أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-02-2015
3395
التاريخ: 17-2-2019
2578
التاريخ: 4-3-2019
2798
التاريخ: 2023-12-31
1430
|
اعلان الولاية يوم الغدير لم يكن طموحاً منفرداً، بل كان قراراً شرعياً مبنياً على ارتكاز العقلاء ومنهجهم في التحليل الذهني، فقد كان اعلان الولاية مستنداً على طريقة منهجية في البحث عن الحقائق، فلو درسنا خريطة المجتمع الاسلامي من زاوية الشخصيات لرأينا بان العترة الطاهرة (عليهم السلام) هي الكفؤ الفريد في ولاية الاُمة لما تتمتع به من صفات وفضائل وخصال يفتقدها الناس جميعاً.
واعظم صفة تتمتع بها العترة الطاهرة (عليهم السلام) هي قدرتها على الوصول الى اهدافها الدينية لو توفرت لها الشروط الموضوعية، فكان علي (عليه السلام) يمتلك ملكة ادراك الاحكام الواقعية، والوسيلة اللغوية الفصيحة للتوصيل، والشجاعة والبطولة الخارقة لدحر اعداء الدين، والزهد والتقوى والتعفف، والقابلية على الادارة الاجتماعية والقدرة على تحطيم النظام الطبقي الظالم.
فكانت الارادة الالهية ودوافع الوحي وارادة النبي (صلى الله عليه واله) قاطعة بان يكون علياً (عليه السلام) ولياً شرعياً على المسلمين، ولكن تلك الارادة لم يُكتب لها ان تتحقق على ارض الواقع الا بعد عقدين ونصف من الزمان، وهو زمن طويل نسبياً مرّ بازمات وانحرافات خطيرة، وهذا يثبت - ولو متأخراً - ان الولاية الشرعية كانت حتمية سماوية، لان المجتمع يحتاج الى ادارة قادرة وكفوءة، والا انقلبت المعادلة وانعكس التيار وذهب النظام وعمّت الفوضى، وهذا ابعد ما يكون عن اهداف الدين السماوي وطموحاته، ولذلك كان المجتمع العربي بحاجة الى اعادة هندسة وتخطيط.
فالمجتمع القَبَلي مثلاً يحتاج الى اعادة تصميم على اسس دينية جديدة مثل الايمان بالله سبحانه، والتمرن على العبادات، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومجتمع المنافقين يحتاج الى اعادة تصميم وهندسة لانه مبنيٌّ على باطن فاسد وظاهر جميل، ومجتمع الجهل يحتاج الى اعادة تصميم لان الجهل قد يوصل الانسان الى الكفر والجحود دون قصد، كما اوصل مجتمع اهل النهروان الى تلك النهاية المخزية وقد اشار (عليه السلام) الى ذلك : (...ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فادركه...)، والخطأ في طلب الحق ناشىءٌ من الجهل دون شك.
وبالاجمال، فان التخطيط النبوي لولاية علي (عليه السلام) ومن بعده ائمة الهدى (عليه السلام) يكشف عن ان ذلك التخطيط نابعٌ من قرار بتشخيص اهداف الدين ونهاياته عبر تعيين الوسائل لتحقيق ذلك، فالولاية كانت رابطاً بين الوسائل والاهداف في المجتمع الديني، اذن، كان التخطيط للولاية نابعٌ من قرار التفكير بمستقبل الدين والمجتمع الانساني الذي يعيش تحت ظله، وهو من مباني ارتكازات العقلاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|