الأزهار والأزهار المبكر في الكرفس

يتعرض الكرفس - كغيره من الخضر الورقية والجذرية - لظاهرة الازهار المبكر Premature seedding، أو الحنبطة المبكرة Early Bolting قبل حصاد المحصول التجاري؛ ويؤدي ذلك إلى فقدان القيمة الاقتصادية للمحصول. ولا يختلف الإزهار المبكر - فسيولوجيا - عن الإزهار المرغوب في حقول إنتاج البذور؛ فكلاهما يحدث بعد أن تتهيأ النباتات للإزهار ؛ نتيجة لتعرضها لدرجة الحرارة المنخفضة ، وهو ما يعرف بعملية الارتباع ؛ فإذا تعرضت النباتات للحرارة المنخفضة في طور مبكر من النمو .. كان إزهارها مبكرا قبل أن تصل إلى الحجم المناسب للتسويق؛ وإذا كان تعرضها للحرارة المنخفضة في مراحل النمو المتأخرة .. كان إزهارها طبيعيا بعد اكتمال نموها الخضري.

وقد وجد أن تعريض نباتات الكرفس الصغيرة لدرجة حرارة منخفضة (تراوحت من

4 °م – 10 °م لمدة 10-30 يوما) أدى إلى اتجاهها نحو الازهار المبكر طالما تعرضت لظروف مناسبة للنمو بعد معاملة البرودة. وبالمقارنة.. فإن النباتات التي تعرضت لدرجة حرارة تراوحت من 16 م - 21 م إلى أن نقلت إلى الحقل الدائم ( في درجة الحرارة نفسها) لم تتجه نحو الإزهار. كما أزهرت نسبة من النباتات التي تعرضت بعد 6-8 أسابيع من الزراعة لحرارة تراوحت من 10 م - 16 م، ثم شتلت بعد ذلك في حرارة 16 م - 21 م.

كذلك وجد أن تعريض النباتات الصغيرة لدرجة حرارة تراوحت من 21 م - 27° م بعد تعرضها للحرارة المنخفضة مباشرة أدى إلى إلغاء أثر الحرارة المنخفضة، واستمرارها في النمو الخضري بعد الشتل؛ وهي الظاهرة التي تعرف باسم إزالة أثر الارتباع Dvernalization. هذا .. ولا تتهيأ نباتات الكرفس للإزهار إذا تعرضت لدرجة حرارة التجمد، بل على العكس من ذلك.. فإن هذه المعاملة تؤدي إلى تأخير الأزهار.

ويمكن الحد من ظاهرة الإزهار المبكر في حقول الكرفس بمراعاة ما يلي:

1- اختيار الموعد المناسب للزراعة بحيث لا تتعرض النباتات، لدرجة حرارة شديدة الانخفاض في المراحل المبكرة من نموها.

2- عدم محاولة أقلمة الشتلات بتعريضها لدرجة حرارة منخفضة.

3- زراعة الأصناف الأقل ميلا نحو الإزهار المبكر.