المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سفينة الإله «آمون» في الكرنك.
2024-05-20
تصنيف مراكز الخدمات التجارية وطرق تحليلها- الأنماط الإقليمية
2023-02-12
اصناف الرمان
24-12-2015
Arthur Moritz Schönflies
20-2-2017
نظام الملكية لدى البابليين
15-1-2019
Kamtok vowels
2024-05-17


إقامة العدل: اهم اهداف الحكومة  
  
2481   03:40 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 656-659.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015 3497
التاريخ: 15-3-2016 3672
التاريخ: 2024-11-13 768
التاريخ: 13-3-2019 2352

قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): «أما والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، لولا حضورُ الحاضرِ، وقيامُ الحجةِ بوجودِ الناصرِ، وما أخذَ اللهُ على العلماءِ، ألاّ يُقارّوا على كظّةِ ظالمٍ، ولا سَغَبِ مَظلومٍ، لألقيتُ حَبلها على غارِبها...» ، ويعني على سبيل القضية المفهومية، انه (عليه السلام) كان يحاول جاهداً اقامة العدالة الحقوقية والاجتماعية بين الناس بكل ما أوتي من قدرة على ذلك.

وهي من اولويات وظائف الحكومة الدينية، لان العدل ملازم للدين، والظلم ملازم للكفر، ولا يمكن ان يجتمع الظلم مع الحكومة الدينية، وهو واضح لمن درس آيات الكتاب المجيد، وتعمق في فهم مدلول الروايات، فلنقرأ الروايات المتواترة الواردة في ذلك:

1 _ قال (عليه السلام) في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]، العدل: الإنصافُ، والإحسانُ: التفضل.

2 _ سُئل (عليه السلام) ايهما افضل: العدل او الجود؟ فقال (عليه السلام): «العدلُ يَضَعُ الأمُورَ مواضِعَها، والجودُ يخرجها عن جهتها، العدلُ سائسٌ عامٌ، والجود عارضٌ خاص، فالعدلُ أشرفهما وافضلهما».

3 _ وقال لزياد بن ابيه، وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس واعمالها ، نهاه فيه عن زيادة الخراج: «استعملِ العدلَ، واحذرِ العسفَ والحيفَ، فإنَ العسفَ يعودُ بالجَلاءِ (أي التفرق)، والحيفَ يدعو الى السيف».

4 _ ومن كتابه له (عليه السلام) الى الاسود بن قطيبة صاحب جند حلوان: أما بعد، فان الواليَ إذا اختلف هواهُ، منعَهُ ذلك كثيراً من العدلِ، فليكُن أمرُ الناسِ عندكَ في الحقِّ سواءً ؛ فانه ليس في الجورِ عِوضٌ من العدل...».

5 _ وقال (عليه السلام): «بئسَ الزادُ الى المعادِ، العدوانُ على العبادِ».

6 _ ومن وصيةٍ (عليه السلام) للحسنين (عليه السلام): «... وقولا بالحقِّ واعملا للأجرِ، وكونا للظالمِ خصماً، وللمظلومِ عوناً».

7 _ ومن عهده (عليه السلام) الى مالك الاشتر: «ثم اعلم يا مالك، انّي قد وجهتُكَ الى بلادٍ قد جرت عليها دولٌ قبلكَ، من عدلٍ وجورٍ، وأنَ الناسَ ينظرونَ من امورِكَ في مثلِ ما كنتَ تنظرُ فيهِ من أمورِ الولاةِ قبلَكَ، ويقولونَ فيكَ ما كنتَ تقولُ فيهم...

أنصِفِ اللهَ وأنصِفِ الناسَ من نفسِكَ، ومن خاصةِ أهلِكَ، ومن لكَ فيه هوىً من رعيتكَ، فإنّكَ إلاّ تفعل تَظلِم ؛ ومن ظلَمَ عبادَ اللهِ كانَ اللهُ خصمَهُ دونَ عبادهِ، ومن خاصَمهُ اللهُ أدحضَ حُجَّتَهُ، وكان َللهِ حرباً، حتى ينـزعَ أو يتوبَ، وليس شيءٌ ادعى الى تغيير نعمةِ اللهِ وتعجيلِ نقمتهِ من إقامةٍ على ظلمِ، فإنَّ اللهَ سَميعٌ دعوةَ المضطهدين، وهو للظالمينَ بالمرصادِ».

8 _ وقال (عليه السلام): «وإنَّ أفضل قُرَّةَ عينِ الولاةِ، استقامةُ العدلِ في البلادِ، وظهورُ مودةِ الرعية».

9 _ وقال (عليه السلام): «... ايها الناسُ، اعينوني على انفسكم، وأيمُ اللهِ لأنصفنَّ المظلومَ من ظالمهِ، ولاقودَنَّ الظالمَ بخزامته، حتى اورده منهلَ الحقِّ وإن كانَ كارِهاً».

10 _ ومن كلام له (عليه السلام) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: «واللهِ لو وجدتُهُ قد تزوجَ بهِ النساءُ، ومُلِكَ به الإماءُ لرددتُه ؛ فان في العدلِ سَعَةً، ومن ضاقَ عليهِ العدلُ، فالجَورُ عليهِ أضيقُ».

ونستخلص من تلك الروايات، الدلالات التالية:

اولاً: ان العدل هو الانصاف، والانصافُ يضعُ الامورَ مواضعها، وعندما نتحدث عن العدل واقامة العدل والعدالة الاجتماعية، فانما نعني وضع الامور مواضعها في المجتمع.

ثانياً: يُفهم من النصوص انه ينبغي استعمال العدل في الحكم والسياسة والاجتماع، بشكل كلي مطلق، فالاستعمال ليس مقيداً بقيد ولا مخصصاً بخصوصية معينة، بل ان العدل هو ان يكون امرُ الناس عند الحاكم في الحقِ سواء.

ثالثاً: حرمة العدوان على العباد، والعدوان ينافي العدل.

رابعاً: لابد للحاكم ان يكون خصماً للظالم، وعوناً للمظلوم، وتلك كليات ثابتة، لكن مصاديقها متغيرة بتغير الزمان والمكان.

خامساً: ان من حق الحاكم استرجاع ما اخذه الظالم، وارجاعه الى المظلوم، حتى لو اُكره الظالمُ على ذلك، لانه غصب، وهذا هو الانصاف والعدل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.