الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الأب وبناء النفس لأداء الوظيفة التربوية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: دور الاب في التربية
الجزء والصفحة: ص80-83
23-11-2017
2009
يجب ان نبني انفسنا لأداء هذه الوظيفة، ويرتبط هذا الواجب بوجود الولد طبعاً. فصلاح الاب وفساده يؤثران على الطفل حتما، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله : ( أن الله ليفلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده). ويقول الامام الباقر (عليه السلام) في هذا الشأن ايضاً : (يحفظ الاطفال بصلاح آبائهم)
نعم، على الاباء ان يهيئوا انفسهم لهذه المرحلة وانجاز هذه المسؤولية بأفضل وجه ويثبتوا مهارتهم وكفاءتهم. ولا يمكن تربية النشء تربية جيدة لتقر بهم العيون الا من خلال تحمل هذه المسؤولية وعدم التهرب منها.
ـ على طريق البناء :
لقد قيل الكثير عن الامور التي يجب على الانسان الاهتمام بها وبناء نفسه بموجبها. وسوف نشير فيما يلي إلى بعض منها :
1- الوعي: ويمثل الخطوة الاولى في حياة الانسان الذي سيفتح عينيه ويفكر بحالة الظواهر التي تحيط به وكيف يمكنه ان يعيش حياة مستقرة وسعيدة، ويتخذ المواقف المختلفة.
وللوعي ميدان واسع للغاية. اذ انه يشمل معرفة النفس والظواهر المختلفة ومعرفة المنزلة وقيمة الذات، ومعرفة الدين ايضاً وتعاليمه المختلفة وسيبقى الانسان قاصراً عن تربية الآخرين ما لم يعرف نفسه ودوره ومنزلته.
ينبغي للشخص الذي يريد ان يصبح أبا ان يعرف ماذا يجري في المجتمع، وما العوامل المؤثرة عليه، وكيف يستسلم للتأثيرات الايجابية للهرب من المؤثرات السلبية.
ان افتقاد الوعي يعقد العملية التربوية ويفشلها. ويمكن اكتسابه من خلال اللجوء إلى اصحاب الخبرة والكتب والمؤلفات وإلى الذين اجتازوا هذا الامتحان بنجاح باهر خاصة اولئك الذين تمكنوا من بناء اولاد صالحين ومفيدين لمجتمعه.
2- توفير اللقمة الحلال: للطعام دور مهم جدا في بناء الانسان ويجب على من يريد الترقي في سلم البناء والصلاح ان يهتم بما يأكله، واللقمة الحلال توفر اسباب العديد من النجاحات.
كيف يمكننا ان نطهر نفوسنا وننزهما ونسير بها في طريق الخير و الصلاح ونحن نتناول طعام الشبهة ونلبس لباس الشهرة ونسكن في منازل مغصوبة ونعيش في اجواء فاسدة ومنحرفة.
فالنفس الملوثة لا تدعو ابدا واذا ما دعت فلا يستجاب لها، ولا يمكن ربط علاقة جيدة بينها وبين خالقها.
كما يؤثر الطعام على النطفة وعلى تأثير الكلام، فكيف سيكون ذلك الانسان الذي سينشأ من نطفة معقودة من طعام حرام او شبهة، وما هي خصائصه وسماته؟
ويجب الاهتمام ايضا بطعام الولد بعد ولادته من نطفة طاهرة لتأثير ذلك على تربيته وخلقه وصفاته. اذ انه سيكون مستعدا للانحراف الخلقي والسلوكي فيما لو نشأ على الطعام الحرام.
3- الايمان والاعتقاد: ثمة ملاحظة مهمة في هذا الموضوع وهي ان ايمان الاب بالحساب والكتاب والمعاد والجزاء وعواقب الاعمال، وايمانه بوظيفة الابوة والائتمان الالهي، يؤثر بشدة على تربية الطفل.
فالأب الذي لا يؤمن في جميع تصرفاته بان الذي يراقبه خالقه لا يمكنه ان يجد ويسعى في تربية اولاده، ولا يشعر ابدا ان هذا المولود هو جزء منه وانه مسؤول عن مصيره ومستقبله.
ولا يثق مثل هؤلاء الاولاد بآبائهم لانهم لا يرتبطون بهم ايمانيا وعقائدياً وسوف لا يمتثلون إلى اوامرهم.
فالإيمان عامل ضروري لتوفير الامن وثقة الاب بالطريق الذي يسلكه، ويوفر ايضا تصديق الولد بما يسمعه من والده ويشاهد.
4- العمل: يعتبر الاب القدوة لولده ومثال عمله، فما يفعله الاب يمثل حجة لطفله الذي سيقلده في ذلك العمل نفسه ـ سواء كان حسنا او سيئاً - وما اكثر الاباء الذين يقدمون لأولادهم نماذج فاسدة بعمله وسلوكهم ويؤدي ذلك إلى فساد الطفل طبعاً.
فالآباء مسؤولون عن عمل اولادهم، وان ما يقومون به يمثل درسا لهم، لذا يجب ان تكون تصرفات الاباء حكيمة خالصة مع جميع الشوائب، واعمالهم هادفة وتصب في طريق رضا الخالق وتقوم على التعاليم الالهية حتى يتمكن الطفل من السير في طريق الخير والسعادة.
5- الاهتمام والحذر: يجب على الاب وهو يمارس مسؤوليته ان يحذر الاصابة بالابتلاءات لان الامراض والمفاسد والادمان على المخدرات تؤثر على الاطفال، ويرتبط العديد من اسباب النقص العضوي والجسدي والتخلف العقلي والامراض المزمنة بالوالدين واصابتهما او احدهما بالسفلس والادمان على الكحول والمخدرات قديما وحديثاً.
حري بالأب ان يكون صادقا مع نفسه على الاقل لينجح في تربية ولده، وان يقوم ـ دون خجل ـ بإصلاح عيوبه والابتعاد عن الحرام، وان يعتصم بخالقه من خلال عبادته ويستعين بالقرآن كي يتمكن من ايجاد ملكة التقوى لدى اولاده.
كما يجب على الاب ايضا ان يبني ذاته ويحذر سوء الظن وحب الجاه وضعف النفس والتكبر والغرور ويستعيض عن ذلك بعزة النفس والوقار والهمة العالية والعقل والحلم والعلم والشجاعة، وان يضع نصب عينيه طلب الخير للآخرين وحسن الظن بهم وذلك لتأثير هذه الصفات على روح الانسان وبنائها قويا وسليما وانتقال تأثير ذلك إلى اولاده.