أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2017
4943
التاريخ: 21-3-2016
2162
التاريخ: 21-3-2016
3869
التاريخ: 21-3-2016
22208
|
يعد التمر (Bullying) ظاهرة اجتماعية قديمة موجودة في جميع المجتمعات منذ زمن بعيد سواء كان المجتمع صناعيا أم ناميا، كما يعد من المفاهيم الحديثة نسبيا، وربما يرجع لحداثة الاعتراف به نوعا من أنواع العنف، الدراسات التي تتناول هذا الموضوع قليلة جدا ويصعب الرجوع إلى مقياس محدد، لتحديد السلوكيات التي تعد تتمرا أم سلوكا عابرا (1) ، ولقد بدأ الاهتمام بدراسة التنمر في سبعينات القرن الماضي وأصبح موضعا يحظا باهتمام العديد في مختلف البلدان، فكان (Dan Oweus) الباحث الترويجي من أوائل الباحثين في تعريف التنمر ولاسيما الذي يحدث في المدارس، إذ عرفه بأنه مجموعة من الأفعال السلبية المتعمدة من قبل تلميذ أو أكثر من أجل إلحاق الأذى بتلميذ آخر وبصورة متكررة وطوال الوقت، وهذه الأفعال السلبية تكون أما بالكلمات ومثالها (التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم)، أوقد تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل، كما قد يكون التمر بدون اعتماد الكلمات أو الاحتكاك الجسدي كالتعبيس بالوجه أو الإشارات غير اللائقة بقصد عزل التلميذ من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته. ووفقا Dan Oweus فلا يوجد تنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة (علاقة قوة غير متماثلة)؛ أي في حالة وجود صعوبة الدفاع عن النفس، أما في حالة نشوء خلاف بين طالبين متساويين تقريبا في القوة الجسدية والطاقة النفسية، فإن ذلك لا يسمى تنمرا، ويدخل في نطاقها حالات الإثارة والمزاح بين الأصدقاء، غير أن المزاح الثقيل المتكرر، مع سوء النية واستمراره بالرغم من ظهور علامات الضيق والاعتراض لدى الطالب الذي يتعرض له فأنه يدخل ضمن دائرة التنمر(2). كما يعرف التنمر بأنه سلوك يتضمن قدرا من العدوان الجسدي مثل الدفع والصفع والخنق ورمي الأشياء والضرب والطعن وشد الشعر والخدش (3). في حين عرف (Barto) التمر وفقا لثلاثة معايير: الأول: أنه عام ومتعمد وقد يكون ماديا أو لفظيا أو جسديا أو الكترونيا، المعيار الثاني: التنمر يكشف عن ضحايا لعدوان متكرر عبر فترة ممتدة من الزمن، أما المعيار الثالث: التمر يحدث اختلالا بالغا في العلاقات الشخصية (4)
في حين يرى علماء النفس أن سلوك التنمر قد يتحول إلى سلوك منحرف والذي يسمى وفقا لمنظورهم با السلوك المضاد للمجتمع" وعندها تصطدم شخصية المتنمر بالقوانين الجزائية أو الأعراف العامة أو عدم التوافق مع الآخرين وهو ما يوصف بالشخصية السيكوباتية التي تمارس أفعالا مضادة للمجتمع ومنها السلوك التنمري(5). التمري. لقد استفاد المتنمرون من التقدم التكنولوجي في ارتكاب أفعالهم مستعينين بالتقنيات الحديثة منها مواقع مواقع التواصل الاجتماعي، أجهزة الهاتف والحواسيب الحديثة والاستفادة من خدمة الإنترنيت لذا سعى العلماء لتحديد ماهية التمر الإلكتروني وتحديد أبعاده وآثاره، فمنهم من عرفه بأنه فعل عدواني متعمد من قبل فرد أو
مجموعة أفراد باستخدام أساليب التواصل الإلكتروني، بطريقة متكررة طيلة الوقت ضد أحد الضحايا الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه بسهولة. في حين يعرفه آخرون، بأنه الاستخدام المتعمد لأدوات التواصل الإلكتروني بهدف إلحاق الضرر المتعمد المتكرر الذي يستهدف فرد معين أو أفراد، أو أنه التسبب في الأذى المتعمد للأخرين باستخدام الإنترنيت أو التكنولوجيا(6)، أو أنه أية مضايقة مقصودة تحدث من طرف الأخر باستخدام وسائل الاتصالات عن بعد، أو أنه استخدام وسائل الاتصالات الإلكترونية في إيقاع أني مقصود بطرف آخر دون الاتصال الجسدي المباشر به (7) . كما عرفه المجلس الوطني لمنع الجريمة ( National Crime PreventionCouncil)، إذ شبه التمر عبر الإنترنت بالأنواع الأخرى من التنمر، باستثناء أنه يتم عبر الإنترنت عن طريق الرسائل النصية المرسلة إلى الهواتف المحمولة كما يمكن أن يكون Cyberbullies المتنمرون) زملاء الدراسة والمعارف عبر الإنترنت أو مستخدمين مجهولين، لكن في أغلب الأحيان يعرفون ضحاياهم (8) .
وأخيرا أن التنمر التقليدي المباشر يرتبط بمفهوم التنمر الالكتروني إلا أنهما يختلفان من حيث الوسيلة، فالتنمر التقليدي مرتبط بالآثار الجسدية والنفسية للضحية ويكون وجها لوجه في المدرسة، مقر العمل، الجلسات العائلية وغيرها كما يعتمد على أمكانيات المتنمر الجسدية والنفسية، وسهولة معرفة هوية المتنمر، كما وينتهي التنمر بانتهاء فعله ولاتبقى غير الذكري وتكرار فعل التمر منحصر في المواجهة بين طرفي التنمر، بينما التنمر الإلكتروني له آثارا على الجانب النفسي والانفعالي للضحية ويرتبط بقوة التكنولوجيا التي تسمح له التخفي وعدم معرفة هوية فاعله، وينتشر بسرعة وعلى مدى أوسع من التمر التقليدي وصعوبة تحديد وقت الانتهاء التنمر الإلكتروني، كون مادة التمر موجودة على الإنترنيت ومتاحة لكثيرين وأن تتمر لمرة واحدة يحقق قصد الإيذاء بسبب وسع الفضاء الافتراضي قياسا بالفضاء الواقعي(9).
ويرى الباحث، أن جريمة التنمر الإلكتروني، جريمة عمدية لا يتصور فيها الخطأ تنجم عن إيذاء متعمد ومتكرر يتم باستخدام الوسائل الإلكترونية من أجل النيل بالضحية على مستوى نفسي وجنسي وجسدي بالقول أو الإشارة أو العلامة من أجل الحط من قدر الضحية وأضعاف شأنه في وسطه الاجتماعي.
____________
1- د. سليمة سايحي، التنمر المدرسي، مفهومة، أسبابه، طرق علاجه ، مجلة التغيير الاجتماعي، جامعة بسكره الجزائر، العدد السادس، دون سنة نشر مذكورة، ص 77. Dan Owes، انشا برنامجا تحت عنوان (Thio Olwous Bullying Prevention Program) برنامج منع التمر وقد تم اعتماده في الولايات المتحدة الأمريكية والذي كان موجه لطلبة المدارس والصفوف والافراد والمجتمع بصورة عامة. وهدف البرنامج (OBPP)، الحد من سلوكيات التمر، ومنع وتطوير السلوكيات التنمر، وتحسين مناخ المدرسة، وذكرت المدارس المطبقة للبرنامج انخفاض في معدلات التنمر، غير أن تطبيق هذا البرنامج عموما في الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن له تأثير على سلوكيات التنمر ويرجع ذلك إلى انعدام الإدارة الداعمة للبرنامج باستثناء إباء الطلاب ضمن البرنامج وضعف التقنيات المساعدة للبرنامج، بينما اشارت بعض الدراسات من أمكانية نجاح البرنامج عن طريق زيادة الاستجابة الفعالة من قبل المعلمين لسلوكيات التنمر والحد من سلوكيات التنمر بين طلبة المدارس الابتدائية مقابل الطلاب الأكبر سنا. ينظر في ذلك
Olweus Bullying Prevention Program in High Schools: A Review of Literature, Center for Schools and Communities, Research Brief No. 5 August 2011,p2. See
le:///C:/Users/x7-522/Downloads/CSC-Restreli- Brief-5-Aug-201L pdf أخر مشاهدة 2020/1/22 .
2- د. سليمة سايحي، مصدر سابق، ص 88 2
3- أ.م. د. حسن أحمد سهيل القرهغولي أ. م. د .جبار واديب اهض العكيلي أسباب سلوك التنمر المدرسي لدى طلاب الصف الأول المتوسط من وجهة نظر المدرسين والمدرسات واسالي بتعديله"، مجلة كلية التربية للبنات، مجلد 29 (3) 2018، ص2482.
4- د سليمة سايحي، مصدر سابق، ص 88 .
5- د. أمل عبدالمنعم محمد عم حبيب"، فاعلية برنامج قائم على الاثراء النفسي في تحسين الكفاءة الاجتماعية وخفض سلوك التمر المدرسي لدى المتنمرين ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية ، دراسة أجريت في كلية التربية / جامعة بنها، بدون سنة نشر، ص 1.
6- د. عمرو محمد محمد درويش، د. أحمد حسن محمد الليثي، فاعلية بيئة تعلم معرفي سلوكي قائمة على المفضلات الاجتماعية في تنمية استراتيجيات مواجهة التنمر الالكتروني لطلاب المرحلة الثانوية"، مجلة العلوم التربوية، العدد الرابع ج1، أكتوبر، 2017، ص 205. على الموقع الالكتروني
http://search.shamaa.org/PDF/Articles/EGJes/JesVol25N04P1Y2017/jes_2017-v25-n4-pl_197264.pdf
7- هشام عبد الفتاح المكانين، نجاتي أحمد يونس، غالب محمد الحياري، التمر الالكتروني لدى عينة من الطلبة المضطربين سلوكيا وانفعاليا في مدينة الزرقاء ، مجلة الدراسات التربوية والنفسية، جامعة السلطان قابوس، مجلد12 عدد1 ،2018ص، 181. وجدير بالذكر هناك ارتباط بين التمر الالكتروني ومجموعة من السلوكيات المضطربة والانفعالية التي يعاني منها المتنمر حتى يمارس تنصره ولاسيما في المدرسة منها اضطراب انفعالي وتدني في التحصيل وعدم الرضا عن المدرسة وضعف العلاقات الاجتماعية والاسرية لذا تظهر هذه الفئة سلوك منحرف أو شاذ ويتطور إلى السلوك الجرمي. ينظر في ذلك
Cook, Clayton R., et al. “Cyberbullying: What it is and what we can do about it.” NASP Communique 36.1 (2007) : 4-5.
8- وهناك مجموعة طرق طرحها .NCPC منها
1-ارسال رسائل البريد الإلكتروني أو الفورية والنصية.
2-التهديد واستبعاد شخص ما من قائمة الأصدقاء للمراسلة الفورية أو حظر بريدهم الإلكتروني دون سبب.
3-خداع شخص ما من أجل الكشف عن معلومات شخصية أو محرجة عنه وإرسالها من قبل المستمر إلى الآخرين.
4-اقتحام حساب البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية لشخص ما وارسال رسائل وحشية وقاسية أو غير صحيحة من قبل المتمر منتحلا شخصية صاحب الحساب.
5- إنشاء مواقع ويب من أجل التسلية والضحك على الآخرين الذي يكون زميل أو معلم له.
6- استخدام مواقع الويب من أجل القيام بتقييم أقرانهم (زملاء معلمين-اقارب وغيرهم) على أنه أجمل وأقبح وغيرها. ينظر في ذلك على موقع
NCPC.https://www.ncpc.org/resources/cyberbullying/what-is-cyberbullying آخر مشاهدة 2019/12/26 .
9- كتيب صادر من هيئة تنظيم الاتصالات في مملكة البحرين، كجزء من اصدارات برنامج كن حرا" التابع لجمعية البحرين النسائية للتنمية الانسانية .متاح على الرابط http://www.arabccd.org/files/
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|