عائلة حلم الغبار المنزلي Family Pyroglyphidae

وتضم أنواع عدة حرة المعيشة بالرغم من وجود بعض الأدلة على أن أنواعا منها تهاجم جلد اللبائن وريش الطيور. إذ وجدت بعض أنواع الجنس Dermatophagoides متجولة على أو حافرة في جلد الطيور أو الثدييات بضمنها الإنسان. وقد توجد إصابات دائمة (سبع سنوات أو أكثر) على فروة الرأس. تكون أنواع أخرى أكثر شيوعا في وجبات السمك والأغذية الحيوانية وفي أعشاش الطيور وأماكن راحة الحيوانات وبين أغطية فرش الأسرة والسجاد وفي عموم أتربة المنزل ولهذا أخذت العائلة اسم حلم الغبار المنزلي. وهو حلم صغير، طوله 0.3ملم ومن النادر جدا رؤيته رغم أن أعراض الحساسية التي يسببها هذا الحلم وبرازه قد تكون شائعة جدا.

شكل يبين عائلة حلم الغبار المنزلي Pyroglyphidae. أ: منظر ظهري لحلم الغبار المنزلي (.Euroglyphus longior (Trou، ب: منظر ظهري لأنثى حلم الغبار المنزلي (.Dermatophagoides pteronyssins (T، ج: منظر لمؤخر بطن حلم الغبار المنزلي (.Euroglyphus longior (Trou (عن Krantz ، 1978)

دورة الحياة Life Cycle

إن المعلومات المتوفرة عن حياتية هذا الحلم قليلة نسبيا باستثناء أنه يتغذى على القشور الجلدية وقشرة الرأس ومواد عضوية أخرى وان له خمسة أطوار حياة. بيضة - يرقة - حورية أولى - حورية ثانية - بالغة. وأن دورة الحياة تستغرق حوالي 20-30 يوما.

الحساسية وحلم الغبار المنزلي Allergy and House Dust Mites

الغبار المنزلي هو تلك الطبقة الرقيقة التي تغطي أرضية المنزل، الرفوف ومجموع أثاث المنزل وإن حجم جزيئات هذا الغبار تتراوح بين 0.001-1ملم. إن المعرفة السابقة لدور الغبار المنزلي في إحداث الكثير من أمراض الحساسية للعين والأنف والجلد دفع الكثير من المختصين في مجال دراسة البيئة إلى دراسة مكونات هذا الغبار لمعرفة العناصر المكونة له وكانت النتائج مدهشة حيث تبين للكثير من الباحثين أن هذا الغبار في الحقيقة ما هو إلا نظام بيئي متكامل قائم بحد ذاته بل هو عالم غريب وجديد أثار ويثير الكثير من التساؤلات حيث لوحظ أنه يحتوي على حراشيف من الجلد، ألياف نباتية وحيوانية، طحالب، ريش، بقايا غذاء ومكونات أخرى عديدة تعتبر جميعها غذاء جيد للعديد من الكائنات الحية الدقيقة خاصة الفطريات، بكتريا، حشرات، الحلم وحيوانات أولية وديدان ثعبانية وان أنواع حلم الغبار المنزلي التي شخص وجودها في الغبار المنزلي هما النوع الأمريكي Dermatophagoides farinae Hughes والنوع الأوربي  Dermatophagoides pteromyssiuts (Trouessart) فيما وجد أيضا أن هناك علاقة بين نوعي الحلم وبين فطريات Xerophilic إذ لوحظ أن وجود هذه الفطريات يؤدي إلى زيادة أعداد حلم الغبار المنزلي كما أن لهذه الفطريات دورة إيجابية في إنتاج المواد المثيرة للحساسية. هذه النتائج دفعت الباحثين إلى دراسة العلاقة بين الكائنات المتواجدة في الغبار المنزلي وأمراض الحساسية، حيث تم أخذ عينات من الغبار المنزلي من منازل عدد من المرضى للتأكد من وجود علاقة بين الحساسية وحلم الغبار المنزلي وقد أكدت الدراسة وجود علاقة إيجابية بين المصابين بالحساسية وزيادة أعداد الحلم في غبار المنازل التي يشغلونها وكان النوعان الأمريكي والأوربي من أهم أنواع الحلم المتواجدة في بيوت أولئك المرضى. أما بالنسبة لكيفية حدوث الحساسية فتبين أن أنواع الحلم تنتج مواد تثير أو تسبب الحساسية، حيث تم اختبار تأثير هذه المواد على أشخاص يشكون من حساسية الجلد وكانت استجابتهم واضحة لهذه المواد التي تم الحصول عليها من مستخلص لحلم الغبار المنزلي. حيث أن هذه المواد تنتج من تفاعل يسمى تفاعل Millard والذي قد يسمى أيضا بالتفاعل غير الإنزيمي هذه المواد تسمى Premelanoidins ذات القابلية على إثارة الحساسية لدى أشخاص معينين فضلا عن ذلك فان لها تأثيرات جانبية أخرى حيث وجد أن تركيزا منخفضا من هذه المادة في الغذاء أدى إلى زيادة نمو الفطر Aspergillus niger بينما التراكيز العالية أوقفت نمو هذا الفطر، كما وجد أن لهذه المادة دورا أساسيا في تحديد أو تنظيم أعداد الكائنات الحية الموجودة في الغبار المنزلي.