الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
مواعظ أبي حازم
المؤلف: لبيب بيضون
المصدر: قصص ومواعظ
الجزء والصفحة: 347-349
15-12-2017
2684
روي أنه لما حج سليمان بن عبد الملك في ولاية عهده ، ودخل المدينة زائراً لقبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومعه ابن شهاب الزهري ، فأقام بها ثلاثة أيام فقال : أما ههنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟؛ فقيل له : بلى ههنا رجل يقال له ابو حازم.
فبعث اليه فجاءة وهو أقور أعرج.
فدخل عليه فوقف منتظراً للإذن ، فلما طال عليه الإذن وضع عصبته ثم جلس.
فلما نظر اليه سليمان ازدرته عينه ، فقال له : يا ابا حازم ما هذا الجفاء الذي ظهر منك ، وأنت توصف برؤية أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مع فضل ودين تذكر به.
فقال ابو حازم : وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين؟
فقال سليمان : انه اتاني وجوه اهل المدينة وعلماؤها وخيارها وانت معدود فيهم ، ولم تأتني!.
فقال ابو حازم : أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن ، ما جرى بيني وبينك معرفة آتيك عليها.
قال سليمان : صدق الشيخ ...
ثم قال : يا ابا حازم : ما لنا نكره الموت؟!؛ فقال ابو حازم : لأنكم اخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم ، فأنتم تكرهون النقلة من العمران الى الخراب.
قال سليمان : صدقت يا ابا حازم.
فكيف القدوم على الاخرة؟
قال : نعم ، اما المحسن فانه يقدم على الاخرة كالغائب يقدم على اهله من سفر بعيد ، واما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتافه ، فيؤتى به الى سيد فظ غليظ ؛ فإن شاء عفا وإن شاء عذب.
فبكى سليمان بكاء شديداً وبكى من حوله ، ثم قال : ليت شعري ما لنا عند الله يا ابا حازم؟
فقال : اعرِض نفسك على كتاب الله ، فإنك تعلم ما لك عند الله.
قال سليمان : يا أبا حازم ، وأين أصيب تلك المعرفة في كتاب الله؟
قال : عند قوله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار : 13، 14].
قال سليمان : يا ابا حازم ، فأين رحمة الله؟
قال : رحمة الله قريبة من المحسنين.
قال سليمان : يا ابا حازم ، من اعقل الناس؟
قال : اعقل الناس من تعلم العلم والحكمة وعلّمها الناس.
قال سليمان : فمن احق الناس؟
قال : من حط في هوى رجل وهو ظالم ، فباع آخرته بدنيا غيره.
قال سليمان : فما اسمع الدعاء؟
قال : دعاء الخائفين القانتين.
قال سليمان : فما ازكى الصدقة عند الله؟
قال : جهد المقل.
قال : فما تقول فيما ابتلينا به؟
قال ابو حازم : اعفنا عن هذا وعن الكلام فيه اصلحك الله.
قال سليمان : نصيحة تلقيها
فقال : ما اقول في سلطان استولى عنوة بلا مشورة من المؤمنين ، ولا إجماع من المسلمين ، فسفكت فيه الدماء الحرام ، وقطّعت به الارحام ، وعطلت به الحدود، ونكثت به العهود ، وكل ذلك على تنفيذ الطينة ، والجمع لمتاع الدنيا المشينة.
ثم لم يلبثوا ان ارتحلوا عنها ، فيا ليت شعري ما تقولون وماذا يقال لكم؟!
قال سليمان : فكيف لنا يا ابا حازم ان نصلح ما فسد منا ؟
فقال : المأخذ في ذلك قريب يسير يا امير المؤمنين.
فاستوى سليمان جالسا من اتكائه ، فقال : كيف ذلك؟
قال : تأخذ المال من حله ، وتضعه في اهله ، وتكف الأكف عما نهيت ، وتمضيا فيما امرت به.
قال سليمان: ومن يطيق ذلكم يا ابا حازم؟!
فقال : من هرب من النار الى الجنة ، ونبذ سوء العادة الى خير العبادة.
فقال سليمان: اصحبنا يا ابا حازم ، وتوجه معنا تصب منا ونصب منك ؛ قال أبو حازم : أعوذ بالله من ذلك.
قال سليمان : ولِمَ يا ابا حازم؟
قال : اخاف ان اركن الى الذين ظلموا ، فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات.
فقال سليمان : فتزورنا يا ابا حازم؟
قال : إنا عهدنا الملوك يأتون الى العلماء ، ولم يكن العلماء يأتون الملوك ، فصار في ذلك صلاح الفريقين.
ثم صرنا الآن في زمان صار العلماء يأتون الملوك والملوك تقعد عن العلماء، فصار في ذلك فساد الفريقين جميعاً.
قال سليمان : فأوصنا يا ابا حازم واوجز ؛ قال : اتق الله ، ان لا يراك حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث امرك.
فقال سليمان بن عبد الملك : هاتِ يا غلام الف دينار ، فأتاه بها.
فقال : خذها يا ابا حازم ؛ فقال : لا حاجة لي بها ، لأني وغيري في هذا المال سواء ، فإن سويت بيننا وعدلت أخذت ، وإلا فلا ؛ لأني أخاف ان يكون ذلك ثمناً لما سمعت من كلامي.
فأعجب سليمان بأمره عجباً شديداً.
فقال بعض جلسائه : يا امير المؤمنين ، ان الناس كلهم مثله.
قال : لا (1).
_________________
(1) العقد الفريد : ج2، ص107.