أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2022
1031
التاريخ: 4-6-2019
2340
التاريخ: 16-8-2022
1772
التاريخ: 16-8-2022
1885
|
في الامور الدنيوية التي لا تحمل جنبة عبادية لم يرد تصريح بحرمة الرياء فيها، ولهذا لم يفت الفقهاء بحرمة ذلك، إلا ان طريق الاحتياط هو ان يحتاط اهل الايمان بالامتناع من جميع مراتب الرياء، حتى في المور الدنيوية والمباحة، لان منشأ الرياء حب الجاه والدنيا، ومن خلال ممارسة الرياء في الامور الدنيوية تقوى هذه الملكة الرذيلة، وتشتد، وقليلا قليلا يصبح الانسان مبتلى بالرياء في العبادات.
قال المرحوم (الفيض الكاشاني) في المحجبة البيضاء، في بيان الرياء في العبادات وغيرها :
المرائي به – امور- كثيرة تجمعها خمسة أقسام، وهي مجامع ما يتزين به العبد للناس فهو البدن، والزي، والقول، والعمل، والاتباع، والاشياء الخارجة...
القسم الاول:
الرياء في الدين من جهة البدن، وذلك بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد وعظم الحزن على امر الدين، وغلبة خوف الآخرة، وليدل بالنحول على قلة الأكل، وبالصفار على سهر الليل وكثرة الاجتهاد وعظم الحزن على الدين، وكذلك يرائي بتشعيث الشعر ليدل به على استغراق الهم بالدين وعدم التفرغ لتسريح الشعر، وهذه الاسباب مهما ظهرت استدل الناس بها على هذه الامور، فارتاحت النفس لمعرفتهم، فلذلك تدعو النفس الى اظهارها لنيل تلك الراحة .. .
وأما اهل الدنيا فيراؤون بإظهار السمن وصفاء اللون واعتدال القامة، وحسن الوجه ونظافة البدن وقوة الاعضاء وتناسبها.
القسم الثاني:
الرياء بالزي والهيئة بتشعيث شعر الرأس وحلق الشارب، واطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة، وابقاء اثر السجود وغلظ الثياب، ولبس الصوف وتشميرها الى قريب من نصف الساق وتقصير الاكمام، وترك تنظيف الثوب وتركه مخرقاً، كل ذلك يرائي به ليظهر من نفسه انه متبع للسنة فيه، ومقتد فيه بعباد الله الصالحين.
وأما اهل الدنيا فمراءاتهم بالثياب النفيسة والمراكب الرفيعة، وانواع التوسع والتجميل في الملبس والمسكن واثاث البيت ووفرة الخيل، وبالثياب المصبغة والطيالس النفيسة، وذلك ظاهر بين للناس.
الثالث :
الرياء بالقول، ورياء اهل الدين بالوعظ وبالتذكير والنطق بالحكمة، وحفظ الاخبار والآثار لأجل الاستعمال في المحاورة؛ إظهاراً لغزارة العلم، ودلالة على شدة العناية بأحوال السلف الصالحين، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق، واظهار الغضب للمنكرات، واظهار الاسف على مقارنة الناس للمعاصي...
وأما اهل الدنيا فمراءاتهم بالقول، بحفظ الاشعار والامثال، والتفاصح في العبارات، وحفظ النحو الغريب للإغراء على اهل الفضل، واظهار التودد الى الناس لاستمالة القلوب.
القسم الرابع :
الرياء بالعمل، مراءاة المصلي بطول القيام ومد الظهر، وتطويل السجود والركوع واطراق الرأس، وترك الالتفات واظهار الهدوء والسكون، وتسوية القدمين واليدين، وكذلك بالصوم والغزو والحج، وبالصدقة واطعام الطعام.
أما اهل الدنيا فمراءاتهم بالتبختر والاختيار، وتحريك اليدين وتقريب الخطأ، والاخذ بأطراف الذيل وادارة العطفين، ليدلوا بذلك على الجاه والحشمة.
القسم الخامس :
المراءاة بالأصحاب والزائرين والمخالطين، كالذي يتكلف ان يستزير عالما من العلماء ليقال : ان فلاناً قد زار فلاناً، ... وكالذي يكثر ذكر الشيوخ ليرى انه لقي شيوخاً كثيرين واستفاد منهم، ومنهم من يقصد التوصل بذلك الى جمع حطام وكسب مال، ولو من الاوقاف واموال اليتامى وغير ذلك من الحرام، وهؤلاء شر طبقات المرائين الذين يراؤون بالأسباب التي ذكرناها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|