x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الاخبار

اخبار الساحة الاسلامية

أخبار العتبة العلوية المقدسة

أخبار العتبة الحسينية المقدسة

أخبار العتبة الكاظمية المقدسة

أخبار العتبة العسكرية المقدسة

أخبار العتبة العباسية المقدسة

أخبار العلوم و التكنولوجيا

الاخبار الصحية

الاخبار الاقتصادية

العتبة العباسية: احتفاؤنا بتكليف هذه الورود الفاطمية لتقديم انموذج واع يحتذى به

المصدر:   alkafeel.net

02:44 صباحاً

2023-03-22

770

أكّد ممثل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة الدكتور حسن داخل الحسناوي، أن الاحتفاء بتكليف هذه الورود الفاطمية لتقديم انموذج واع يحتذى به في كيفية بناء الإنسان. جاء ذلك في كلمته الّتي القاها في فعاليات اليوم الثالث لحفل التكليف الشرعي لطالبات المدارس في كربلاء، ضمن مشروع (الورود الفاطمية)، الذي تقيمه شعبة الخطابة الحسينية النسوية بالتعاون مع مديرية تربية كربلاء، وبمشاركة أكثر من (3) آلاف طالبة. وجاء في نصّ كلمته: مرة أخرى تمتد كفّ الفضل لتغرس ورودًا فاطمية جديدة في تربة حياتنا، آلاف الورود الزكية التي يعدّ غرسها بأن يظل بستان قيمنا اخضرًا نضرًا في وجه كل محاولات جعله قفرًا يبابا، غرس جديد يردف غرسًا سابقًا ما زالت الكف نفسها تسقيه من جود ما فتئ يرسم لنا الصورة المثلى لمعنى التكليف الذي من أجله برأ الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم. لا ريب أن مشهدًا بهيجًا كهذا، بوقعه العظيم في النفس، يدعونا إلى مزيد من التأمل في مفهوم التكليف، يقال أحيانًا أن التفكير مفعول الواقع، وهذا الحدث الذي يجمعنا اليوم هو أحد مصاديق هذا الواقع الذي يثير الفكر، كيف يمكن أن ندفع التفكير في هذا الحدث إلى أقصى حدوده، لنستثمره أمثل استثمار في أفق العمل التربوي بكل الإشكالات والتحديات التي تكتنفه اليوم. كيف نستثمر مشهدًا كهذا بما يختزنه من طاقة روحية كبيرة في تجديد الإجابة عن السؤال التربوي الذي بات يؤرقنا؟. كيف يمكن أن نجعل من مسألة التكليف منطلقًا للنهوض بالواقع التربوي برمته؟. من هذا المنطلق، ولأجل هذه الغاية سنشير إلى أمرين يمثلان شرط إمكان ولوج هذا الأفق: أولها: ما أجمل وأبهى أن تحتفي المؤسسة التربوية بحدث التكليف، وأن توليه اهتمامها ورعايتها، ولكن عليها في الوقت نفسه أن تحرص على أن لا يختزل التكليف إلى مناسبة ظرفية تتلقى عاطفيًا فحسب، بل عليها أن تضع برنامجًا دقيقًا شاملاً طويل الأمد يأخذ بحسبانه مدارج التكليف كلها في المراحل العمرية المختلفة. ثانيها: عادة ما يتصور الفهم السائد مسألة التكليف بالنظر في مواردها، أي في موضوعاتها، والحال أن السياق الذي يكتنف حدث اليوم، أعني السياق التربوي المؤسّسي، يقترح علينا منظورًا آخر نفكر منه في هذه المسألة، ومنطلقًا أبعد غورًا، يبدأ من النظر في التكليف بوصفه ظاهرة في ذاتها، لينتهي حتمًا إلى موضوعاتها. إن إدماج التكليف في الأفق التربوي وخططه يقتضي أن لا يبدأ فهمنا للتكليف من كونه قائمة من الأوامر والنواهي يجب على الإنسان أن يراعيها عند بلوغه سناً معينة، بل بما هو معنى وجود الإنسان نفسه، ينبغي أن ندرب أنفسنا على الآتي : ليس الإنسان كائنًا يوجد ثمّ يكلّف، بل التكليف هو عين معنى وجوده، ينتقل فيه الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل، ما أعجب قوله تعالى بهذا الشأن : ((إِنَّا خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍۢ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَٰهُ سَمِيعًۢا بَصِيرًا))، حيث لا يوجد أي عطف بين الخلق والابتلاء، في حين أن جعل الإنسان سميعًا بصيرًا جاء معطوفًا على الابتلاء: لم تجد السماء الإنسان ذا سمع وبصر فكلفته، بل جعلتهما له تأسيسًا على تكليفه، ليكون قادرًا على الإصغاء لندائها ورؤية نورها، و كلفة التكليف ومؤونته إنما تكمن في جلال هذه المنزلة قبل أن تكون في أي من موارد التكليف، بهذا الأمر العجاب، ينبغي أن يستغرق هذا الكائن المتناهي الفاني الذي يحسب نفسه جرمًا صغيرًا، ولكنه بالتكليف وحده صار سيد الكائنات، وانطوى فيه العالم الأكبر. فاحتفاؤنا اليوم بتكليف هذه الورود الفاطمية هو ابتهاج بتكليفهن الفعلي، بعد أن ولد مع ولادتهن التكليف بالقوة، أو إمكان التكليف الذي هو في عمقه اسم آخر لوعي الإنسان بنفسه وبالآخرين وبرسالته في الحياة، وينبغي على الأسرة والمدرسة العمل معًا من أجل تنمية هذا الوعي حتى يصير مؤهلاً لأن يترجم إلى فعل ابتداء من مثل هذا اليوم.

يسلمنا فهم التكليف على هذا النحو إلى نتيجتين مترابطتين: الأولى: أن التكليف ليس أمرًا مفروضًا على الإنسان من خارجه، بل هو نفسه نسيج وجوده الذي فطره الله تعالى عليه، لذا فالعمل عليه لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل، على نفسه ووعيه تهذيبًا وتعميقًا، نغرس الصلة بالخالق في النفس، وستثمر أمام أعيننا صلاة لا يطمئن القلب إلا بها، ونغرس العفة في النفس، وستثمر أمام أنظارنا حجابًا وعباءة، ونغرس المسؤولية في الوعي، وستثمر رأي أبصارنا بناءً وإعمارًا. الثانية: أن للتكليف مستويات تناسب مستوى نمو وعي المكلف وقدراته، أي تناسب الوسع بتعبير القرآن الكريم، لذا نجد أن القرآن الكريم لا يسند التكليف إلى النفس إلا ويورد لفظها بصيغة التنكير (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا ... لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا.. ا تُكَلَّفُ نَفْسٌ...إلخ))، ومن أوكد مهام المؤسسة التربوية أن ترفع مستوى تكليف من تتعهد تربيتهم، أي أن تنمي وعيهم وقدراتهم ومهاراتهم، ليكونوا أنفع لمجتمعهم، وأوسع تأثيرًا إيجابيًا في محيطهم. عندما نفهم التكليف على هذا النحو، تتكشف لنا كل جوانب ثرائه وغناه ومقاصد موضوعاته، وحفل التكليف اليوم مناسبة طيبة لأن نذكر بهذا التصور، إنه مناسبة نذكر فيها أن التكليف ليس مناسبة، وما أوفى استعارة الضوء في هذا المقام للتعبير عنه، فكما أن الضوء ليس شيئا من الأشياء، بل هو ما يمكننا من رؤية الأشياء، كذلك التكليف ليس حدثًا من بين أحداث الحياة، بل هو ما يجب أن نبصر به جملة أحداث حياتنا، وكلّ أعمالنا ومشاريعنا، لذا فهو بهذا الفهم يصير جديرًا بأن يكون الأساس الذي تقوم عليه فلسفة العمل التربوي، والأفق الذي يكتنف العملية التعليمية كلها، لأنه سيمكننا من أن نبصر بجلاء المشاكل الكبرى التي تهدد واقعنا التربوي، من قبيل التركيز في بناء المخرجات على الجامعة لا المجتمع، وسيادة النزعة الفردية والفكر الوظيفي في أذهان المتعلمين، فضلاً عن المشكلة الأخطر، خفو الروح التربوي من العملية التعليمية، وانحسار انموذج المربي المسؤول. وغالباً ما يفكر ذوو النوايا الحسنة والاهتمام الجاد لحل هذه المشاكل وغيرها في استجلاب برامج وخطط من بيئات أجنبية، فنسمعهم يتحدثون عن التعلم الاجتماعي والتعلم العاطفي والتعلم الإيجابي و sel وغير ذلك، والحال أننا في غنى عن هذا كله لو بنينا فلسفة التربية الخاصة بنا على مفهوم التكليف بمعناه الأعمق، على نحو لا يجعل التكليف مجرد موضوع يدرس في مادة التربية الإسلامية، بل يصير أفقًا شاملاً تدرس على هديه العلوم والرياضيات واللغة وسائر فروع المعرفة الأخرى، ما دام منتهى تكليفنا إعمار هذه الأرض وجعلها مقامًا محمودًا. لا ريب في أن هم الإصلاح التربوي وبناء إنسان ذي قيم أهم ما يجمع بين رؤية العتبة العباسية المقدّسة، ورؤية مديرية تربية كربلاء، وهو الأرضية المشتركة التي تقوم عليها كل برامج التعاون بين المؤسستين، بين العتبة العباسية المقدسة التي تسعى دائما إلى تقديم انموذج يحتذى في كيفية بناء الإنسان الواعي بتكليفه، والعامل بمقتضياته، وبين مديرية التربية الموقرة، التي تبذل جهدا حثيثًا مشهودًا في ترصين العملية التعليمية والمحافظة على الإشعاع التربوي للمدرسة، وما حفل هذا اليوم المبارك إلا شاهد على هذا التعاون، سبقته شواهد كثيرة، وسيعقبه مزيد إن شاء الله تعالى. ختام القول شكر وافر وثناء غامر لكل من أسهم في رسم هذه اللوحة الزاهية، ورأى الاحتفاء بالتكليف جزءًا من تكليفه، شكرا للمديرية العامة لتربية محافظة كربلاء المقدسة، وعلى رأسها السيد المدير العام المحترم، وفريقه المجتهد المثابر، على الاهتمام بهذه الورود ورعايتها، وهو بلا ريب ليس اهتمامًا ظرفيًا عابرًا، ينتهي بانتهاء يومه وختامه، بل هو تعهد متواصل لأن يأخذ حدث التكليف أثره العملي في حياتهن، من خلال تهيئة البيئة المدرسية المناسبة التي تذكرهن دوماً بتكليفهن على المستويين الفردي والاجتماعي، وتيسر لهم سبيل ما يقتضيه هذا التكليف من الأمور العبادية، ومن حسن المعاملة ومكارم الأخلاق. نشكر أيضاً الأسر الكريمة التي خرجت منها هذه البراعم الطيبة، وندعوها أن تأخذ دورها في تبصير بناتنا العزيزات بحقيقة التكليف ومقتضياته، وجعله حدثًا مفصليا في حياتهن، وأثرًا جليًا في سلوكهن، فمن دون الشراكة بين الأسرة والمدرسة، يغدو العمل التربوي عسيرا. أما أبلغ الشكر وأعظم الثناء وأصدق الدعاء فهو لشعبة الخطابة الحسينية النسوية التابعة لمكتب سماحة المتولي الشرعي (دام عزه) للشؤون النسوية، الشعبة التي واصل عملها الليالي بالأيام، وقدمت برهانا آخر من البراهين الساطعة على أن ذلك الجود لم ينفد ولن ينفد ماؤه، بل يظل يفيض فراتًا سلسبيلا للقاصدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اخبار ذات صلة


قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات
معهد القرآن الكريم النسوي: حققنا أكثر من (3000) ختمة قرآنية خلال شهر رمضان
الهيأة العليا لإحياء التراث تصدر الكتاب الرابع من سلسلة (بحوث مختارة من مجلة الخزانة)
ضمن استعداداتها لحفل التخرّج المركزي. مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العباس (عليه السلام) بالورود
مواكب العزاء الكربلائية تحيي فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)
مجمّع الشيخ الكليني يكمل استعداداته لاستقبال المشاركين في حفل التخرّج المركزي
عبر فقراتٍ عزائية.. أهالي كربلاء يحيون ذكرى هدم مشاهد أئمّة البقيع (عليهم السلام)
جامعة الكفيل تقيم ورشة عملٍ عن (قانون العمل وتطبيقاته)
العتبة العباسية تشارك في معرض العراق الدولي للنفط والغاز والطاقة والمعدات النفطية في البصرة
 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+