أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2019
1283
التاريخ: 5-7-2019
1812
التاريخ: 12-11-2016
943
التاريخ: 2023-04-03
1132
|
طرف من أخبار التبابعة
المراد بالعرش هنالك الملك، وببني هود يعرب بن يشجب بن قحطان بن عابر، وهو هود نبي الله -عليه السلام-، والتبابعة من ذرية هود كما أشار إليه السيد صارم الدين، فلنشير إلى طرف من ذكرهم على سبيل الاختصار، فنقول: إن تبعاً يطلق على كل واحد من ملوك التبابعة، وتبع هذا المراد به الذي ذكره الله في قوله: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ }[الدخان:37]، وفي قوله تعالى: وقوم تبع (لما كذبوا الرسل أغرقناهم). قالوا: والمراد به هنا أسعد الكامل، ومن هنا اعتقد بعض الناس أنه نبي، لأن الله [تعالى] عده مع الأنبياء عند قصصهم، وقد ذكر قوم كل نبي قبله، ومن الناس من يقول، هو عبد صالح، وكثير من العلماء والصلحاء ترحم عليه، والتبابعة الذين دوخوا بلاد الأعاجم سبعون تبعاً.
يدل على ذلك قول النعمان بن بشير الأنصاري في شعر إلى معاوية بن أبي سفيان:
لنا من بني قحطان سبعون تبعاً.... أطاعت لها بالخرج منها الأعاجم
وقول لَبِيْد أيضاً:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا.... غضافير من هذا الأنام المسجر
عبيد لحي حمير أن تملكوا.... ويظلمنا عمال كسرى وقيصر
ونحن وهم ملك لحمير عنوة.... وما لنا من سادة غير حمير
تبابعة سبعون من بعد تبع.... توافوا جميعاً أزهرٌ بعد أزهر
وقال نشوان بن سعيد : هم ثمانون تبعاً، في قصيدته اليائية المشهورة، قال فيها:
أباد الردى منهم ثمانين تبعاً.... تتابع في أقصى البلاد المغازيا
[إلى أن قال] :
فتلك ملوك الأرض بادت وأهلكت.... ولم يبق منها حادث الدهر باقيا
وأضحوا جميعاً بعد عز وقدرة.... تراباً يطاه اليوم من كان واطيا
وزارت ملوك الروم من آل قيصر.... حوادث توهن الجبال الرواسيا
وأما قول النعمان ولبيد سبعون، فلما لم تستقم لهما لفظ ثمانون في شعرهما ولربيع بن ضبع الفزاري، وكان قد عمر ثلاثمائة وخمسين سنة:
وغمدان إذ غمدان لا قصر مثله.... زهاءاً وتشييداً يحاذي الكواكبا
ومأرب إذ كانت وأملاك مأرب.... توافي جباة الصين بالخرج مأ ربا
وأصحاب بينون وأصحاب ناعط.... خلى ملكهم منهم وأصبح غاربا
وقل في ظفار يوم كانت وأهلها.... يدينون قهراً شرقها و المغاربا
لهم كانت الدنيا جميعاً بأسرها.... تؤدي إليهم خرجها الروم دائبا
فمن ذا يرجى الملك من بعد حمير.... ويأمن تكرار الردى والنوائبا
أولئك مأوى للنعيم كفاهم.... ولكن وجدنا الشر للخير صاحبا
وقال نشوان بن سعيد في ذلك:
تتابع الأملاك من حمير.... عدتهم سبعون لا تقصرُ
من ولد الرا ئش جمهورهم.... من حمير الأصغر ما حميرُ
يا أيها السائل عن تبع.... وتبع كالشمس بل أشهرُ
خير بني هود نبي الهدى.... حيث انتهى السؤدد والمفخرُ
وقد ذكرتهم الشعراء بما يطول شرحه، ومن التبابعة: ذو نواس، واسمه زرعة بن عمرو بن زرعة،من ذرية أسعد الكامل، وذو نواس هو صاحب الأخدود، وسمي بهذا الاسم؛ لذؤابتين كانتا على رأسه، وكان السبب في تملكه أن ذاقيفان الملك الذي كان سيف عمرو بن معدي كرب له، وكان اسمه الصمصامة، وفي ذلك يقول عمرو بن معدي كرب:
وسيف لابن ذي قيفان عندي.... تخير نصله من عهد عاد
وكان ملك ذي قيفان تسع عشرة سنة.
قالوا: وكان ملك الروم أهدى لهارون الرشيد جملة سيوف قلعية فأمر الرشيد بإحضار الصمصامة ليحتقر عنده سيوف الروم، فجعل يقطُّ بها السيوف سيفاً سيفاً كما يقطُّ الفجل، ثم أراهم حدَّ الصمصامة فإذا ليس به فل ولا أثر من تقطيع تلك السيوف، فلما هلك ذو قيفان، ولي مملكة التبابعة لخيعة ذوشناتر، ولم يكن من أهل بيت الملك، وأغرى بالأحداث من بني الملوك، فكان يطالبهم بما تطالب به النسوان.
فكان ممن طالبه بهذه الخصلة ذا نواس، فاتفقت له معه قضية كانت السبب في قتله، وهي مشهورة، فلما استراح أهل اليمن من لخيعة على يديه؛ ولوه عليهم، وكان على دين اليهود، فشكى عليه يهود نجران غلبة النصارى لهم، وذلك أنه وقع بين النصارى واليهود فتنة بنجران، فنهض ذو نواس إلى نجران بالجنود فحفر الأخدود، وأضرم فيه النار، وخيَّر النصارى بين الرجوع عن دينهم وأن يحرقهم بالنار فمنهم من رجع ومنهم من لم يرجع، وفيه وفيهم نزلت هذه الآيات:{قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ }[البروج:4] إلى آخرها، فلما صنع ذو نواس بالنصارى ما صنع؛ غضب ذو ثعلبان الأصغر من ولد ذي ثعلبان الأكبر، ومضى إلى ملك الحبشة ودينه دين النصارى فاستنجده، وشكا إليه ما صنع ذو نواس؛ فبعث معه قائداً في ثلاثين ألفاً إلى اليمن، فلقيهم ذو نواس، وقال : نحن سامعون مطيعون فدونكم اليمن فهذه مفاتيحه، فابعثوا من يقبض لكم خزائنه، وأتي بمفاتيح تحملها إبل كثيرة، فكتب بذلك القائد إلى النجاشي يشاوره، فكتب إليه أن اقبل الطاعة منهم، فافترقت الحبشة في مخاليف اليمن.
فلما صاروا بها كتب ذو نواس إلى رؤساء حمير أن يذبحوا كل ثور عندهم أسود ففعلوا ما أراد فوثبوا على الحبشة، فقتلوهم حتى أفنوهم، وبلغ ذلك النجاشي، فعلم أن قد غدربهم؛ فوجه قائدين في جيش عظيم إلى اليمن، يقال لأحدهما: أرياط، والثاني : أبرهة الأشرم، فلقيهم ذو نواس بمن معه فقاتلهم، فلما رأى أنه لا طاقة له بهم اقتحم بنفسه وفرسه البحر فغرق فيه، ثم إن النعمان بن عفير، والنعمان هذا هو أبو سيف جمع جموعاً من أهل اليمن فقاتل الحبشة بالسحول فهزم، وصار إلى حقل شرعه فيمن تبعه من أهل اليمن، فلحقهم الحبشة فقاتلوهم، ولم يكن لهم بهم طاقة، فاستولت الحبشة على اليمن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|