المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الطبيعة القانونية للجريمة المعلوماتية
24-4-2017
تقييد قدرة الله ومحدوديتها
15-11-2016
خصائص المصرف الجسري
2023-03-30
غسل الميت
20-1-2020
Insulin Structure
19-11-2021
اللغة والكلام
13-11-2018


اول رأس نصب في الاسلام  
  
3478   03:42 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص291-292.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

روى الكشي بأسناد معتبر عن معاوية بن عمار، رفعه، قال : أرسل رسول الله (صلى الله عليه واله) سرية، فقال لهم : انكم تضلون ساعة كذا من الليل، فخذوا ذات اليسار، فأنكم تمرون برجل في شانه، فتسترشدونه، فيأبى ان يرشدكم حتى تصيبوا من طعامه، فيذبح لكم كبشا فيطعمكم، ثم يقوم فيرشدكم فقرؤه مني السلام، واعلموه اني قد ظهرت بالمدينة، فمضوا فضلوا الطريق.

فقال قائل منهم : ألم يقل لكم رسول الله : تياسروا، ففعلوا، فمروا بالرجل الذي قال لهم رسول الله : فاسترشدوه، فقال لهم : لا افعل حتى تصيبوا طعامي، ففعلوا، فارشدهم الطريق ونسوا ان يقرئوه السلام من رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال لهم الرجل : وهو عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) : اظهر النبي بالمدينة؟ قالوا : نعم، فلحق به، ولبث معه ما شاء الله.

ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : ارجع الى الموضع الذي منه هاجرت، فاذا تولى امير المؤمنين فاته، فانصرف الرجل حتى اذا انزل امير المؤمنين (عليه السلام) الكوفة، اتاه، فأقام معه بالكوفة، ثم ان امير المؤمنين قال له : لك دار؟ قال : نعم، قال : بعها واجعلها في الأزد، فاني غدا لو غبت لطلبت فمنعك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجها الى حسن الموصل، فتمر برجل مقعد، فتقعد عنده، ثم تستسقيه فيسقيك، ويسالك عن شانك فاخبره، وادعه الى الاسلام فانه يسلم، وامسح بيدك على وركيه، فان الله يمسح ما به، وينهض قائما، فيتبعك، وتمر برجل أعمى على ظهر الطريق فتستسقيه فيسقيك، ويسالك عن شانك فاخبره، وادعه الى الاسلام فانه يسلم، وامسح بيدك على عينيه فان الله عز و جل يعيده بصيرا، فيتبعك، وهما يواريان بدنك في التراب، ثم تتبعك الخيل فاذا صرت قريبا من الحسن في موضع كذا وكذا رهقتك الخيل، فانزل عن فرسك ومر الى الغار، فانه يشترك في دمك تسعة من الجن والانس، ففعل ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) .

قال : فلما انتهى الى الحسن قال للرجلين : اصعدا فانظرا هل تريان شيئا؟ قالا : نرى خيلا مقبلة، فنزل عن فرسه وعار فرسه، فلما دخل الغار ضربه اسود سالخ فيه، وجاءت الخيل، فلما راوا فرسه عائرا قالوا : هذه فرسه وهو قريب، وطلبه الرجال فاصابوه في الغار، فكلما ضربوا ايديهم الى شيء من جسمه تبعهم اللحم، فاخذوا راسه فاتوا به معاوية فنصبه على رمح، وهو أول راس نصب في الاسلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.