أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-08
976
التاريخ: 21-05-2015
4305
التاريخ: 2023-04-08
3047
التاريخ: 21-05-2015
4358
|
على الرغم من كلّ ما قيل حول إمكانية الوصول إلى المناصب الإلهية الكبيرة في حداثة السن كانت مشكلة حداثة سن الإمام الجواد لا تزال غير محلولة ليس لكثير من عوام الشيعة، بل أصبحت مثاراً للجدل لدى علماء الشيعة أيضاً، وبهذا السبب واجه الشيعة لا سيّما العامة منهم أزمة عقائدية حادة فريدة من نوعها بعد استشهاد الإمام الرضا وبداية إمامة ابنه الصغير الإمام الجواد الذي أصبحت حداثة سنّه معضلة كبيرة وكتب ابن رستم الطبري من علماء القرن الرابع الهجري: ولما بلغ سنّه الإمام الجواد ست سنوات وبضعة شهور قتل المأمون أباه، فحار الشيعة، ووقع الخلاف بين الناس، واستصغروا سن أبي جعفر واحتارت الشيعة في البلاد ولذلك اجتمعت الشيعة وأجروا لقاءات مع الإمام الجواد وطرحوا عليه أسئلة لاختباره والتأكد من أنّه يتمتع بعلم الإمامة، فكانوا يطمأنّون ويهدأ بالهم عندما يتلقّون الإجابات الحاسمة والمقنعة وكتب المؤرّخون حول ذلك : فلمّا مضى الرضا (عليه السلام) في سنة اثنتين ومائتين كانت سن أبي جعفر نحو سبع سنين، واختلفت الكلمة من الناس ببغداد وفي الأمصار، واجتمع الريان بن الصلت و صفوان بن يحيى ومحمد بن حكيم وعبد الرحمان بن الحجاج ويونس بن عبد الرحمان وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمان بن الحجاج في بركة زلزل يبكون ويتوجعون من المصيبة فقال لهم يونس بن عبد الرحمان: دعوا البكاء، من لهذا الأمر؟ وإلى مَن يقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي يعني أبا جعفر فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه ولم يزل يلطمه ويقول: أنت تظهر الإيمان لنا وتبطن الشك والشرك، إن كان أمره من اللّه تعالى فلو انّه ابن يوم واحد كان بمنزلة ابن مائة سنة، وإن لم يكن من عند اللّه فلو عمره ألف سنة فهو كواحد من الناس هذا ما ينبغي أن يفكّر فيه فأقبلت العصابة على يونس تعذله وقرب موسم الحجّ واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً وقصدوا الحجّ والمدينة ليشاهدوا أبا جعفر، فلمّا وافوا أتوا دار أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، فدخلوها واجلسوا على بساط كبير أحمر، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى عمّ الإمام الجواد فجلس في صدر المجلس، وقام مناد فنادى هذا ابن رسول اللّه فمن أراد السؤال فليسأله، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب .
فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم واضطرب الفقهاء للقيام والانصراف، وقالوا: لو كان أبو جعفر يكمل لجواب المسائل لما كان من عبداللّه ما كان ومن الجواب بغير الواجب أي الخطأ .
ففتح عليهم باب من صدر المجلس، ودخل موفق وقال: هذا أبو جعفر فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه، فدخل (عليه السلام) وجلس وأمسك الناس كلّهم ،فقام صاحب المسألة فسأله عن مسائله، فأجاب عنها بالحقّ، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه، وقالوا له: إنّ عمّك عبد اللّه أفتى بكيت وكيت.
فقال: يا عمّ انّه عظيم عند اللّه أن نقف غداً بين يديه فيقول لك لِمَ تفتي عبادي بما لم تعلم وفي الأُمة من هو أعلم منك .
وقال إسحاق بن إسماعيل الذي كان يرافق تلك الجماعة في هذه السنة: فأعددت له للإمام الجواد في رقعة عشر مسائل وكان لي حمل فقلت إن أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو اللّه أن يجعله، ذكراً فلما سأله الناس قمت والرقعة معي لأسأله، فلما نظر إلي قال: يا إسحاق سمه أحمد فولد لي ذكر فسمّيته أحمد .
تسبب هذا اللقاء والحوار واللقاءات المماثلة الأُخرى مع الإمام الجواد (عليه السلام) في اطمئنان الشيعة واعتقادهم وإيمانهم التام بإمامته، وانقشعت سحب الغموض والشك من سماء فكرهم وطلعت شمس الحقيقة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|