أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-7-2019
1539
التاريخ: 13-6-2021
2215
التاريخ: 4-12-2016
2315
التاريخ: 2023-04-08
1139
|
سرية زيد بن حارثة إلى حسمي في جمادى الآخرة سنة ست
حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: أقبل دحية الكلبي من عند قيصر، قد أجاز دحية بمالٍ وكساه كسى. فأقبل حتى كان بحسمي، فلقيه ناسٌ من جذام فقطعوا عليه الطريق، وأصابوا كل شيء معه فلم يصل إلى المدينة إلا بسمل ، فلم يدخل بيته حتى انتهى إلى باب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من هذا؟ فقال: دحية الكلبي. قال: ادخل. فدخل فاستخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عما كان من هرقل حتى أتى على آخر ذلك، ثم قال: يا رسول الله، أقبلت من عنده حتى كنت بحسمي فأغار علي قومٌ من جذام، فما تركوا معي شيئاً حتى أقبلت بسملي ، هذا الثوب.
فحدثني موسى بن محمد قال: سمعت شيخاً من سعد هذيم كان قديماً يخبر عن أبيه يقول: إن دحية لما أصيب - أصابه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد، وكانا والله نكدين مشؤومين، فلم يبقوا معه شيئاً، فسمع بذلك نفرٌ من بني الضبيب فنفروا إلى الهنيد وابنه. فكان فيمن نفر منهم النعمان بن أبي جعال في عشرة نفر، وكان نعمان رجل الوادي ذا الجلد والرماية . فارتمى النعمان وقرة بن أبي أصفر الصلعي، فرماه قرة فأصاب كعبه فأقعده إلى الأرض. ثم انتهض النعمان فرماه بسهمٍ عريض السروة ، فقال: خذها من الفتى! فخل السهم في ركبته فشنجه وقعد، فخلصوا لدحية متاعه فرجع به سالماً إلى المدينة.
قال موسى، فسمعت شيخاً آخر يقول: إنما خلص متاع دحية رجلٌ كان صحبه من قضاعة، هو الذي كان استنقذ له كل شيءٍ أخذ منه رده على دحية. ثم إن دحية رجع إلى المدينة فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستسعى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دم الهنيد وابنه، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمسير، فخرج زيد بن حارثة معه.
وقد كان رفاعة بن زيد الجذامي قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وافداً، فأجازه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقام بالمدينة، ثم سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكتب معه كتاباً، فكتب معه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم، لرفاعة بن زيد إلى قومه عامةً ومن دخل معهم يدوهم إلى الله وإلى رسوله. فمن أقبل منهم فهو من حزب الله وحزب رسوله، ومن ارتد فله أمان شهرين. فلما قدم رفاعة على قومه بكتاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأه عليهم فأجابوه وأسرعوا، ونفذوا إلى مصاب دحية الكلبي فوجدوا أصحابه قد تفرقوا.
وقدم زيد بن حارثة خلافهم على رسول الله، فبعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خمسمائة رجل، ورد معه دحية الكلبي. وكان زيد يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليلٌ من بني عذرة. وقد اجتمعت غطفان كلها ووائل ومن كان من سلامات وبهراء حين جاء رفاعة بن زيد بكتاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى نزلوا - الرجال ورفاعة - بكراع رؤية لم يعلم. وأقبل الدليل العذري بزيد بن حارثة حتى هجم بهم، فأغاروا مع الصبح على الهنيد وابنه ومن كان في محلتهم، فأصابوا ما وجدوا، وقتلوا فيهم فأوجعوا ، وقتلوا الهنيد وابنه، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم، فأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان. وكان الدليل إنما جاء بهم من قبل الأولاج ، فلما سمعت بذلك الضبيب بما صنع زيد بن حارثة ركبوا، فكان فيمن ركب حبان بن ملة وابنه، فدنوا من الجيش وتواصوا لا يتكلم أحد إلا حبان بن ملة ، وكانت بينهم علامةٌ إذا أراد أحدهم أن يضرب بسيفه قال قودي! فلما طلعوا على العسكر طلعوا على الدهم من السبي والنعم، والنساء والأسارى أقبلوا جميعاً، والذي يتكلم حبان بن ملة يقول: إنا قومٌ مسلمون. وكان أول من لقيهم رجلٌ على فرس، عارضٌ رمحه، فأقبل يسوقهم، فقال رجل منهم: قودي! فقال حبان: مهلاً! فلما وقفوا على زيد بن حارثة قال له حبان: إنا قوم مسلمون. قال له زيد: اقرأ أم الكتاب! وكان زيد إنما يمتحن أحدهم بأم الكتاب لا يزيده. فقرأ حبان، فقال له زيد: نادوا في الجيش إنه قد حرم علينا ما أخذناه منهم بقراءة أم الكتاب. فرجع القوم ونهاهم زيد أن يهبطوا واديهم الذي جاءوا منه، فأمسوا في أهليهم، وهم في رصدٍ لزيد وأصحابه، فاستمعوا حتى نام أصحاب زيد بن حارثة، فلما هدأوا وناموا ركبوا إلى رفاعة بن زيد - وكان في الركب في تلك الليلة أبو زيد بن عمرو، وأبو أسماء بن عمرو، وسويد بن زيد وأخوه، وبرذع بن زيد، وثعلبة بن عدي - حتى صبحوا رفاعة بكراع رؤية، بحرة ليلى ، فقال حبان : إنك لجالسٌ تحلب المعزى ونساء جذام أسارى . فأخبره الخبر فدخل معهم حتى قدموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة - ساروا ثلاثاً - فابتدأهم رفاعة فدفع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابه الذي كتب معه، فلما قرأ كتابه استخبرهم فأخبروه بما صنع زيد بن حارثة. فقال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقال رفاعة: يا رسول الله أنت أعلم، لا تحرم علينا حلالاً ولا تحل لنا حراماً. قال أبو زيد : أطلق لنا يا رسول الله من كان حياً، ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): انطلق معهم يا علي! فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، لا يطيعني زيدٌ. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا سيفي فخذه. فأخذه فقال: ليس معي بعيرٌ أركبه. فقال بعض القوم: هذا بعير! فركب بعير أحدهم وخرج معهم حتى لقوا رافع ابن مكيث بشير زيد بن حارثة على ناقةٍ من إبل القوم، فردها علي عليه السلام على القوم. ورجع رافع بن مكيث مع عليٍّ عليه السلام رديفاً حتى لقوا زيد بن حارثة بالفحلتين، فلقيه عليٌّ عليه السلام وقالك إن رسول الله يأمرك أن ترد على هؤلاء القوم ما كان بيدك من أسيرٍ أو سبيٍ أو مال. فقال زيد: علامة من رسول الله! فقال عليٌّ عليه السلام: هذا سيفه! فعرف زيد السيف فنزل فصاح بالناس فاجتمعوا فقال: من كان بيده شيءٌ من سبيٍ أو مالٍ فليرده، فهذا رسول رسول الله. فرد إلى الناس كل ما أخذ منهم، حتى إن كانوا ليأخذون المرأة من تحت فخذ الرجل.
حدثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن يسر بن محجن الديلي، عن أبيه، قال: كنت في تلك السرية، فصار لكل رجلٍ سبعة أبعرةٍ وسبعون شاة، ويصير له من السبي المرأة والمرأتاه، فوطئوا بالملك بعد الاستبراء، حتى رد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك كله إلى أهله، وكان قد فرق وباع منه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|