أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2020
1034
التاريخ: 16-9-2020
619
التاريخ: 17-9-2020
711
التاريخ: 17-9-2020
685
|
السؤال : الملاحظ أنّكم تبذلون جهوداً جبّارة في إثبات أنّ مذهب الشيعة هو المذهب الحقّ ، لكن لديّ بعض الملاحظات : ما مدى مصداقية ما تنقلونه من نقائص في أهل السنّة ، ومنهم السلفية ، ولماذا لا يكون الدافع هو التعصّب؟
الجواب : إنّ مدى مصداقية ما ننقله من النقائص عن أهل السنّة والسلفية ، إذا كان غير معتمدٍ على دليل ، ومن كتب أهل السنّة ، فذلك يعدّ افتراءً وبهتاناً ، أمّا إذا كان كلامنا معتمداً على دليل من نفس كتب أهل السنّة ، فأظنّ ذلك أجدر أن يكون حجّة نحتجّ بها أمام ربّنا تعالى ، ولك الحقّ أن تذكر مورداً واحداً لا يعتمد على دليل ، ومن نفس كتب أهل السنّة ، لكي نقول : نعم هذا دافعه التعصّب.
أمّا دليلنا على أنّ الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية ، فذلك يستند إلى دليلين ، نقلي وعقلي.
أمّا الدليل العقلي ، فيستند إلى مقدّمتين ، المقدّمة الأُولى : أنّ قول رسول الله صلى الله عليه واله : « وستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كُلّها في النار إلاّ واحدة » (1).
ومعنى ذلك : أنّ النبيّ صلى الله عليه واله قد أشار إلى حدوث اختلاف من بعده ، تفترق فيه أُمّته إلى ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية.
أمّا المقدّمة الثانية : لابدّ من تشخيص الفرقة الناجية ، وتشخيصها هكذا : لمّا كان المسلمون قد افترقوا إلى عدّة مذاهب ، كُلّها تقول بإمامة أبي بكر ، وكونه هو الخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، واختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الاثني عشرية ، فإنّها اختلفت معهم في تقديم علي عليه السلام ، ويتلوه أحد عشر إماماً ، يتبيّن لنا اتفاق جميع الفرق على مشتركٍ واحد ، وهو تقديم أبي بكر على علي عليه السلام ، في حين أنّ الإمامية الاثني عشرية تختلف مع الجميع في تقديم علي عليه السلام ، فقد تبيّن لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، وهو نتيجة قول رسول الله صلى الله عليه واله : أنّ هناك فرقة واحدة لابدّ أن تختلف مع الجميع ، وهي الفرقة الناجية ، فثبت أنّ الإمامية الاثني عشرية هي المختلفة مع الجميع ، وبذلك ستكون هي المشار إليها في قوله صلى الله عليه واله.
أمّا بقية الفرق الشيعية ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة ، فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف ، وما بقي منها ـ كالإسماعيلية والزيدية ـ فهي غير متّفقة مع الاثني عشرية ، أمّا الزيدية فتقول بإمامة أبي بكر ، وأمّا الإسماعيلية فلا تقول بإمامة اثني عشر إمام ، فثبت أنّ المذهب الإمامي هو الذي يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأُخرى ، وليس له معها أيّ مشترك آخر في الإمامة ، وهي الحقيقة التي تشاهدها الآن ، فإنّ جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، وجميع الفرق في نفس الوقت تتّفق على عدم مشروعية الإمامية الاثني عشرية.
فثبت أنّ الفرقة التي أشار إليها النبيّ صلى الله عليه واله والمختلفة مع غيرها مطلقاً ، هي الاثنا عشرية ، فهي الفرقة الناجية إذاً.
أمّا الدليل النقلي : فقد روي عن النبيّ صلى الله عليه واله بألفاظ متعدّدة ، ومضمونها أنّ شيعة علي هم الفائزون ، أي الناجون ، وشيعة علي هم الذين يقولون بإمامته ، وإمامة ولده الأحد عشر إماماً ، وهم الاثنا عشرية.
أضف إلى ذلك حديث الثقلين ، المروي متواتراً في مصادر الفريقين ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبيّ صلى الله عليه واله لأُمّته ، وهو قوله صلى الله عليه واله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً » ، والمتمسّك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة.
وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين عن رسول الله صلى الله عليه واله : « يكون بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة كُلّهم من قريش » ، والفرقة الوحيدة التي تعتقد بإثني عشر خليفة أو أمير هم الشيعة ، الذين عُرفوا بالاثني عشرية ، فثبت أنّ الفرقة الناجية هم الاثنا عشرية ، بالدليلين العقلي والنقلي.
____________
1 ـ سنن الدارمي 2 / 241 ، سنن ابن ماجة 2 / 1322 ، سنن أبي داود 2 / 390 ، الجامع الكبير 4 / 135 ، المستدرك 1 / 128 ، المعجم الكبير 8 / 273.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|