المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مراجعة البنك المعلوماتي الباطني
30-12-2020
منزلة علي من رسول الله (صلى الله عليه واله)
30-01-2015
من أخاف مؤمناً
2023-03-28
أول عصيان في الاسلام
28-11-2019
{فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا}
2024-06-11
التفسير الموضوعي ضرورة
13-10-2014


شبهات القائلين بالتحريف  
  
7885   05:05 مساءاً   التاريخ: 23-04-2015
المؤلف : الشيخ محمد فاضل اللنكراني
الكتاب أو المصدر : مدخل التفسير
الجزء والصفحة : ص264 -278.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /

شبهة : إنّ كيفيّة جمع القرآن وتأليفه مستلزمة عادةً لوقوع التغيير والتحريف فيه، وقد أشار إلى ذلك العلّامة المجلسي قدس سره في محكيّ «مرآة العقول»، حيث قال : والعقل يحكم بأنّه إذا كان القرآن متفرّقاً منتشراً عند الناس، وتصدّى غير المعصوم لجمعه يمتنع عادةً أن يكون جمعه كاملًا موافقاً للواقع‏ (1) .

وهذه الشبهة تتوقّف : أوّلًا : على عدم كون القرآن مجموعاً مرتّباً في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله، وإنّما كان منتشراً متشتّتاً عند الأصحاب في الألواح والصدور، مع احتمال أنّه لم يكن بعضه عند أحد منهم، كما اشير إليه في بعض الأخبار.

نعم، جمعت عند النبيّ صلى الله عليه و آله نسخة متفرّقة في الصحف والحرير والقراطيس، ورثها عليّ عليه السلام، ولمّا جمعها بعده بأمره ووصيّته، وألّفه كما أنزل اللَّه تعالى، ثمّ عرضها عليهم، فأعرضوا عنه وعمّا جاء به لدواعٍ كانت ملازمة لدعوى الخلافة وطلب الرئاسة.

وثانياً : على امتناع كون الجمع الصادر من غير المعصوم كاملًا موافقاً للواقع من دون تغيير.

فهنا دعويان : الاولى : عدم كون القرآن مجموعاً في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله وزمانه، والدليل على إثباتها الروايات الكثيرة الواردة في هذا الباب، الّتي سيجي‏ء (2) .نقلها والجواب عنها.

الثانية : امتناع كون الجمع والتأليف الواقع موافقاً للواقع، وقد ذكر في إثباتها .

أنّ الذين باشروا هذا الأمر الجسيم، وضادّوا النبأ العظيم هم أصحاب السقيفة :

أبوبكر وعمر، وعثمان، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية، واستعانوا بزيد بن ثابت.

ومن الواضح أنّ مضامين القرآن، ومطالبه، ومعانيه، وكيفيّة ترتيب آياته وكلماته وسوره، لا تشبه كتاب مصنّف، وتأليف مؤلّف، وديوان شاعر، ممّا يسهل جمعه وترتيبه لمن بلغ أدنى مرتبة من مراتب العلم، وأخذ حظّاً قليلًا منه، ويعلم نقصانه وتحريفه بأدنى ملاحظة، ولا يمكن معرفة ترتيب القرآن وتماميّة جمعه من نفسه؛ إذ هو موقوف على معرفة مراد اللَّه تعالى، وحكمة وضع ترتيب السور والآيات بالترتيب المخزون، وكيفيّة ارتباط الآيات بعضها ببعض. (3) .

ذا من العلوم التي قصرت أيدي المذكورين عن تناول أدنى مراتبه، بل هم بمعزل عن تصوّر موضوعه، وعن تصديق المتوقّف على تصديق أصله المفقود فيهم، بل كانوا قاصرين عن معرفة نفس الآيات، وأنّها ممّا جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله أو ممّا دسّها المدلّسون، واختلقها الكذّابون، فاحتاجوا إلى إقامة الشهود، فضلًا عن معرفة ارتباط بعضها بالبعض الموقوف.

وكان أعرف هؤلاء بالقرآن : زيد بن ثابت، الذي قال عمر في حقّه : إنّ زيداً أفرضنا» (4) . مع أنّه روى الشيخ رحمه الله في «التهذيب»، عن أبي ‏بصير، عن أبي ‏جعفر عليه السلام : «وأشهد على زيد بن ثابت، لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة» (5) .

وأمّا كتابته الوحي فكان يكتبه هو أو أُبيّ إذا لم يكن أمير المؤمنين عليه السلام أو عثمان حاضراً على‏ ما ذكره أرباب السّير، وقد طعن عليه ابيّ بن كعب، وعبداللَّه بن مسعود (6) .

روى السيّد المرتضى في «الشافي» عن شريك، عن الأعمش قال : قال ابن مسعود : لقد أخذت من فيّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سبعين سورة، وأنّ زيد بن ثابت لغلام يهوديّ في الكتّاب له ذؤابة (7) .

وأمّا الخلفاء، فمقامهم في العلم غير خفيّ، حتّى أنّ الأوّل كان جاهلًا بمعنى الكلالة (8) (9) ..

وقال السيوطي في «الإتقان» : ولا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلّا آثاراً قليلة جدّاً، لا تكاد تجاوز العشرة (10) .

وأمّا عمر، فذكر الشيخ زين الدين البياضي في «الصراط المستقيم» أنّه اجتهد في حفظ سورة البقرة بسبع سنين، وقيل : اثنتي عشرة، ونحر جزوراً وليمة عند فراغه‏ (11) .

وفيه : ورووا أنّه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء (12) . وقد صحّ أنّه أنكر موت‏ النبيّ صلى الله عليه و آله لجهله بالكتاب حتّى قرئ عليه : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [الزمر : 30]

وقد جمع الأصحاب أشياء كثيرة ممّا يتعلّق بهذا الباب.

وأمّا عثمان، فهو وإن كان من كتّاب الوحي، إلّا انّه لم يكتب منه إلّا قليلًا، فعن مناقب ابن شهرآشوب في ذكر كتّابه صلى الله عليه و آله : كان عليّ عليه السلام يكتب أكثر الوحي، ويكتب أيضاً غير الوحي، وكان ابيّ بن كعب وزيد بن ثابت يكتبان الوحي، وكان زيد وعبداللَّه بن الأرقم يكتبان إلى الملوك، وعلاء بن عقبة وعبداللَّه بن الأرقم يكتبان القبالات، والزبير بن العوام وجهم‏ (13) بن الصلت يكتبان الصدقات، وحذيفة يكتب صدقات التمر، وقد كتب له عثمان وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، والمغيرة بن شعبة، والحصين بن نمير، والعلاء بن الحضرمي، وشرحبيل بن حسنة الطانحي، وحنظلة بن ربيع الأسدي، وعبداللَّه بن سعد بن أبي سرح؛ وهو الخائن في الكتابة، فلعنه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقد ارتدّ (14) .

وروى عكرمة، ومجاهد، والسّدِّي، والفرّاء، والزجاج، والجبائي، وأبو جعفر الباقر عليه السلام : أنّ عثمان كان يكتب الوحي ويغيّر فيكتب موضع «غفور رحيم» «سميع عليم» وموضع «سميع عليم» «عزيز حكيم» ونحو ذلك، فأنزل اللَّه - تعالى - فيه :

{وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ } [الأنعام : 93]

قال السيِّد في الطرائف : «ومن طرائف ما ذكروه عن عثمان من سوء إقدامه على القول في ربّهم و رسولهم ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى :

{إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ} [يونس : 76] : روي عن عثمان أنّه قال : إنّ في المصحف لحناً واستسقمه ‏ (15) . العرب بألسنتهم، فقيل له : ألا تغيّره؟ فقال : دعوه؛ فإنّه لا يُحلّل حراماً ولا يحرّم حلالًا.

وذكر نحو هذا الحديث ابن قتيبة في «كتاب المشكل» في تفسير قوله : { إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ }.

قال رحمه الله : وليت شعري هذا اللحن في المصحف ممّن هو؟ إن كان عثمان يذكر أ نّه من اللَّه فهو كفر جديد لا يخفى على قريب ولا بعيد، وإن كان من غير اللَّه، فكيف نزل كتاب ربّه مبدّلًا مغيّراً، لقد ارتكب بذلك بهتاناً عظيماً ومنكراً جسيماً (16) .

وأمّا معاوية، فعدّه جماعة من مخالفينا من كتّاب الوحي، مع أنّ الجمهور يروون أ نّه أسلم بعد فتح مكّة، وقبل وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله بستّة أشهر تخميناً (17) .

قال في الطرائف : فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتّابة الوحي بمعاوية مع قرب عهده بالكفر، وقصوره في الإسلام حيث دخل فيه‏ (18) .

وقال ابن أبي الحديد : وكان أحد كتّاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، واختُلف في كتابته له كيف كانت، فالّذي عليه المحقّقون من أهل السيرة أنّ الوحي كان يكتبه عليّ عليه السلام وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم، وأنّ حنظلة بن الربيع التيمي ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى الملوك وإلى رؤوساء القبائل، ويكتبان حوائجه بين يديه، ويكتبان ما يجبى من أموال الصدقات ما يقسّم له في أربابها (19) .

والجواب عن هذه الشبهة : مضافاً إلى إمكان الدعوى الثانية، منع الدعوى الاولى جدّاً.

وعليه : فلا تصل النوبة إلى الثانية أصلًا.

ولتوضيح ذلك : لابدّ لنا من إيراد الروايات التي يظهر منها أنّ جمع القرآن لم‏ يحقّق إلّا بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله والجواب عنها.

فنقول : قد اوردت هذه الروايات في «كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال»؛ وهي كثيرة :

 1 - «من مسند الصدِّيق» عن زيد بن ثابت قال : أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عنده عمر بن الخطّاب، فقال : إنّ هذا أتاني فأخبرني أنّ القتل قد استحرَّ (20) بقرّاء القرآن في هذا الموطن؛ يعني يوم اليمامة (21) ، وإنّي أخاف أن يستحِرَّ القتل بقرّاء القرآن في سائر المواطن؛ فيذهب القرآن، وقد رأيت أن نجمعه، فقلت له - يعني لعمر - : كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قال لي عمر : هو واللَّه خير، فلم يزل بي عمر حتّى شرح اللَّه صدري للذي شرح له صدره، ورأيت فيه مثل الذي رأى عمر.

قال زيد وعمر عنده جالس لا يتكلّم.

فقال أبو بكر : إنّك شابّ عاقل لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول ‏اللَّه صلى الله عليه و آله فاجمعه، قال زيد : فو اللَّه لئن كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقلَ عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن، فقلت : كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قال : هو واللَّه خير، فلم ‏يزل أبوبكر يراجعني حتّى شرح‏ اللَّه صدري ‏للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت فيه الذي رأيا، فتتبّعت القرآن أجمعه من الرقاع‏ (22) واللّخاف‏ (23) والأكتاف‏ (24) والعُسب (25) . وصدور الرجال، حتّى وجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره‏ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} [التوبة : 128] حتّى خاتمة براءة، فكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حياتَه حتّى توفّاه اللَّه، ثمّ عند عمر حياتَه حتّى توفّاه اللَّه، ثمّ عند حفصة بنت عمر (26) .

2 - عن صعصعة قال : أوّل من جمع القرآن وورّث الكلالة أبو بكر (27) .

3 - عن عليّ عليه السلام قال : أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، إنّ أبا بكر أوّل من جمع بين اللّوحين.

وفي لفظ : أوّل من جمع كتاب اللَّه‏ (28) .

4 - عن هشام بن عروة قال : لمّا استحرَّ القتل بالقرّاء فَرِقَ - أي جزع - أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطّاب ولزيد بن ثابت : اقُعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شي‏ء من كتاب اللَّه فاكتباه‏ (29) .

5 - عن ابن شهاب، عن سالم بن عبداللَّه وخارجة : أ نّ أبا بكر الصدِّيق كان جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك، فأبى حتّى استعان عليه بعمر، ففعل، فكانت الكتب عند أبي بكر حتّى توفّي، ثمّ عند عمر حتّى توفي، ثمّ كانت عند حفصة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله، فأرسل إليها عثمان، فأبت أن تدفعها حتّى عاهدها ليرُدَّنّها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان هذه المصاحف، ثمّ ردّها إليها فلم تزل عندها (30) .

قال الزهري : أخبرني سالم بن عبداللَّه أ نّ مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب فيها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إيّاها، فلمّا توفّيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبداللَّه بن عمر؛ ليرسل إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبداللَّه بن عمر، فأمر بها مروان فشقّقت، وقال مروان :

إنّما فعلت هذا لأنّ ما فيها قد كتب وحفظ بالصحف (المصحف خ ل) ، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذا المصحف مرتاب، أو يقول : إنّه قد كان فيها شي‏ء لم يكتب‏ (31) .

6 - عن هشام بن عروة، عن أبيه قال : لمّا قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصدِّيق عمر بن الخطّاب، وزيد بن ثابت، فقال : اجلسا على باب المسجد، فلا يأتينّكما أحد بشي‏ء من القرآن تُنكرانه، يشهد عليه رجلان إلّا أثبتماه، وذلك لأنّه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد جمعوا القرآن.

7 - «مسند عمر» عن محمّد بن سيرين، قال : قتل عمر ولم يجمع القرآن‏ (32) .

8 - عن الحسن : أنّ عمر بن الخطّاب سأل عن آية من كتاب اللَّه؟ فقيل : كانت‏ مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال : إنّا للَّه، وأمر بالقرآن فجمع، وكان أوّل من جمعه في المصحف‏ (33) .

9 - عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال : أراد عمر بن الخطّاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال : من كان تَلقّى من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله شيئاً من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسب، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتّى يشهد شاهدان، فقتل وهو يجمع ذلك.

فقام عثمان فقال : من كان عنده من كتاب اللَّه شي‏ء فليأتنا به، وكان لا يقبل من ذلك شيئاً حتّى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت، فقال : إنّي قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما، قالوا : ما هما؟ قال : تلقّيتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة : 128] ، إلى آخر السورة، فقال عثمان : وأنا أشهد أ نّهما من عند اللَّه، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال : اختم بهما آخر ما نزل من القرآن، فختم بهما براءة (34) .

10 - عن عبداللَّه بن فضالة، قال : لمّا أراد عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفراً من أصحابه، فقال : إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضَر؛ فإنّ القرآن نزل على رجل من مضر (35) .

11 - عن جابر بن سمرة، قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : لا يملينَّ في‏ مصاحفنا هذه إلّا غلمان قريش، أو غلمان ثقيف‏ (36) .

12 - عن سليمان بن أرقم، عن الحسن وابن سيرين وابن شهاب الزهري - وكان الزهري أشبعهم حديثاً - قالوا : لمّا أسرع القتل في قرّاء القرآن يوم اليمامة، قتل منهم يومئذٍ أربعمائة رجل، لقى زيد بن ثابت عمر بن الخطّاب فقال له :

إنّ هذا القرآن هو الجامع لديننا، فإن ذهب القرآن ذهب ديننا، وقد عزمت أن أجمع القرآن في كتاب، فقال له : انتظر حتّى أسأل أبا بكر، فمضيا إلى أبي بكر، فأخبراه بذلك.

فقال : لا تعجلا حتّى أُشاور المسلمين، ثمّ قام خطيباً في الناس فأخبرهم بذلك فقالوا : أصبتَ، فجمعوا القرآن، وأمر أبو بكر منادياً فنادى في الناس : من كان عنده شي‏ء من القرآن فليجى‏ء به، فقالت حفصة : إذا انتهيتم إلى هذه الآية فأخبروني : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة : 238] فلمّا بلغوها قالت : اكتبوا «والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر».

فقال لها عمر : ألك بهذا بيّنة؟ قالت :

لا، قال : فو اللَّه لا يدخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بيّنة.

وقال عبداللَّه بن مسعود : اكتبوا : {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر : 1، 2] وإنّه فيه إلى آخر الدهر، فقال عمر : نحّوا عنّا هذه الأعرابيّة (37) .

13 - عن خزيمة بن ثابت قال : جئت بهذه الآية : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } [التوبة : 128] إلى عمر بن الخطّاب وإلى زيد بن ثابت، فقال زيد : من يشهد معك؟

قلت : لا واللَّه ما أدري، فقال عمر : أنا أشهد معه على ذلك.

14 - عن يحيى بن جعدة، قال : كان عمر لا يقبل آية من كتاب اللَّه حتّى يشهد عليها شاهدان، فجاء رجل من الأنصار بآيتين، فقال عمر : لا أسألك عليها شاهداً غيرك‏ { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } إلى آخر السّورة.

15 - عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابه قال : لمّا جمع عمر بن الخطّاب المصحف سأل عُمَر مَن أعربُ الناس؟ قيل : سعيد بن العاص، فقال : من أكتبُ الناس؟ فقيل : زيد بن ثابت، قال : فليُملِ سعيد وليكتب زيد، فكتبوا مصاحف أربعة، فأنفذ مصحفاً منها إلى الكوفة، ومصحفاً إلى البصرة، ومصحفاً إلى الشام، ومصحفاً إلى الحجاز.

16 - إسماعيل بن عيّاش، عن عمر بن محمّد بن زيد، عن أبيه، أنّ الأنصار جاؤوا إلى عمر بن الخطّاب، فقالوا : يا أمير المؤمنين نجمع القرآن في مصحف واحد؟ فقال : إنّكم أقوام في ألسنتكم لحن، وأنا أكره أن تحدثوا في القرآن لحناً، وابيّ عليهم.

17 - عن الزهري، عن أنس بن مالك، أنّ حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان، وكان يُغازي أهل الشام في فتح (فرج خ ل) أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الامّة قبل أن يختلفوا في الكتاب، كما اختلفت اليهود والنصارى.

فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إليّ بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبداللَّه بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف.

وقال للرهط القرشيّين الثلاثة : ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنّما نزل بلسانهم، حتّى‏ إذا نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان إلى كلّ أُفق بمصحف من تلك المصاحف التي نَسخوا، وأمر بسوى‏ ذلك في صحيفة أو مصحف أن يحرق‏ (38) .

قال الزهري : وحدّثني خارجة بن زيد أنّ زيد بن ثابت قال : فقدتُ آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقرأها : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب : 23] فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت، أو ابن خزيمة، فألحقتها في سورتها (39) .

قال الزهري : فاختلفوا يومئذ في «التابوت» و «التابوه»، فقال النفر القرشيّون : التابوت، وقال زيد بن ثابت : التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال :

اكتبوه «التابوت»؛ فإنّه بلسان قريش نزل‏ (40) .

18 - عن أيّوب، عن أبي قلابة قال : لمّا كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلِّم قراءة الرجل، والمعلِّم يعلِّم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقّون (يلتقون خ ل) فيختلفون حتّى ارتفع ذلك إلى المعلّمين، قال أيّوب : لا أعلمه إلّا قال : حتّى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيباً فقال : أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى‏ عنّي من الأمصار أشدُّ اختلافاً وأشدّ لحناً، فاجتمعوا يا أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله فاكتبوا للناس إماماً (41) .

قال أبو قلابة : فحدّثني أنس بن مالك - قال أبو بكر بن أبي داود : هذا أنس‏ ابن مالك جدّ مالك بن أنس - قال : كنت فيمن املي عليهم، فربما اختلفوا في الآية، فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولعلّه أن يكون غائباً، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتّى يجي‏ء أو يُرسِل إليه، فلمّا فرغ من المصحف كتب إلى أهل الأمصار : إنّي قد صنعت كذا، وصنعت كذا، ومحوتُ ما عندي، فامحوا ما عندكم‏ (42) .

19 - عن ابن شهاب قال : بلغنا أ نّه كان أُنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الذين كانوا قد وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب، فلمّا جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم؛ وذلك فيما بلغنا حملهم على أن تتبّعوا القرآن، فجمعوه في الصحف في خلافة أبي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن، فيذهبوا بما معهم من القرآن، فلا يوجد عند أحد بعدهم، فوفّق اللَّه عثمان، فنسخ ذلك المصحف في المصاحف، فبعث بها إلى الأمصار، وبثّها في المسلمين‏ (43) .

20 - عن مصعب بن سعد قال : سمع عثمان قراءة أُبيّ، وعبداللَّه، ومعاذ، فخطب الناس ثمّ قال : إنّما قبض نبيّكم صلى الله عليه و آله منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن، عزمتُ على من عنده شي‏ء من القرآن سمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لما أتاني به، فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب، فمن أتاه بشي‏ء قال : أنت سمعتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ ثمّ قال : أيّ الناس أفصحُ؟ قالوا : سعيد بن العاص، ثمّ قال : أيّ الناس أكتب؟ قالوا : زيد بن ثابت، قال : فليكتب زيد وليمل سعيد.

فكتب مصاحف فقسّمها في الأمصار، فما رأيت أحداً عاب ذلك عليه‏ (44) .

21 - عن أبي المليح، قال : قال عثمان بن عفّان حين أراد أن يكتب المصحف :

يملي هذيل، ويكتب ثقيف‏ (45) .

22 - عن عبد الأعلى بن عبداللَّه بن عامر القرشي، قال : لمّا فرغ من المصحف أتى‏ به عثمان، فنظر فيه فقال : قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئاً من لحن ستُقِيمُه العرب بألسنتها (46) .

23 - عن عكرمة قال : لمّا أُتيَ عثمان بالمصحف رأى فيه شيئاً من لحن، فقال :

لو كان المُملي من هُذيل، والكاتب من ثقيف، لم يوجد فيه هذا (47) .

24 - عن عطاء : أنّ عثمان بن عفّان لمّا نسخ القرآن في المصاحف أرسل إلى أُبيّ ‏بن كعب، فكان يُملي على زيد بن ثابت وزيدٌ يكتب ومعه سعيد بن العاص يُعربه، فهذا المصحف على قراءة أُبيّ وزيد.

25 - عن مجاهد : أنّ عثمان أمر أُبيّ بن كعب يملي، ويكتب زيد بن ثابت، ويُعربه سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث.

26 - عن زيد بن ثابت : لمّا كتبنا المصاحف فقدت آية كنت أسمعها من رسول‏ اللَّه صلى الله عليه و آله، فوجدتها عند خزيمة بن ثابت : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 23] قال : وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين، أجاز رسول ‏اللَّه صلى الله عليه و آله شهادته بشهادة رجلين (48) (49) .

وهنا بعض الروايات الاخر، مثل : ما في المحكي عن الإتقان، قال : أخرج ابن أشتة في المصاحف، عن الليث بن سعد، قال : أوّل من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيد، وكان الناس يأتون زيد ابن ثابت، فكان لا يكتب آية إلّا بشاهدي عدل، وأنّ آخر سورة براءة لم توجد إلّا مع خزيمة بن ثابت، فقال : اكتبوها؛ فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جعل شهادته بشهادة رجلين، فكتب، وإنّ عمر أُتِىَ بآية الرجم فلم يكتبها؛ لأنّه كان وحده‏ (50) .

وأصرح من الجميع ما حكاه في الإتقان عن «فوائد الديرعاقولي» (51) قال : حدّثنا إبراهيم بن بشّار، حدّثنا سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن عبيد، عن زيد ابن ثابت، قال : قبض النبيّ صلى الله عليه و آله ولم يكن القرآن جمع في شي‏ء (52) .

هذه هي أهمّ الروايات الواردة في باب جمع القرآن، والظاهرة في أنّه لم يتحقّق في زمن النبيّ صلى الله عليه و آله المتوافقة على هذه الجهة.

__________________________

1. مرآة العقول : 3/ 31، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا الأئمّة عليهم السلام.

وانظر فصل الخطاب : 73 - 82، الباب الأوّل، الدليل الثاني.

2. في ص 269 - 300.

3. فاضل موحدى لنكرانى، محمد، مدخل التفسير (طبع جديد) ، 1جلد، مركز فقه الائمه الاطهار (ع) - قم، چاپ : چهارم، 1428ه.ق.

4. الاستغاثة : 83.

5. الكافي 7 : 407 ح 2، تهذيب الأحكام : 6/ 218 ح 512، وعنهما وسائل الشيعة 27 : 23، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي ب 4 ح 8.

وفي بحار الأنوار 104 : 367 ح 6 عن تفسير العيّاشي 1 : 325 ح 132.

6. فصل الخطاب : 74، الباب الأوّل، الدليل الأوّل.

7. الشافي في الإمامة 4 : 284، تلخيص الشافي : 4/ 106، تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة 4 : 1008، وفي سنن الترمذي 5 : 285 ذح 3113 وجامع الاصول 2 : 506، وبحار الأنوار 92 : 77 هكذا :« وأنّه لفي صلب رجل كافر» يريد : زيد بن ثابت.

8. سورة النساء 4 : 12.

9. المصنّف لعبد الرزّاق 10 : 304 ح 19191، المصنّف في الأحاديث والآثار 7 : 402 ب 113 ح 2، سنن الدارمي 2 : 249 ب 26 ح 2968، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( تفسير الطبري) 4 : 356 ح 8747 و 8748، السنن الكبرى للبيهقي 9 : 268 ح 12518 وص 271 ح 12528، تفسير الخازن، المسمّى« لباب التأويل في معاني التنزيل» 1 : 351، تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1 : 460، بحار الأنوار 30 : 506 - 507، الغدير 7 : 140 - 142.

10. الإتقان : 4/ 233، النوع الثمانون.

11. الصراط المستقيم : 3/ 18.

12. الصراط المستقيم : 3/ 38.

13. في اسد الغابة في معرفة الصحابة ج 1/ 423، الرقم 828 : جهيم بن الصلت.

14. مناقب آل أبي طالب عليهم السلام 1 : 162، وعنه بحار الأنوار 22 : 248 قطعة من ح 1.

15. الكشف والبيان، المعروف بتفسير الثعلبي 6 : 250، وفيه :« وستقيمه» بدل : واستسقمه، و« يُحلّ» بدل : يحلّل.

16. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : 490 - 491.

17. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : 502.

18. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : 502.

19. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 338، بحار الأنوار : 33/ 201، قطعة من ح 489.

20. استمر : اشتدّ وكثر.

21. يوم اليمامة، لم يلقَ العرب حرباً مثلها قطّ، وهي معركة وقعت سنة 11 هـ بين المسلمين، والمشركين جند مسيلمة الكذاب، وقد استلحم من المسلمين حملةُ القرآن حتى فنوا إلّا قليلًا، وقيل : قتل منهم سبعمائة.

واليمامة : مدينة متّصلة بأرض عمّان من جهة المغرب مع الشمال، كان اسمها جوّاً، وسمّيت اليمامة بامرأة؛ وهي الزرقاء، زرقاء اليمامة، المشهورة في الجاهليّة بجودة النظر وصحّة إدراك البصر.

الروض المعطار في خبر الأقطار معجم جغرافيّ : 619 - 621.

22. الرّقاع : جمع رقعة، وقد تكون من جلد أو رَق أو كاغذ.

23. اللِّخاف : بكسر اللّام وبخاء معجمة خفيفة، آخره فاء، واحدتها لخفة بفتح اللام وسكون الخاء؛ وهي الحجارة الرقاق، أو حجارة بيض رقاق وعلى قول : صفائح الحجارة.

24. الأكتاف : جمع كتف، وهو عظم عريض في أصل كتف الحيوان، فإذا جفّ استعملوه للكتابة.

25. العُسب : جمع عسيب وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه، ويكتبون في الطرف العريض منه.

26. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 52 - 56 ح 24 - 28، و في فضائل القرآن لأبي عبيد : 281 و 283، وصحيح البخاري 5 : 250 ح 4679 وج 6 : 120 ح 4786 وج 8 : 151 ح 7191، وسنن الترمذي 5 : 283 ح 3112، والسنن الكبرى للنسائي 5 : 7 - 8 ح 7995، والسنن الكبرى للبيهقي 2 : 333 ح 2424، وشرح السنّة للبغوي 4 : 511 ح 1230، وجامع ‏الاصول 2 : 501 ح 974، والإتقان في علوم القرآن : 1/ 203، النوع الثاني عشر باختلاف.

27. المصنّف في الأحاديث والآثار 8 : 340 ح 134، المنتظم في تاريخ الامم والملوك 5 : 215 - 216.

28. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 48 - 50 ح 14 - 20، الإتقان في علوم القرآن 1 : 204.

29. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 51 ح 23، فتح الباري 10 : 5849 شرح حديث 4986، الإتقان في علوم القرآن 1 : 205.

30. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 57 ح 30.

31. مسند الشاميّين 4 : 235 ح 3168.

32. الطبقات الكبرى 3 : 294.

33. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 60 ح 32، الإتقان في علوم القرآن 1 : 204 - 205.

34. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 62 ح 33 وص 113 ح 96، وروى في الإتقان في علوم القرآن 1 : 205 صدره.

35. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 63 ح 34.

36. فضائل القرآن لأبي عبيد : 340 - 341، تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة 3 : 1014، المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 63 ح 35 وص 65 ح 37.

وفي تاريخ بغداد 2 : 538 رقم الترجمة 527، وج 8 : 493 - 494 رقم الترجمة 3971، وكنز العمّال 2 : 56، الرقم 3106 باختلاف.

37. الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 1 : 688 - 689.

38. إلى هنا رواه ابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة 3 : 991 - 992 والنسائي في السنن الكبرى 5 : 6 ح 7988 و البغوي في شرح السنّة 4 : 519 ح 1232 باختلاف.

39. إلى هنا رواه أبو عبيد في فضائل القرآن : 282 والبخاري في صحيحه 6 : 120 - 121 ح 4987 و 4988.

40. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 88 - 90 ح 67 - 69، سنن الترمذي 5 : 284 ح 3113، جامع الاصول 2 : 503 - 506 ح 975.

41. إماماً : مصحفاً قدوةً لمصاحف الأمصار والبلاد.

42. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 95 - 96 ح 74 و 75.

43. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 100 ح 81، وتقدّم صدره في ص 210.

44. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 101 ح 83.

45. المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 105 - 106 ح 91.

46. تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة 3 : 1013 ، المصاحف لابن أبي ‏داود السجستاني : 120 ح 102.

47. فضائل القرآن لأبي عبيد : 340 - 341، المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 127 ح 108.

48. المصنّف لعبد الرزّاق 8 : 367 ح 15568 وج 11 : 235 ح 20416، صحيح البخاري 6 : 26 ب 3 ح 4784، المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 109 ح 92، شرح السنّة 4 : 515 ح 1231.

49. كنز العمّال : 2/ 571 - 588 جمع القرآن ح 4751 - 4762، 4764، 4766 - 4768، 4775، 4776، 4778، 4780، 4783، 4784، 4787، 4789، 4790، 4793.

50. الإتقان في علوم القرآن : 1/ 206، النوع الثاني عشر.

51. الدير عاقولي : منسوب إلى منطقة دير العاقول القريبة من بغداد.

52. الإتقان في علوم القرآن 1/ 202، النوع الثامن عشر.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .