حتى عهد قريب كانت تقنيات بث برامج التلفزيون تعتمد على تحويل الصورة والصوت إلى إشارات من الموجات التي يجري بثها عبر الأجواء ليلتقطها الهوائي في المنازل، أما حالياً فإن التلفزيون الرقمي والإذاعة الرقمية هي أحدث التطورات التي بدأت زحفها نحو المنازل والتي أصبح بإمكان المشاهدين لها التمتع بالمزايا والخدمات المتفاعلة التي توفرها تكنولوجيا التلفزيون الرقمي من طلب وجبات الطعام السريعة إلى حجز تذاكر السفر ومتابعة أسعار الأسهم وأخبار المال والسياسة والرياضة عبر شاشات التلفزيون الخاصة بهم.

فالجديد بالإضافة إلى الدخول على شبكة الإنترنت يكون عبر التلفزيون بدلا من أجهزة الكمبيوتر الشخصي، ويصف بعض الخبراء متابعة العروض على التلفزيون بأنها تجربة " الجلوس المسترخي "  بالمقارنة مع عملية متابعة العروض على شاشة الكمبيوتر التي توصف بتجربة " الجلوس المتأهب " ، فقي الحالة الأولى تكون المتابعة سلبية لأن المشاهد يتلقى تلقائياً دفعات العروض التلفزيونية، أما في الحالة الثانية فإن مستخدم الكمبيوتر يتعامل إيجابياً مع العروض على شاشته.

غير أن الحدود الفاصلة بين التلفزيون والكمبيوتر عموماً بدأت بالاختفاء وذلك مع تقديم التلفزيون لخدمات تتفاعل مع رغبات ومتطلبات المشاهدين و إمكانية استخدامه للدخول على الإنترنت دون حاجة لجهاز كمبيوتر شخصي، وفي نفس الوقت أصبح الكمبيوتر يؤدي وظائف عرض اللقطات والصور التلفزيونية الحية.

وتختلف تكنولوجيا التلفزيون الرقمي عن تكنولوجيا التلفزيون التقليدية التناظرية  anglog   بأن الصورة والصوت في التلفزيون الرقمي يتم تحويلها إلى إشارات ثنائية من الأصفار والآحاد أي بنفس النظام الذي تستخدمه أجهزة الكمبيوتر، وهذه الإشارات يتم استقبالها بواسطة هوائي التلفزيون الذي يقوم ذاتياً أو من خلال جهاز خارجي إضافي بفك الرموز المستقبلة بينما في التلفزيون التقليدي يتم تحويل الصوت والصورة إلى أمواج إلكترومغناطيسية تحدد جودتها مدى نقاء الصورة والصوت على الشاشة.

وتنتشر شبكات التلفزيون الرقمي حالياً سواء بالبث عبر الأقمار الصناعية أو الكابلات أو البث من المحطات الأرضية وهي تجعل بالإمكان عن طريق استخدام تكنولوجيا الضغط (Comperessing) إرسال عدد أكبر من البرامج على نفس الموجة الهوائية التي تستخدمها التكنولوجيا التناظرية مقابل قناة واحدة للتليفزيون التقليدي الحالي، بالإضافة إلى ميزة الجودة العالية للصورة والصوت في التلفزيون الرقمي.