها وبالتالي التباين في قدرتها التشغيلية وتأثيرها على اقتصاديات السكان ونشاطهم.