مناظرة بين المأمون واسحاق
المؤلف:
الشيخ جعفر السبحاني
المصدر:
سيد المرسلين
الجزء والصفحة:
ج1،ص379-380.
22-4-2017
3725
لقد دار بين المأمون العباسي وإسحاق وهو من العلماء المشهورين حوار طريف في هذا المجال ينقله ابن عبد ربّه في كتابه العقد الفريد نذكر هنا خلاصته :
قال المأمون : يا إسحاق أي الأعمال كان أفضل يوم بَعث اللّه رسوله؟
إبن إسحاق : الإخلاص بالشهادة.
المأمون : أليس السبق إلى الإسلام؟
ابن إسحاق : نعم.
المأمون : اقرأ ذلك في كتاب اللّه يقول : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10، 11] إنَّما عُني من سبق إلى الأسلام فهل علمت أحداً سبق عليّاً إلى الإسلام؟
إبن إسحاق : إنّ علياً أسلَم وهو حديث السنّ لا يجوز عليه الحكمُ وأبو بكر أسلمَ وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.
وهنا أمسك المأمونُ بزمام الكلام وقال : أخبرني عن إسلام عليّ حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاماً من اللّه؟
قال إسحاق : بل دعاه رسول اللّه إلى الإسلام.
قال المأمون : يا إسحاق هل يخلو رسول اللّه حين دعاه إلى الإسلام من ان يكون دعاه بأمر من اللّه أو تكلَّف ذلك من نفسه؟
ثمّ قال : يا اسحاق لا تنسب رسولَ اللّه إلى تكلّف فإن اللّه يقول : {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86].
فإذا دعاه بأمر اللّه وليس من صفة الجبّار ـ جلَّ ذكرُه ـ أن يُكلِّفَ رسلَه دعاء مَنْ لا يجوز عليه حكم أفتراه في قياس قولك يا إسحاق؟ أن علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه الحكمُ قد تكلَّف رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون .
وعلى هذا الاساس يجب اعتبار ايمان علي (عليه السلام) ايماناً صحيحاً ثابتاً لم يقلّ عن إيمان الآخرين أهميةً وقيمة بل هو افضل مصداق لقوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} هو الإمام علي بن أبي طالب.
الاكثر قراءة في حاله بعد البعثة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة