الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تأثير الأصدقاء في الطفل
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص201ـ203
10-11-2017
4597
يفوق تأثير الأصدقاء في الطفل تأثير الأب والأم بل ويفوق تأثير المعلم أيضاً في بعض الموارد. إن الطفل يتعلم في الأغلب تصرفات ونهج أصدقائه لأنه يتفق معهم في طريقة التفكير والتطلعات.
قد يمهد الأصدقاء والاصحاب الكثير من عوامل الانحراف، فتصرفاتهم السيئة قد تؤدي الى ان يقوم الطفل بها مستقبلاً ومن امثلة ذلك الفرار من البيت أو المدرسة والتسيب ...اي ان التفاخر والاستهزاء والبطالة والعصبية والتمرد كلها أمور ناجمة في كثير من الأحيان من مماشاة ومحاكاة الأصدقاء.
يرغب الأطفال بالأفعال الجديدة بشكل كبير وعندما يرونها يبادرون الى تقليدها. من الواضح جداً ان لكل طفل اسلوباً ومنهجاً خاصاً تعلمه من محيطه الاجتماعي يترجمه على صعيد الواقع عندما يلاقي اقرانه فمثلاً يقوم بالسرقة تقليداً لصديقه وهكذا يمارس العنف ويستهزئ وغير ذلك من الأمور.
ـ العلاقة بين الاصحاب :
يجري الأطفال فيما بينهم نوعاً من المعاملات فهم يتبادلون الأخلاق والتصرفات وكذلك المعلومات المفيدة منها والمضرة وهم يلفتون النظر إليهم عبر ذلك.. التنقل المستمر للوالدين وعدم التواؤم فيما بينهما وتغيبهما المتواصل عن الطفل يلقي بظلاله على هذه المعاملات ويضع امامه مصيراً صعباً ومقلقاً.
بطبيعة الحال إن الطفل حينما يرى ويلتقي بشخص اهل للثقة فإنه سيشرح له قلبه وسيخبره بما يواجهه من مشاكل وقضايا في حياته الشخصية والعائلية وما يشاهده من تصرفات مجحفة بحقه وما يفكر به من أجل التحرر من هذه القيود. يلجأ أحياناً الى التأوّه امام اصحابه وأحياناً أخرى الى التفاخر حفاظاً على غروره لا لشيء الا للبرهنة على انه مثلهم سواء أكان مؤدى الفعل الى الصلاح ام الى الفساد، فلو ركل برجله فلأنه يريد البرهنة على أنه قادر على ذلك أيضاً وهكذا الأمر إن سخر من احدهم ليضحك آخرين وبالتالي الإثبات بأنه ليس باقل من اقرانه مما ينبئ بعواقب وخيمة.
ـ مراقبة الأصحاب :
من هذا المنطلق يستلزم من الوالدين والتربويين التحقيق ومعرفة ان أولادهم يسايرون من؟ وأين ومع من يقضون أوقاتهم؟ وكيف يقضون أوقات لعبهم؟ والعمل بقدر المستطاع على قطع العلاقة مع ذوي الأخلاق الضعيفة ومن يتسم ببذاءة اللسان.
إننا نؤمن بضرورة وجود صديق وصاحب لكل طفل لأنه بحاجة الى من يفكر بطريقته ويفعل مثلما هو يفعل سواء في اللعب ام الضحك ام البكاء وما الى ذلك، لكن تلك العلاقة والمصاحبة ادعى الى ان يوضع حد لها إذا ما ادت الى الإضرار بشخصية العائلة والشرف الإنساني.
ـ اختيار الصديق:
من الجدير ذكره هنا ان منع الطفل من الاتصال بأصحابه ومن يلعب معهم دونما دليل لن يداوي جرحاً بل لا يمكن قطع علاقة الطفل بأصدقائه بشكل عشوائي وبدون تفكير. إن وجود الصديق والصاحب وكما اشرنا يعد أمراً ضرورياً في حياة الطفل ونموه علماً انه سيلجأ في الخفاء الى مد جسور العلاقة مع من هم في عمره إذا منع منها في العلن، وبذلك فما أفضل ان يختار الوالدان وخاصة بصورة غير مباشرة الصديق لأولادهما.
يمكن للوالدين اختيار أطفال معروفين والعمل مع آبائهم على التقاء بعضهم بالبعض الآخر ويعرّفون بعضهم على البعض الآخر والتمهيد أيضاً للصحبة عبر لقائهما في بيت واحد وتزويدهم بوسائل اللعب و اجلاسهم حول مائدة واحدة.
إن هذه السياسة تؤدي الى تقليص الاخطاء الى الحد الادنى والحؤول دون تعلم التصرفات والأعمال القبيحة والمذمومة.