اصل واستئناس الدواجن

يتصدر الدجاج أنواع الدواجن من حيث الأهمية كما يعتبر تقريبا المصدر الوحيد للبيض وأحد المصادر الرئيسية لإنتاج اللحم، وتستهلك البلدان الغنية كميات كبيرة من البيض ولحوم الدواجن نظرا لما تحتويه من البروتين الجيد، الفيتامينات وبعض المعادن، وإلى جانب سهولة هضمه فإن قيمته الغذائية عالية.

منشأ الدواجن:

هناك إجماع بين علماء السلالات على أن الدجاج نشأ من آلاف السنين من السلالات الهندية البرية والتي كانت تنتشر في شرق وجنوب آسيا وكان عددها أربع سلالات وهي الغابة الأحمر، والغابة السيلاني، والغابة الرمادي ، والغابة الملون ، أولها نشأ في جنوب الهند وثانيها في سيلان وثالثها في جاوة ورابعها وأهمها في شمال الهند ، ثم انتشر في الهملايا وبورما والملايو ثم جزر الهند الصينية والفلبين والصين، وقد استؤنست بعض هذه السلالات البرية وإن كان بعض أنواع الدجاج البري ما زال يعيش إلى الآن في الهند وسيلان والملايو.

وكانت مصارعة الديوك هي الهواية المفضلة لدى الأمراء في جنوب وشرق آسيا منذ آلاف السنين وكانت الأسباب الرئيسية لاستئناس السلالات البرية للدجاج قبل استخدامها كغذاء للإنسان ، ثم قام الفرس بإدخال الدجاج إلى إيران بعد هزيمتهم لبلاد الهند في عام 537 قبل الميلاد ، وبعد ذلك بقرنين من الزمان استولى الإسكندر الأكبر على بلاد الفرس وأدخل الدجاج إلى اليونان ، وكان يسمون الدجاج في ذلك الوقت باسم الطيور الفارسية ، وبعد ذلك جاءت إمبراطورية الرومان لتنشر الدجاج في إيطاليا وفي البلاد التي ضمتها إلى إمبراطوريتها وبذلك انتشر الدجاج في البلاد الأوربية مثل فرنسا وانجلترا واسبانيا وألمانيا وهولندا والنمسا والمجر ثم انتشر الدجاج في أمريكا بعد اكتشافها في التاريخ الحديث.

استئناس الطيور:

يقصد بالاستئناس رعاية الإنسان للدواجن اعتماده عليها عليه في معيشته.

أسباب الاستئناس:

1- الحاجة الاقتصادية لتوفير الطعام.

2- المعتقدات والطقوس الدينية للإنسان البدائي فالديك كان مقدسة عند بعض الأديان القديمة.

3- مصارعة الديوك (Cock Fighting) ساهمت بدور كبير في استئناس وانتشار السلالات المختلفة حيث كانت الهواية المفضلة لدى أمراء جنوب وشرق آسيا منذ آلاف السنين.

نتائج الاستئناس :

1- تحور طباع وسلوك الطائر.

2- زيادة تركيز التربية الداخلية نتيجة عزل الطائر المستأنس.

3- زيادة تركيز التربية الخارجية نتيجة للحروب والهجرة والتبادل الاقتصادي فاختلطت بذلك دماء السلالات المنعزلة عن الشعوب المختلفة.

4- الانتخاب بغرض زيادة أفراد تظهر عليها صفات معينة أو لتحسين إنتاج أفراد معينة.

نتائج الانتخاب بعد الاستئناس:

1- زيادة الحجم .

2- زيادة إنتاج البيض .

3- ضعف الميل إلى الرقاد .

4- تغير اللون .

وبعد انتشار الدجاج في أرجاء العالم تأقلمت تبعا للبلاد التي عاشت بها وتبعا للظروف الجوية والطبيعية وتبعا لاهتمام المربين أو تبعا لغرض الاستعمال، وتبعا للغذاء المتوفر، فاهتم بعض المربين بالدجاج لإنتاج البيض واهتم آخرون بإنتاج اللحم وقد حدث اختيار وفرز طبيعي نتيجة لتعرض الدجاج إلى العوامل الجوية القاسية مثل التعرض للبرد الشديد أو الحر الشديد مما يؤدي إلى هلاك الكثير من الطيور التي استطاعت مغالبة هذه الظروف الجوية القاسية ، وتزاوجت هذه الأفراد القليلة داخلية مئات من السنين حتى ثبتت بها بعض الصفات الوراثية لتنشأ سلالة نقية لها صفات مميزة ومعروفة ، والسلالة النقية هي السلالة التي تنتج أجيالا جديدة لها نفس مواصفات الآباء والجدود ، وقد نشط المربون منذ بداية القرن الماضي في تربية الدواجن ، وكانت البداية هي تربية السلالات النقية وقسمت إلى أربعة أقسام تبعا لغرض التربية وهي:

1- إنتاج البيض .

2- إنتاج اللحم .

3- ثنائية الغرض (لإنتاج البيض واللحم معا).

4- دجاج الزينة .

وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي قامت شركات عالمية متخصصة في إنتاج الدجاج، وقد ازدهرت تربية الدواجن في العالم حيث قامت الشركات العالمية بتطبيق القوانين الوراثية المختلفة بغرض رفع الكفاءة الإنتاجية للدجاج وحدث تهجين بين السلالات المختلفة لتنتج أنواع جديدة من الدجاج متخصصة في إنتاج البيض أو إنتاج اللحم وسميت السلالات الجديدة بأسماء الشركات أو بأسماء تجارية خاصة ، أما السلالات النقية فيقتصر تربيتها على الهواة نظرا لانخفاض إنتاجها بالمقارنة مع السلالات الحديثة المهجنة.