x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مسؤولية الاسرة في تربية الطفل
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: دور الاب في التربية
الجزء والصفحة: ص62-63
27-3-2017
3733
لا يمكن للطفل ان يتجنب محيط الاسرة، فهو مضطر للعيش ضمن هذا الوسط، ويجب عليه ان يلتزم بالقوانين ويصبر عليها.
ويبرز في ظل هذه الظروف حق الطفل، فلا بد للوالدين من ادائه ولو ضمن ذلك المحيط على الاقل.
فالتربية هي اهم حق للطفل ضمن الوسط الذي يعيشه. وتقع المسؤولية المباشرة على الاب، ويجب عليه ان يربيه بحيث يكون انسانا مفيداً ونافعا في المجتمع. وتختلف استعدادات الاطفال في قبول التربية، ولا بد من مساعدتهم لكي يتمكنوا من الاعتماد على انفسهم وبناء ذواتهم ومجتمعاتهم.
ان اعز ما يملك الوالدان هو الولد، ومن الطبيعي أن يميلا إلى الاهتمام به على طول سنين حياته، ويفرض العقل والاخلاق ايضا ان يقوم الوالدان بتربية ولدهما.
فلا يجوز ان يكتفي الوالدان بالتفضل على طفلهما في مجال المال والطعام فقط ، ولا في قيامهما بتمليكه ارضاً او بيتا منذ اللحظة الاولى لولادته للتعبير عن اعتزازهما به والتفكير بمستقبله ماديا فقط . فهذه الامور ليست مهمة ازاء موضوع التربية، فقد جاء عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) قوله : ( ما نحل والد ولده افضل من ادب حسن.(
نعم، فالادب الحسن هو افضل ميراث، وهو خير ما يورثه الاباء لابنائهم. لذا يجب عدم ترك الاطفال وشأنهم، وان العملية التربوية مهمة للغاية، وتقع على عاتق الوالدين المسؤولية الكاملة في ذلك.
ينبغي على الاب والام ان يوفرا كل ما يحتاج اليه الطفل لنموه وان يهتما بهذا البرعم الجديد منذ اليوم الاول لولادته.
إن الاب والام مسؤولان معا عن تربية طفلهما واداء حقوقه، لكن المسؤولية الاكبر والمباشرة تقع على الاب في هذا المجال، فهو المسؤول الاول عن تربية اولاده اسلامياً، ومسؤول في نفس الوقت عن عواقب هذه التربية سواء كانت ايجابية او سلبية.
حري بالأب ان يهتم بأطفاله حتى يكونوا مؤمنين ملتزمين نافعين في ذلك المجتمع، ولا يجوز له التهرب ابدا من تلك المسؤولية حتى في المرحلة الجنينية للطفل وعليه ان يهيئ الاجواء المناسبة منذ تلك المرحلة.
فالأب رب اسرته وهو الآمر والناهي فيها والمراقب لأخلاق افراد الاسرة والمرشد والموجه. وهو المسؤول طبقاً لهذه القاعدة عن نمو الاولاد وبنائهم وسعادتهم وصلاحهم وارشادهم نحو طريق الخير.
ولا تختص مسؤولية الاب في البيت بالجانب الاقتصادي وتوفير الحاجات الحياتية فحسب، بل انه مسؤول عن تهذيب اخلاق افراد اسرته وتوجيههم وبنائهم ذلك البناء المعنوي الصلب الذي يمكنهم من مقاومة الصعوبات والشدائد، وان يعبد لهم الطريق ويقدم لهم ما ورثه من الثقافة، ويوجد عندهم العادات والصفات الحسنة يهتم ببنائهم الجسدي والنفسي، ويجتهد في تأديبهم، ويمنع انحرافهم. كما ينبغي عليه ان يوفر لأولاده مقدمات عفتهم وطهرهم وان يكون قدوة لهم
في القول والعمل.
وللأم دورٌ مهم في هذا المجال ايضاً، لكن مسؤولية الاب اوسع بكثير من مسؤوليتها. ولكي تتكلل الجهود بالنجاح لا بد من تعاون الاب والام والتفكير معا وبذل جهدهما لانجاح العملية التربوية.