أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2020
4415
التاريخ: 28-12-2022
1206
التاريخ: 16-6-2021
2527
التاريخ: 27/12/2022
1440
|
اشتملت الفصول السابقة على استخدامات الصحافة المطبوعة في تقديم التسلية للقراء . وقد كانت الكثير من الكتب التي طبعت في المراحل الأولى لفن الطباعة حتى عام 1500م مطبوعة في طبعات شعبية رخيصة . وبالرغم من أن الكتب تمثل تاريخيا خزانة لحضارتنا ، إلا أنها أمدتنا أيضا بالتسلية ابتداء من مستوى الاستمتاع بالذوق الرفع حتى مستوى تخويل الاتجاه بشكل مؤقت . وفي كل عام تظهر العديد من الروايات التي تهدف إلى تحقيق هدف وحيد هو أن تقدم للقارئ مخرجا للهروب من الراقع والتسلية . أما مع تطوير الكتاب الرخيص الثمن ذي الغلاف العادي في القرن التاسع عشر ، وانتعاشه الشديد في الوقت الحالي نقد ساعد المؤلفين في مجال " الهروب من الواقع " لأن بعض هذه الكتب تكشف عن إجادة المؤلفين لهذه الصناعة مثل مؤلفي الروايات الخيالية وغير الخيالية ذات الغرض الاجتماعي . وهناك القلد من الأعمال البناءة التي تتساوى مع الروايات الجيدة التأليف في اعتبارها مصدرا للرأي ، والمعلومات ، والهدف الاجتماعي ، وقد حجبت جزئيا خلف عباءة التسلية . وقد تحول الكثير من منتجي الأفلام نحو الروايات كمصدر لمادة الأفلام ، وأظهرت آلاف المجلات التي أنشئت كمغامرات في مجال النشر منذ العقد الأول من القرن الثامن عشر وتدرجت من الدوريات الأدبية حتى المؤلفات الرخيصة التي ينحصر اهتمامها في دائرة والجريمة ، نفس التدرج في الجودة والتركيز على وظيفة التسلية .
وفي مجال الجرائد ، كانت الأخبار التي نطلق طيها صفة " الاهتمام الإنساني " مطلوبة دائما ، وقبل إنشاء الجرائد كانت صفحات الأخبار غير المنظمة والسريعة التي انتجها أصحاب المطابع تعالج الأحداث المثيرة : جرائم العنف ، و " العجائب " والإشاعات وكلها ترتكز على الافتقار إلى المعرفة العلمية بالظواهر الطبيعية ، والحروب والمعارك ، وأعمال المشاهير . وفي وقت مبكر استخدمت الرسومات الخام المطبوعة من حفر على الخشب لاجتذاب وتسلية الجماهير من خلال الصور المرسومة . وعلى مدى تاريخ الجرائد - كما ورد في الفصل الذي يدور حول وظيفة الخبر والذي ذكرناه من قبل - نجد أن المحررين والمراسلين قد استخدموا الصفحات الإخبارية نفسها بسبب ما تمثله من قيمة نافعة للتسلية ، سواء من خلال اخيار مادة القصة الخبرية ، أو من خلال استخدام مهارات الكتابة .
إن الجريدة اليوم وكما كانت بالأمس لها ميزانية مخصصة للتسلية بخلاف الأخبار : مسلسلات القصص الفكاهية المصورة ، والألغاز ، والصفحات المضحكة ، ولوحات الصور الهزلية ، والقصص القصيرة ، ونصائح العشاق ، ومراد تعليم الحرف في أقسام الأسرة والمرأة ، والمواد السياحية ، وأبواب المودة والطبخ ، وغير ذلك من المواد التي لا تتدرج تحت تعريف الأخبار . ومن أهم مشاكل المحرر الحديث المحافظة على التوازن بين هذه النوعية من المواد . وتبين دراسات العينات النموذجية من الجرائد اليومية تخصيص نسبة تتراوح ما بين 55% إلى 64% من المساحة غير المخصصة للإعلانات لنشر " أهم الأنباء " بمعنى القصص الخبرية المحلية وغير المحلية ، والصور المصاحبة للمواد التي تنشر في حينها . وباقي المساحة مخصص للصفحة الافتتاحية ، وصفحة الرأي ، ومواد المعلومات ، ومواد التسلية . ولا يمكن إنكار أن القراء ينتظرون أن تقدم لهم جريدتهم مواد التسلية بنسبة معينة ، ولكنهم يستطيعون أيضا التحول الى وسائل الاتصال الأخرى بحثا عن التسلية وبالذات التليفزيون في السنوات الأخيرة . وتبين دراسات اتجاهات التوزيع في الستينات من القرن العشرين بوضوح أن هذه الجرائد التي تنشر في المدن الكبرى والتي ضحت بدورها في تقديم الخبر والرأي لتسلية قرائها ، أو بالغت في تقديم مواد التسلية قد حققت أكبر الخسائر في مجال التوزيع . لقد انخفضت أعداد النسخ الموزعة من جريدة ديلي نيوز التي تصدر في نيويورك ومجموعة من الجرائد التي يمتلكها هيرست بالمقارنة إلى مئات الآلاف من النسخ التي تم توزيعها خلال عقد زمني واحد .
قدمت الجريدة على مدى الكثير من تاريخها المادة الأدبية إلى الجمهور الجائع للقراءة . وقد اعتمدت جريدتا تاتلر ، وسبيكتيتور اللتان أصدرهما جوزيف أديسون وريتشارد ستيل " المقالات " من أجل قراء أوائل القرن الثامن عشر وذلك لتحقيق شعبيتها الضخمة في لندن . وقد رتب جيمس فرانكلين في بوسطن ، وبنجامين فرانكلين في فيلادليفيا إعادة طبع أعمال المؤلفين الإنجليز ، وتنظيم كتاباتهم الخاصة على نفس هذا الطراز الأدبي . وقد نشرت رواية دانييل ديفو المسماة ( روبنسون كروزو ) مسلسلة في العديد من الجرائد الأسبوعية بالمستعمرات . وكان من الصعب ظهور المجلات والكتب في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر خاصة في مناطق الحدود . ولكن ظل ما يزيد على ثلث مضمون الجريدة أدبيا في طبيعته : قصص قصيرة بأقلام جيمس فنيمور كوبر ، ورديارد كوبلنج ، وروبرت لويس ستيفنسون ، وبريت هارت ، ومارك توين ، وأيضا مقالات وأشعار بأقلام إيمرسون ، وهاوثورن ، وهويتيه ، وهويتمان ، وأعداد كبيرة من مواد أخرى أقل شهرة . وقد بدأت الاتحادات التي تولى نشر المقال الواحد في عدة جرائد وهي التي تمد الجرائد بالمواد غير الإخبارية عملها بتقديم المواد الأدبية . وقد نال س . س . ماكلور ، وإدوارد و . بوك شهرتهما كاثنين من الكتاب المتعاملين مع هذه الاتحادات في التسعينيات من القرن التاسع عشر ، وبدأ القراء في كافة انحاء البلاد يتعرفون على أعمال الصحفيين الذين تحولوا إلى كتاب للأعمدة والصفحات المضحكة : أوبى ريد ، وجويل تشاندلر هاريس ، وفينلى بيتر دون ( اشتهر باسم مستر دولي Mr. Dooley) ، وجورج آدى ، ويوجين فيلد ، وإدجار أ. جيست ، وحلت المجلة محل الجريدة تدريجيا كوسيلة لتقديم الأعمال الأدبية ، ولكن القائمين بهذا الدور التقليدي ما زالوا موجودين في الصفحات اليومية والأسبوعية . وعدلت هذه الاتحادات اتجاهها نحو الصفحات الضاحكة ، والصور الهزلية ، ومسلسلات القصص الفكاهية المصورة ، وصفحات القيل والقال ( النميمة ) من بروداى وهوليود ، والصفحات السياسية ، بالإضافة إلى خليط من المواد التي تطلب اهتماما خاصا وتتراوح ما بين سابقات الكلمات المتقاطعة إلى ركن الطبخ . وكان اتحاد الجرائد الغربية Western Newspaper Union بين الاتحادات الرائدة على مدى السنوات ( خاصة بالنسبة للجرائد الأسبوعية ) وكذلك اتحاد هيرست ، واتحاد سكريبس - هوارد ، واتحاد بيل ماكنوت ، واتحاد تريبيون في شيكاغو ، وديلى نيوز في نيويورك .
وقد ظهرت الجرائد الفكاهية في البداية كأحد أجزاء مجموعة جرائد الأحد
في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وهي نفس المجموعة التي تضمنت ملاحق المجلات مثل ملحق مجلة هيرست وتسمى أمريكان ويكلى وغيرها من أقسام التسلية . وقد أنشأ جوزيف بوليتزر ووليم راندولف هيرست طبعة الأحد لتضم مجموعتهما الكاملة أثناء حرب التوزيع التي جرت بينهما في مدينة نيويورك التي أبرزت معركتهما حول امتلاك مجلة الصور الهزلية المسماة " الولد الأصفر Yellow Kid " التي كان يمتلكها ريتشارد ف . أوتكولت ، وكانت بداية نجاح هيرست ممثلة في هذه النوعية من المجلات مثل " كاتزنجامر كيدز " و " هابى هوليجان " و " برينجنج أب فاذر " . وكانت مجلة " مات آند جيف " أول ماسلة يومية ، و " تونر فيل فولكس " قد جرى توزيعهما على المستوى القوس بمعرفة وكالة ييل . وبعد الحرب العالمية الأولى مباشرة أصدر روبرت ر . ماكورميك من جريدة ترييون التي تصدر في شيكاغو ، وجوزيف مبدل باترسون من جريدة ديل نيوز التي تصدر في نيويورك مجلات " آندي جامب " ، و " جازولين آلي " ، و " هارولدتين " و " وبنى وينكل " و " مون مولانز " ، و " ليتل أورفان آني " وثأر هيرست لنفسه بإصدار مجلة " توتس آند كاسبر " و " تيمبل ثياتر " لمواجهة مجلتي ويل وبوبي وهما مجلة " تيلي ذو تويلر " و " بوب ماكنات " وأنجح مسلسلات أمريكا الفكاهية المصورة وهي مجلة " بلوندي ".
وغيرت المجلة الفكاهية طابعها في الأربعينيات من القرن العشرين بدخول سلاسل جديدة لا تحصى تدور حول المخبرين السريين ، ورجال العصابات ، ورعاة البقر ، والمغامرين ، والسوبر مان . واتخذت مجلة " ديك تريسي " التي أصدرها ماكورميك باترمون اتجاها مميزا ، كما بدأت مجلة " تيرى آند ذي بيارتس " اتجاها آخر . ولكن استمر ظهور الجرائد ذات الخصائص المعتادة مثل " هنري " و " سكيبي " و " ليتل أيودين " ومجلة " كاسبر ميلكتوست التي اصدرها . ت . وبستر . وظهرت بعدها مجلة " دنيس ذي ميناس " ، ومجلة الأطفال " بيناتس " وهي تمثل ردة إلى طراز مجلات العقد الأخير من القرن التاسع عشر . أما مجلة " الأبتر Li'l Abner التي صدرت عن وكالة يونايتد فيتشرز ، ومجلة " بوجو " التي صدرت عن بوست - هولز ، فقد كانت لهما رسالة اجتماعية بالإضافة إلى المرح ، وأصبحت السلاسل الفكاهية التي تراوح عدد قرائها ما بين 40 ، 50 مليون قارئ جزءا من الحياة الأمريكية ( وأحيانا ، الحياة في الكثير من بلدان ما وراء البحار ) ، وقد ظلت جميعها فيما عدا القليل من الجرائد اليومية ( وبالذات جريدة تايمز التي تصدر في نيويورك ) أحد معالم التوزيع بالنسبة للجرائد الصورة . وعندما تزوج الأبنر من ديزي ماى في سنة ١٩٥٢ أصبح هذا الحدث موضوعا إخباريا جرى التنويه عنه في جرائد عديدة .
أما الاتحادات التي تنشر المقال الواحد في أكثر من جريدة في وقت واحد ، فقد اوجدت عددا مشهورا من كتاب القصص الهزلية على نسق محرري الصفحة الافتتاحية من أمثال لووين كيربى ، وإدموند دافي ، ونلسون هاردنج، ودانييل ر. فيتز باتريك ، وهربرت ل . بلوك . وبيل مولدين ، هؤلاء الذين يمتد تأثيرهم إلى أبعد من مواطن جرائدهم . أما كتاب الأعمدة السياسية من أمثال والتر ليبمان ، ودرو ييرسون ، وجوزيف السوب ، ودوريس فليسون ، وماركيز تشايلدرز وغيرهم - فإنهم كذلك يدينون بشهرتهم إلى هذه الاتحادات . وكذلك أصحاب الأعمدة التي في مجال التسلية مثل والتر وينشيل ودوروثى كيلجالن ، ولويلا بارسونز ، وهيدا هوبر ، وكتاب نصائح العشاق ، ومحررو " مشاكل القراء " دوروثى ديكس ، وآن لاندرز ، وأبيجايل فان بورين . ومن الحقائق الثابتة أن أعمالا مثل " بلوندى " و " ديرآبي " قد حققت بعضا من أعلى النسب في بحوث قياس القراءة ، وأن مدير تنفيذ الجريدة الحديثة لابد له من دراسة عروض هذه الاتحادات بعناية وهو يراقب الانسياب الرئيسي للأنباء .
وبالرغم من ضرورة تقديم التسلية فإن محرر الجريدة يستحق الانتقاد عندما يقدم الكثير من مسلسلات القصص الفكاهية المصورة ، وصفحات القيل والقال ( النميمة ) والمواد غير الإخبارية على حساب التغطية الكافية للأنباء ، ويختصر الأنباء ذات الأهمية الاجتماعية والسياسية . وكذلك عندما يلجأ إلى تضخيم عناوين الجرائم ، ، وغير ذلك من الأحداث المثيرة بهدف تحريك العواطف وزيادة مبيعات الجريدة بدلا من تسليط الأضواء على المشاكل المضادة للعرف الاجتماعي . أما هؤلاء المهتمون بالاثار العكسية للمبالغة في التركيز على موضوعات العنف فإنهم يثيرون إلى المجلات والكتب الرخيصة بوصفها المذنب الذي يجتذب الأنظار .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|