أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2014
3344
التاريخ: 7-11-2014
2408
التاريخ: 23-04-2015
2867
التاريخ: 6-11-2014
2732
|
من الحقائق التي لا يشكّ فيها مسلم، بل كلّ من له أدنى مساس بعالم الأديان من الباحثين والمطّلعين ؛ أنّ الكتاب العزيز هو المعجزة الوحيدة الخالدة، والأثر الفرد الباقي بعد النبوّة، ولابدّ من أن يكون كذلك؛ فإنّه بعد اتّصاف الدين الإسلامي بالخلود والبقاء ، وتلبّس الشريعة المحمّدية بلباس الخاتميّة والدوام، لا محيص من أن يكون بحسب البقاء - إثباتاً - له برهان ودليل؛ فإنّ النبوّة والسفارة كما تحتاج في أصل ثبوتها ابتداءً إلى الإعجاز، والإتيان بما يخرق العادة وناموس الطبيعة، كذلك يفتقر في بقائها إلى ذلك، خصوصاً إذا كانت دائميّة باقية ببقاء الدهر.
ومن المعلوم أنّ ما يصلح لهذا الشأن ليس إلّا الكتاب، ويدلّ هو بنفسه على ذلك في ضمن آيات كثيرة : منها : قوله - تعالى - : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء : 88]
فإنّ التحدّي في هذه الآية عامّ شامل لكلّ من الإنس والجنّ، أعمّ من الموجودين في عصر النبيّ صلى الله عليه و آله، بل الظاهر الشمول للسابقين عليه أيضاً، وعموم التحدّي دليل على خلود الإعجاز كما هو ظاهر.
ومنها : قوله - تعالى - : {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [إبراهيم : 1]
فإنّ إخراج الناس الظاهر في العموم من الظلمات إلى النور بسبب الكتاب النازل، كما تدلّ عليه لام الغاية، لا يكاد يمكن بدون خلود الإعجاز؛ فإنّ تصدّي الكتاب للهداية بالإضافة إلى العصور المتأخّرة إنّما هو فرع كونه معجزة خالدة؛ ضرورة أنّه بدونه لا يكاد يصلح لهذه الغاية أصلًا.
ومنها : قوله - تعالى - : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1] فإنّ صلاحيّة الفرقان للإنذار كما هو ظاهر الآية بالنسبة إلى العالمين، الظاهرة في الأوّلين والآخرين، لا تتحقّق بدون الاتّصاف بخلود الإعجاز، كما هو واضح.
ودعوى انصراف لفظ «العالمين» إلى خصوص الموجودين، كما في قوله - تعالى - في وصف مريم : {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران : 42] ,ضرورة عدم كونها مصطفاة على جميع نساء الأوّلين والآخرين، الشاملة لمن كان هذا الوصف مختصّاً بها، وهي فاطمة الزهراء سلام اللَّه عليها.
مدفوعة : بكون المراد بالعالمين في تلك الآية أيضاً هو الأوّلين والآخرين ، غاية الأمر أنّ المراد بالاصطفاء فيها - كما تدلّ عليه الرواية المعتبرة (1) هو الولادة من غير بعل ، ومن الواضح اختصاص هذه المزيّة بمريم، وانحصارها بها، وعدم مشاركة أحد من النساء لمريم فيها.
وبالجملة : لا ينبغي الارتياب في كون المراد من العالمين في آية الفرقان ليس خصوص الموجودين في ذلك العصر.
ومنها : غير ذلك من الآيات الكثيرة التي يستفاد منها ذلك، ولا حاجة إلى التعرّض لها بعد وضوح الأمر وظهور المطلوب.
________________________
1. تفسير القمي : 1/ 102، التبيان في تفسير القرآن : 2/ 456 - 457 ، وفي بحار الأنوار : 14/ 12 قطعة من ح 8 عن تفسير القمّي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|