أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2018
2337
التاريخ: 2024-09-10
307
التاريخ: 10-8-2022
1774
التاريخ: 21-11-2020
2500
|
إن دور المرأة ليس فقط إيجاد رابطة الرحم بين الأعضاء النسبيين للأسرة الواحدة ، بل لا ينكر دورها في إيجاد الارتباط الرحمي بين الأقارب السببيين أيضاً ؛ لأن الأقارب السببيين في نظر الإسلام هم كالأقرباء النسبيين يتمتعون برحم خاصة. وفي قانون المصاهرة هناك مقررات كثيرة. كما يستفاد من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مراسم عقد زواج أمير المؤمنين علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام أن المصاهرة تلحق بالنسب وان الصهر والعروس يعدان بمثابة أبناء أسرتين وأعضاء الأسرتين يحسبون بمثابة أفراد أسرة واحدة ، خاصة الآباء والأمهات وهذا القانون الذي استفيد من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك من خطبة عقد زواج الإمام الجواد عليه السلام بواسطة الإمام الرضا عليه السلام {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54] . وهنا ندخل موضوعاً مهماً وهو اتضاح دور المرأة في إيجاد ارتباط بين الرجل بصفته أباً وبين الأفراد الذين يولدون في ما بعد كأبناء ، أي ان المرأة تستقطب الرجل أولاّ وتنمي فيه الرأفة والعاطفة وتسكنّه ، ثم تشكل بمساعدة ذلك العنصر الهادئ والشخص الرؤوف المطمئن أسرة هادئة وأرحاماً رؤوفين . إذا أصبحت هذه المسألة بيّنة يتضح أن أصالة الأسرة بعهدة المرأة ، وتكون المرأة قاعدة أساسية في تأسيس دائرة الرحم وتشكيل حكومة الرأفة ؛ فهي أولاً ترحّم الرجل الأجنبي ؛ ثانياً تربط بتكثير النسل اسرتين معاً بأثر المصاهرة ؛ ثالثاً تحرم الأشخاص الأجانب من أثر الرضاع وتجعل الاتصال الرضاعي مثل اتصال المصاهرة .
وننتقل الآن إلى صلب الموضوع .
هل ان خلق المرأة والرجل هو من جوهرتين مستقلتين ومبدأين قابليين منفصلين ، كي يكون لكل منهما آثار خاصة ولوازم خاصة مثل جوهرتين مستخرجتين من منجمين منفصلين ، وجنس كل منهما هو غير جنس الآخر ؟ أو انهما من جوهرة واحدة وليس بينهما أي امتياز من حيث الجوهرة الوجودية إلاّ بالأوصاف الإكتسابية والأخلاقية التحصيلية وغيرها ؟ أو أن الرجل خلق بالأصالة من جوهرة خاصة واحدة . ثم خلقت المرأة من زوائد المبدأ التابع للرجل بشكل متفرع عليه ؟ أو بالعكس ، أي أن المرأة خلقت بالأصالة من جوهرة معينة ثم نتج الرجل من زوائد المبدأ التابع للرجل بشكل طفيلي ؟
الاحتمال الأول ليس له محل في التفسير والشواهد القرآنية وأمثال ذلك ، كما أن الاحتمال الرابع أيضاً يفتقر أية شواهد قرآنية وروائية . فالعمدة هو الاحتمال الثاني والثالث : ان ما يستنبط من ظواهر الآيات الواردة في أساس الخلق وتؤيده بعض الأحاديث أيضاً هو الاحتمال الثاني . أما الاحتمال الثالث فهو ليس فقط لا يستظهر من ظواهر الآيات الواردة في الخلق بل أن بعض الأحاديث أيضاً تراه غير صائب . أما آيات الخلق مثل : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، المقصود من النفس في هذه الآية الكريمة هي جوهرة وذات وأساس ، والحقيقة العينية للشيء وليس المراد من ذلك معنى ، روح أو نفس وأمثال ذلك ، فمثلاً إذا قيل ان فلاناً شيء في نفسه ، أي في ذاته ووجوده الأصلي هكذا. وعندما يقال : جاءني فلان نفسه ، أي أن فلاناً شخص جاء نفسه حيث ان معنى النفس يكون مرادفاً للعين أي أصل الذات ، فلا يصح ربط بحوث علم النفس القديم أو الجديد بالآية أو اعتبار التحقيق حول الآية محل البحث متصلاً بالآيات الواردة في حدوث النفس ونفخها في الإنسان ورجوعها إلى الله ، وبقية البحوث القرآنية المرتبطة بأحكام الروح الإنسانية . فالمراد من النفس هي الذات والواقعية العينية . بناء على هذا فان مفاد الآية المذكورة أولاً هو أن جميع الناس من اي صنف ، سواء امرأة أو رجل ( لأن كلمة ناس تشمل الجميع ) خلقوا من ذات وجوهرة واحدة ، والمبدأ القابلي لخلق جميع الأفراد هو شيء واحد . وثانياً ان أول امرأة هي زوجة أول رجل ، خلقت هي أيضاً من نفس الذات والجوهرة العينية ، وليس من جوهرة أخرى ، وليست فرعا على الرجل وزائدة عليه وطفيلية وأمثال ذلك ، بل إن الله خلق أول امرأة من عين الذات والأصل ثم خلق تعالى جميع الرجال والنساء من ذلك الأصل . ثم يشار إلى كيفية تكثير النسل حيث لا يتسع لها المجال في هذه المقالة... وهذه المسائل المذكورة يمكن استفادتها من الآية 189 من سورة الأعراف : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ) ، ومن الآية 6 من سورة الزمر : ( خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ) ، فمفاد الآيات التي تذكر أصل الخلق هو وحدة المبدأ القابلي لخلق جميع الرجال والنساء ، وكذلك أول رجل وأول امرأة اللذين ينتهي إليهما النسل الحاضر . وأما الأحاديث الواردة في المبدأ القابلي للخلق كالحديث الذي ذكره محمد بن بابوية القمي ( الصدوق ) بشكل مسند في علل الشرائع وبشكل مرسل في من لا يحضره الفقيه : عن زرارة بن أعين أنه قال : سئل أبو عبدالله عليه السلام عن خلق حواء وقيل له : إن إناساً عندنا يقولون : إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الاقصى فقال : سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً أيقول من يقول هذا إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ؟! ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام أن يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه ... ثم قال : ثم ابتدع له حواء ... فقال آدم عليه السلام عند ذلك : يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه ؟ فقال الله تبارك وتعالى : يا آدم هذه أمتي حواء أفتحب ان تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعاً لأمرك ؟ فقال : نعم يا رب ، ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت ، فقال الله عز وجل : فاخطبها إلي فانها أمتي وقد تصلح لك أيضاً زوجة للشهوة والقى عليه الشهوة .. قال : يا رب فاني أخطبها إليك فما رضاك لذلك ؟ فقال عز وجل : رضاي ان تعلمها معالم ديني ...
ان هذا الحديث رغم انه مفصل ولم تذكر منه بعض الفقرات ويتطلب تحقيقاً أكثر من حيث السند لأن بعض آحاد السلسلة مشترك وبعضها مجهول ، كما أن بعض مضامين ذلك تتطلب توضيحاً أكثر ولكن هناك مسائل مهمة ومفيدة تستفاد منه نشير إلى بعضها : أولاً : إن خلق حواء من الضلع الأيسر لآدم غير صحيح . ثانياً : ان خلق حواء هو كخلق آدم بديع ومستقل . ثالثاً : قرب ونظرة آدم إلى حواء كان عامل أنسه ، والله جعل هذا الأصل أساساً لإقامة ارتباطهما معاً ، وهذا الأنس الإنساني كان قبل ظهور غريزة الشهوة الجنسية ؛ لأن مسألة الغريزة كانت موضوعاً طرح في ما بعد . رابعاً : إن الله لقن آدم الميل الجنسي وشهوة الزواج وكان ذلك بعد مسألة الأنس والمحبة التي أقيمت قبل ذلك . خامساً : إن أفضل مهر وصداق هو تعليم العلوم الإلهية وتعلم معالم الدين حيث جعل الله ذلك مهر حواء على آدم . سادساً : بعد الزواج قال آدم لحواء ان تأتي إليه وتدير وجهها له ، فقالت له حواء ان يلتفت إليها فأمر الله آدم بالنهوض والذهاب إلى حواء وهذا هو سر خطبة الرجل للمرأة ، وإلا لكانت المرأة نهضت لخطبة الرجل ، طبعاً ليس المقصود من هذه الخطبة هي الخطبة قبل العقد التي وردت في هذا الحديث المفصل.
اتضح حتى الآن ان خلق المرأة والرجل هو من جوهرة واحدة ، وجميع النساء والرجال لهم مبدأ قابلي واحد حيث ان المبدأ الفاعلي لهم جميعاً هو الله الواحد الأحد ، وليست هناك أية مزيّة للرجل على المرأة في أصل الخلق ، وإذا كانت هناك بعض الروايات تتعهد بإثبات هذه المزيّة فهي إما ضعيفة من حيث السند أو غير تامة من حيث الدلالة ، وإذا كانت فرضاً تامة من كلا الجهتين لا يمكن إثباتها بدليل ظني غير قطعي ؛ لأن المسألة محل البحث ليست أمراً تعبدياً محضاً مثل المسائل الفقهية الصرفة ، بل إن ما هو معرض بحث هنا هو إثبات النكتة السابقة ، وهي أن المرأة أساس في تأسيس الأسرة على أساس الرأفة والميل والجذب ، كما أن الرجل هو أساس في تشكيل الأسرة من حيث الإدارة وتأمين النفقة والالتزام بالأعمال التنفيذية والمسؤولية والدفاع عن دائرة تدبير الأسرة ، الموضوع الثاني لا يتطلب إثباتاً لأن الشواهد القرآنية مثل : الرجال قوامون على النساء ، وغيرها تشهد على هذا الأمر وتؤيده سيرة المسلمين أيضاً .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|