غزوة المريع (غزوة بني المصطلق)
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص 178 - 180
2025-10-28
0
قال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8]
لا يعلمون من فرط جهلهم وغرورهم .
القمي قال نزلت في غزوة المريع وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها وكان انس بن سيار حليف الانصار وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دلو سيار بدلو جهجاه فقال سيار دلوي وقال جهجاه دلوي فضرب جهجاه يده على وجه سيار فسال منه الدم فنادى سيار بالخزرج ونادى جهجاه بقريش فأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن ابي النداء فقال ما هذا فأخبروه بالخبر فغضب غضبا شديدا ثم قال قد كنت كارها لهذا المسير الى الاول العرب ما ظننت اني ابقى إلى أن اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير ثم أقبل على أصحابه فقال هذا عملكم أنزلتموه منازلكم وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم وأبرزتم نحوركم للقتل فأرمل نسائكم وأيتم صبيانكم ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم ثم
قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وكان في القوم زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في ظل شجرة في وقت الهاجرة وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والانصار فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن ابي فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعلك وهمت يا غلام قال لا والله ما وهمت فقال لعلك غضبت عليه فقال لا والله ماغضبت عليه قال فلعله سفه عليك قال لا والله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لشقران مولاه فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك فقالوا ما كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليرحل في مثل هذا الوقت فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال وعليك السلام فقال ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت فقال أو ما سمعت قولا قال صاحبكم قالوا وأي صاحب لنا غيرك يا رسول الله قال عبد الله بن ابي زعم انه ان رجع إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فقال يا رسول الله فأنت وأصحابك الاعز وهو وأصحابه الاذل فسار رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يومه كله لا يكلمه أحد فأقبلت الخزرج على عبد الله بن ابي يعذلونه فحلف عبد الله أنه لم يقل شيئا من ذلك فقالوا فقم بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حتى نعتذر إليه فلوى عنقه فلما جن الليل سار رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليله كله والنهار فلم ينزلوا إلا للصلاة فلما كان من الغد نزل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ونزل أصحابه وقد امهدهم الارض من السهر الذي أصابهم فجاء عبد الله بن ابي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فحلف عبد الله أنه لم يقل ذلك وأنه ليشهد أن لا إله إلا الله وانك لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وان زيدا قد كذب علي فقبل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) منه واقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له كذبت على عبد الله سيدنا فلما رحل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان زيد معه يقول اللهم إنك لتعلم اني لم اكذب على عبد الله ابن ابي فما سار إلا قليلا حتى أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ما كان يأخذه من البرحاء عند نزول الوحي عليه فثقل حتى كادت ناقته ان تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو يسكب العرق عن جبهته ثم أخذ باذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال يا غلام صدق فوك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين ففضح الله عبد الله بن ابي قال القمي فلما نعتهم الله لرسوله وعرفهم مشى إليهم عشايرهم فقالوا لهم قد افتضحتم ويلكم فأتوا نبي الله يستغفر لكم فلووا رؤوسهم وزهدوا في الاستغفار وفي رواية إن ولد عبد الله بن ابي أتى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أن اكون أنا الذي أحمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الاوس والخزرج اني أبرهم ولدا بوالده فإني أخاف أن تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال رسول الله بل نحسن لك صحابته مادام معنا .
وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) قال إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي (عليه السلام) لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله والسبيل هو الوصي إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون يقول لا يعقلون نبوتك وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لووا رؤوسهم قال الله ورأيتهم يصدون عن ولاية علي (عليه السلام) وهم مستكبرون عليه ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين يقول الظالمين لوصيك .
الاكثر قراءة في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة