
الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
الهيأة العليا لإحياء التراث: طموحنا من مؤتمر فكر الإمام الحسن (عليه السلام) تقديم قراءة جديدة متأنية للكتابات التي تناولت شخصيته
المصدر:
alkafeel.net
09:39 صباحاً
2025-07-30
42

أكدت الهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة أنّ طموحها من مؤتمر فكر الإمام الحسن (عليه السلام) هو تقديم قراءة جديدة متأنية للكتابات التي تناولت شخصيته. جاء ذلك في أثناء كلمة مدير المعهد العالي للتراث التابع للهيأة، الدكتور السيد عبد الحكيم الصافي، في المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثاني عشر لفكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام). وجاء في نص الكلمة: برعاية الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، تقيم الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، بالتعاون مع مركز الشيخ الطوسي للدراسات والتحقيق التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة، المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثاني عشر لفكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، تحت عنوان (الإمام الحسن -عليه السلام- قيادة وريادة). أيها السادة الأجلاء.... الإمام الحسن (عليه السلام) هو السبط الأول لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأول ثمرة طاهرة لبيت النبوة، وأول إشراقة من أمير المؤمنين والصديقة الزهراء (عليهما السلام)، وثاني الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). نزلت في حقه آيات بينات منها: آية التطهير، وآية الإطعام، وآية المودة، وآية المباهلة، وغيرها. إنّه ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسيد شباب أهل الجنة، وقد تواترت الروايات النبوية الشريفة في بيان فضله ومكانته. إنّ الحديث عن حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يحتاج إلى سبر أغوار التاريخ واستنطاق نصوصه، إذ امتلأت سيرته بالأحداث العظام والملابسات المعقدة، من بداية نشأته، إلى رحيل جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فاستشهاد والده أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم بيعته، حتى شهادته، وكل مرحلة تحمل في طياتها فتنًا كبرى وتحولات مصيرية في مسيرة الأمة. لقد بدأت الأمة بالانحراف بُعيد رحيل النبي الأكرم بشكل واضح، حتى آل الأمر إلى أن يتولى زمامها من لا خلاق ولا أهلية لذلك. وبعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، كشفت مطامع حاكم الشام عن وجهها القبيح، وظهرت النزعات الجاهلية من الطلقاء وأبنائهم، الذين أسلموا ظاهريًّا، بينما بقي الحقد في قلوبهم، إذ أزعجهم نبأ بيعة الأمة للإمام الحسن (عليه السلام)، فاندفعوا بكل أساليب الخداع والتضليل لإفساد تلك البيعة، فبثّوا الجواسيس، وأغووا ضعاف النفوس ونخروا جيش الإمام بدسائسهم. ولكن الإمام الحسن (عليه السلام) واجه تلك المرحلة العصيبة بالحكمة والموعظة الحسنة، فصان دماء شيعته من سيوف الطغاة الذين انحرفوا إلى دروب الملك العضوض، ومضى (عليه السلام) يقدم للأمة نموذجًا فريدًا في الصبر والحكمة في زمن تغلبت فيه النزعات الجاهلية، واستحكمت فيه الفتن والظلمات، فكان الإمام الحسن (عليه السلام) نورًا ساطعًا في الأمة، يهديها إلى سواء السبيل، ويعصمها من مهاوي الضلال والتيه. في هذا الخضم العاصف، بقي الإمام الهمام ثابتًا، حريصًا على دين جده رسول الله وصيانة الرسالة الخاتمة، وحفظها على أكمل وجه. هذه المواقف التي وقفها الإمام الحسن (عليه السلام) دفاعًا عن الدين الحنيف، تحتاج إلى التأمل العميق والتحليل الدقيق، والوقوف عندها، وتحليل أبعادها ومعرفة الدواعي لها. لقد أولت الجلسات العلمية والمؤتمرات السابقة اهتمامًا كبيرًا بالبحث في سيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، ونحن اليوم نواصل هذا المسار، ولكن عبر دراسة ما دوّنه وكتبه الآخر، وقراءته قراءة موضوعية نقدية علمية دقيقة، لنتبين هل كُتبت هذه الدراسات بروح علمية موضوعية؟ أم اختلطت بالأهواء والرغبات، وظهر فيها الإجحاف وغاب عنها الإنصاف؟ لقد وقف الباحثون على نماذج من تلك الدراسات وقفة علمية نقدية جادة، فجاء هذا المؤتمر ليتناول ذلك في ثلاثة محاور رئيسة. المحور الأول: الإمام الحسن في كتابات المستشرقين. المحور الثاني: الإمام الحسن في كتابات المخالفين القدماء. المحور الثالث: الإمام الحسن في كتابات المخالفين المعاصرين. أيها السادة الأفاضل. إنّ طموحنا عبر هذا المؤتمر العلمي هو تقديم قراءة جديدة متأنية لتلك الكتابات التي تناولت شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) قراءة تقوم على أسس النقد العلمي والتحليل الموضوعي، وتهدف إلى الكشف عن الثغرات المنهجية والهنات المعرفية الكامنة في تلك الكتابات، وتسليط الضوء على مكامن الضعف فيها، بغية تصحيح المسارات الخاطئة التي شاعت بفعل القراءات المغلوطة والميول العصبية، وتقديم نقد علمي بنّاء ينسجم مع قواعد التحقيق، ومنهجية البحث العلمي الموضوعي، بما يخدم الحقيقة العلمية والتاريخية. وفي الختام، نتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، والأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، وأعضاء مجلس الإدارة، ومستشار الهيأة العليا، على كريم رعايتهم وحسن اهتمامهم ودعمهم المتواصل الذي كان له الأثر البالغ في إنجاح هذا المؤتمر. كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى الباحثين الكرام والضيوف الأعزاء على حضورهم الكريم، ومساهمتهم القيمة، سائلين الله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكتب لنا القبول والسداد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.