المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



عبيد اللّه بن الحسين الأصغر بن الامام زين العابدين (عليه السلام)  
  
8534   05:39 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص93-95.
القسم :

كنية عبيد اللّه بن الحسين الاصغر- أبو علي- و أمّه أمّ خالد أو خالدة بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام و لقب بالأعرج لنقص في إحدى رجليه.

و لما دخل على ابي العباس السفاح، وهب له السفاح ضيعة من ضياع المدائن يبلغ ريعها بالسنة ثمانين ألف دينارا، و عبيد اللّه المذكور تخلّف عن بيعة محمد بن عبد اللّه المعروف بالنفس‏ الزكية، فأقسم محمد أن يقتله لو بصر به فلمّا أخذ عبيد اللّه و جي‏ء به إليه أغمض محمد عينينه كي لا يراه و الّا لوجب أن يفي بقسمه، و كان قد التحق بأبي مسلم في خراسان، فأكرمه أبو مسلم و قرّر له رزقا واسعا و كان عند أهل خراسان عظيما، و توفي في ضيعة بذي أمران أو ذي أمان، و عقب من أربعة : 1- عليّ الصالح 2- جعفر الحجة 3- محمد الجواني 4- حمزة المختلس.

اما علي الصالح بن عبيد اللّه الأعرج فكنيته أبو الحسن، و كان رجلا كريما ورعا فاضلا تقيا و أزهد آل أبي طالب و يسمى هو و زوجته أمّ سلمة بنت عبد اللّه بن الحسين الاصغر بالزوج الصالح.

 قال القاضي نور اللّه في المجالس ما حاصله : كان أبو الحسن عليّ بن عبيد اللّه الاعرج عظيم القدر و رئيس العراق و مستجاب الدعوة و أعبد آل أبي طالب في زمانه و من المخصوصين بالامام الرضا (عليه السلام) و كان الامام (عليه السلام) يسمّيه بالزوج الصالح و ذهب مع الامام الى خراسان، و لما أراد محمد بن ابراهيم الطباطبا أخذ البيعة منه لولاية أبي السرايا أبى ذلك.

و روي في رجال الكشي عن سليمان بن جعفر قال : قال لي عليّ بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)  : اشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) اسلم عليه، قلت : فما يمنعك من ذلك؟ قال : الاجلال و الهيبة له و أتقي عليه.

 قال : فاعتل أبو الحسن (عليه السلام) علة خفيفة و قد عاده الناس فلقيت عليّ بن عبيد اللّه، فقلت: قد جاءك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن (عليه السلام) علة خفيفة و قد عاده الناس فان أردت الدخول عليه فاليوم، قال : فجاء الى أبي الحسن (عليه السلام) عائدا فلقيه أبو الحسن (عليه السلام) بكل ما يحب من التكرمة و التعظيم، ففرح بذلك عليّ بن عبيد اللّه فرحا شديدا.

 ثم مرض عليّ بن عبيد اللّه فعاده أبو الحسن (عليه السلام) و أنا معه، فجلس حتى خرج من كان في البيت، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا أنّ أمّ سلمة امرأة عليّ بن عبيد اللّه كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلمّا خرج خرجت و انكبّت على الموضع الذي كان أبو الحسن (عليه السلام) فيه جالسا تقبله‏ و تتمسح به.

قال سليمان : ثم دخلت على عليّ بن عبيد اللّه فأخبرني بما فعلت أمّ سلمة، فخبرت به أبا الحسن (عليه السلام) ، فقال : يا سليمان انّ عليّ بن عبيد اللّه و امرأته و ولده من أهل الجنة، يا سليمان و انّ ولد عليّ و فاطمة إذا عرفهم اللّه هذا الامر لم يكونوا كالناس‏ و لعليّ الصالح أعقاب و أولاد، و في أولاده رئاسة العراق.

 و من أحفاده الشيخ الشريف النسابة أبو الحسن محمد بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن ابراهيم بن عليّ الصالح الذي كان شيخ السيدين الرضي و المرتضى، حكي انّه بلغ تسعا و تسعين سنة و هو صحيح الأعضاء.

و اما جعفر الحجة بن عبيد اللّه الأعرج، فهو سيد شريف عفيف عظيم الشأن جليل القدر عالي الهمّة رفيع المرتبة فصيح اللسان، قيل انّه شبيه زيد بن عليّ (عليه السلام) في الفصاحة و البراعة، و تقول الزيدية انّه حجة اللّه و اعتقد جمع امامته، و حبسه أبو البختري وهب بن وهب والي المدينة من قبل هارون الرشيد، و لبث في السجن (18) شهرا حتى مات.

و كان قائم الليل و صائم النهار و لا يفطر الّا في العيدين (الفطر و الأضحى) و كانت امارة المدينة و رئاستها في أولاده حتى سنة (1088) بل اكثر منها، و له أولاد، أحدهم أبو عبد اللّه الحسين و قد سافر الى بلخ و له أولاد بها، و من أولاده أبو القاسم عليّ بودلة بن محمد الزاهد،
و كان سيدا جليل القدر عظيم الشأن عالما فاضلا كاملا صالحا عابدا رفيع المنزلة، و ترجم له
و لأولاده السيد ضامن في التحفة، و من أولاده أبو محمد الحسن، و من أولاد أبو محمد الحسن نجم الملّة و الحقّ و الدين السيد مهنّا قاضي المدينة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.