مناظرة السيد علي البطحائي مع بعضهم في حكم التوسل بالأولياء (عليهم السلام) والجلوس حول القبور |
541
05:04 مساءً
التاريخ: 2-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2019
542
التاريخ: 3-12-2019
787
التاريخ: 2-12-2019
479
التاريخ: 2-12-2019
573
|
قال بعض الآمرين بالمعروف : لأي علة تجيئون عند القبور، وتطلبون الحاجة من أهل القبور؟
قلت : أخي، إنا لا نطلب الحاجة من أهل القبور، بل نطلب الحاجة من الله عند قبور أهل البيت (عليهم السلام) لأنهم أقرب الخلق إلى الله عز وجل، وعندهم ميراث النبوة، فنجعلهم شفعاء لقضاء حوائجنا.
قال : طلب الحاجة من جهة جعلهم شفعاء إلى الله لا يجوز أيضا.
قلت: يجوز، لأن القرآن في سورة يوسف يقول - بالنسبة إلى أبناء يعقوب لما ألقوا أخاهم يوسف في البئر وفعلوا ما فعلوا وندموا من فعلهم -: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [يوسف: 97] لأن أباهم يعقوب كان مقربا عند الله وما فعل ذنبا قط، ولكنهم كانوا مذنبين، فجعلوا أباهم شفيعا لحط ذنوبهم، ويقول القرآن أيضا: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] .
إن قلت: إن هذا الخصوصية كانت في زمن حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) دون زمن الممات.
قلنا: لا فرق بين زمن الحياة والممات بالنسبة إلى كونهم شفعاء الخلائق، بعد ما يقول القرآن: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
قال الشيخ حسين - أحد أعضاء هيئة الآمرين بالمعروف في المدينة المنورة عند قبور الأئمة في البقيع -: لأي علة تقعدون عند المقابر، والقعود عند المقابر حرام؟
قلت: أخي، القعود في المسجد الحرام في حجر إسماعيل على رأيكم أيضا حرام، لأن في حجر إسماعيل مقبرة إسماعيل ومقبرة أم إسماعيل هاجر، ومشحون من قبور الأنبياء على ما ذكرتم في مناسككم، وعلة حرمة الطواف في حجر إسماعيل من جهة أن الطواف يوجب أن توطأ قبور الأنبياء، فعلى رأيكم جميع أرباب المذاهب يفعلون المحرم، لأنهم يقعدون في حجر إسماعيل.
وورد في صحيح البخاري - الذي هو في الإتقان عندكم مثل القرآن - رواية عن أبي عبد الرحمن عن علي (عليه السلام) قال: كنا في جنازة في بقيع الفرقد فأتانا النبي (صلى الله عليه وآله) فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار (1).
قلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقعد في البقيع، لكن أنتم تمنعون عن القعود، فعلى رأيكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعل محرما.
قال بعض أعضاء هيئة الآمرين بالمعروف: لأي علة تصلون عند المقابر، والصلاة عند المقابر حرام؟ ومكتوب على لوحة من حديد في البقيع: إن الصلاة عند المقابر لا تجيزها الشريعة الإسلامية؟
قلت: إذا كانت الصلاة عند المقابر حراما، فالصلاة في حجر إسماعيل أيضا حرام، لأن في حجر إسماعيل مقبرة إسماعيل وأمه هاجر وهو مشحون من قبور الأنبياء، مع أن جميع أرباب المذاهب يصلون في حجر إسماعيل بل يتبركون بها.
وفي صحيح البخاري في المجلد الأول في أبواب الدفن والمقابر أن عمر بن الخطاب رأى أنس بن مالك يصلي عند قبر، فقال عمر: القبر، القبر، ولم يأمره بالإعادة؟ (2) فعلى رأي الخليفة عمر بن الخطاب تكون الصلاة عند المقابر صحيحة، لكن أنتم تمنعون الصلاة عند المقابر، وذلك لأن عمر بن الخطاب لم يأمر أنس بإعادة الصلاة.
وورد في المجلد الثاني من صحيح البخاري (3) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى في البقيع في يوم عيد الأضحى ركعتين، فقال بعد ما صلى: إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي في البقيع لكن أنتم تمنعون الصلاة وتقولون: إن الصلاة عند المقابر لا تجيزه الشريعة، إن كان المراد بالشريعة الإسلامية الشريعة المحمدية فصاحب الرسالة هو صلى في البقيع صلاة عيد الأضحى، والبقيع كان مقبرة عند وروده بالمدينة المنورة، وإلى الآن فعند الرسول ومن يتابعه الصلاة عند المقابر لا بأس بها، لكن أنتم تمنعون عن الصلاة على خلاف رأي الرسول (صلى الله عليه وآله) والصحابة (4).
___________________
(1) صحيح البخاري: ج 2 ص 120 (ك الجنائز ب موعظة المحدث).
(2) صحيح البخاري: ج 1 ص 116 (ك الصلاة ب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية).
(3) صحيح البخاري: ج 2 ص 26 (ك العيدين، ب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد).
(4) مناظرات في الحرمين الشريفين للبطحائي: ص 17 - 21.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن مشروع الحزام الأخضر البدء بالمرحلة الثانية لتأهيل واحة الإمام الحسين (عليه السلام)
|
|
|