تدني خصوبة التربة:

إن من أسباب إنهاك التربة وضعف قدرتها الانتاجية هو اسلوب الزراعة الكثيفة والمستمرة ودون استعمال نظام دورة زراعية سليمة يمكن أن تعوض النقص الذي يحدث في عناصر التربة اللازمة لنمو النبات وخاصة اذا كانت المحاصيل المزروعة محاصيل احادية تستنزف العناصر الغذائية نفسها، يقابلها قلة استعمال الأسمدة الكيمياوية التي من الممكن أن تعوض جزءاً من تلك العناصر المفقودة من التربة . وحتى هذه العملية اصبحت لها أضرارها على الأراضي الزراعية لأنها تعد عاملاً ملوثاً للمياه الجوفية.

واما مخلفاتها وخاصة سماد اليوريا فأنها تعمل ومع مرور الوقت إلى تكوين طبقة صلبة من التربة تمنع امتداد جذور النبات داخل التربة, لذا فإن الزراعة في هذه التربة ليست ذات جدوى اقتصادية لكون تكاليف الانتاج أعلى من الناتج الإجمالي، لذلك تترك الأرض لصيبها التصحر.

وقد قدرت المساحات التي تعرضت إلى تدني خصوبتها بنحو (864) مليون دونم من الأراضي الزراعية المطرية أو ما يقارب (47%) من مساحتها الكلية في الأراضي الجافة ، وفي الأراضي الزراعية المروية تعرضت (172) مليون دونم من مساحتها إلى تدني كبير في قدرتها الإنتاجية أي ما يعادل (30%) من مساحتها الكلية في الأراضي الجافة على مستوى العالم(1).

علماً أن هذه الأراضي تتمتع عادة بإمكانيات زراعية وكثافة سكانية عالية بحكم موقعها ضمن مناطق جافة مما جعلها عامل جذب لتركز السكان وهذا سبب تعرض تربتها إلى الإنهاك في قدرتها الإنتاجية.

__________

(1) الأمم المتحدة، " حالة التصحر وتنفيذ خطة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر برنامج الأمم المتحدة للبيئة "، مصدر سابق، ص 2.