مراحل الثورة والصعوبات التي واجهتها

• ثورة فيفري عام 1917   

 انطلقت الثورة من العاصمة بتروغراد (سان بطرسبورغ حالياً) عام 1917 في شكل مظاهرات احتجاجية للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة وكانت ثورة عفوية سميت بحرب الفقر والجوع تحولت بسرعة الى مظاهرات سياسية طالبت بإسقاط النظام القيصري وانضم الجنود الى المتظاهرين وسقوط العاصمة بأيدي الثوار في اليوم التالي واستقالة القيصر نيكولاي الثاني في يوم 2 مارس عام 1917 وإلغاء الامبراطورية الروسية وانهاء دور حكم رومانتوف ، ولتجنب الفراغ السياسي تم تشكيل حكومة مؤقتة برجوازية بقيادة الأمير لفوف لكنها قررت مواصلة الحرب وتأجيل الاصلاحات .

ثورة اكتوبر 1917 

منذ ابريل 1917 اعلن لينن عن برنامج ثوري عرف بطروحات أفريل وتضمن شعارات تلبي طلبات الجماهير كتفعيل النشاطات الاقتصادية للبلد والذي اصطلح عليه توفير الخبز للجائعين من خلال توزيع الاراضي على الفلاحين وتوزيع المقام من المصانع بعد تأميمها وإقامة مصانع جديدة للعاملين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي وفرضوا استتباب الأمن وتهيئة البلاد لحكم القادة السوفييت والسلم الفوري ، وفي 25 اكتوبر استولى الاشتراكيين على الحكم واطاحوا بالحكومة المؤقتة واعلنوا تأسيس حكومة جديدة مجلس مفوضب الشعب برئاسة لينن ، ومباشرة اتخذت هذه الحكومة اجراءات ثورية منها توزيع اراضي الكنيسة والنبلاء على الفلاحين والفقراء وضعوا المصارف تحت تصرف العمال ومنح السلطة للسوفيات.

• الصعوبات

تعرضت الثورة الى ثورة مضادة استمرت ثلاث سنوات وعرفت بالحرب الاهلية بين عام 1918-1922 ، وقاد الثورة المضادة انصار النظام القيصري والذين فقدوا امتيازاتهم التي كانوا يتمتعون بها هم وكبار قادة الجيش ورجال الدين فكونوا منذ ديسمبر 1917 احلال ما يعرف بالجيوش البيضاء بدلاً من قيادات الجيش القديمة والتي تمثلت بظهور دعم من الحلفاء خارجياً فقد لقيت دعماً من الحلفاء في (الولايات المتحدة ، فرنسا ، انكلترا ، اليابان) بهدف منع تسرب الثورة الاشتراكية الى بلدانهم وتكوين حزام صحي هو وهو اسم اطلق على دول البلطيق الثلاث (استونيا ، لاتيفيا ، وليتوانيا) وبولونيا حلفاء الغرب والتي اعتبرت كحاجز يحمي اوربا من خطر الزحف الاشتراكي . 

ولانقاذ الثورة اعتمد البلاشفة عدة اجراءات أهمها : 

ـ تكوين الجيش الاحمر الروسي بقيادة تروتسكي .  

ـ تكوين الشرطة السياسية لقمع المعارضين .   

ـ اعتمد سياسة شيوعية الحزب أي تسخير كل امكانيات البلاد من اجل انقاذ البلاد .  

ـ مصادرة فوائض الانتاج بإصدار قرار منع التجارة الحرة .  

ـ تأميم المصانع واقرار العمل الاجباري بدل من القطاع الخاص والتي مكنت هذه الاجراءات من انقاذ الثورة لكنها خلقت واقعاً اجتماعياً واقتصادياً متردياً . 

 ظهرت المجاعة وتنامت اضطرابات العمال وانتشرت البطالة وتزايدت الاحتجاجات على البروليتاريا ضد سياسة الاشتراكية وخاصة اسلوب القمع .  

ولمواجهة هذه الحصيلة السلبية اجبرت البلاشفة على اعتماد ما يعرف بالسياسة الاقتصادية الجديدة التي عرفها لينن بالرجوع المؤقت والمحدود الى الرأسمالية التي يجب ان تسخر لبناءالاشتراكية ، ومن اهم اجراءاتها : 

ـ تحرير التجارة والصناعة الصغرى والمتوسطة والتشجيع على الاستثمار الاجنبي والغاء مصادرة فوائض الانتاج وتعوضها بضريبة . 

ـ تحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكن مقابل عودة البرجوازية في المدن والكولاك والريف .